بشار عبدالجليل مدرب حراس فريق نادي الصقر لـ «الأيام الرياضي»:الانطلاقة كانت من خلال نادي الزوراء أكبر الأندية العراقية صناعة حراس المرمى تحتاج إلى وقت طويل ودورات متقدمة لدينا قاعدة جيدة من الحراس في الفريق الاول

> «الأيام الرياضي» عبد الهادي ناجي علي:

>
بشار عبدالجليل مدرب حراس فريق نادي الصقر
بشار عبدالجليل مدرب حراس فريق نادي الصقر
لا يزال الفرح الصقراوي مشتعلة قناديله ومضيئة في سماء اليمن عامة وفي سماء تعز خاصة ، هذا المنجز الذي شارك كل الصقراويين في التخطيط له وترجمته وتحقيقه على أرض الواقع ،بدءً ا من الإدارة برئاسة الأخوين شوقي أحمد هائل ورياض عبد الجبار علي الحروي والجهاز الفني بقيادة الكابتن سيوم كبدي ،ومن الشخصيات التي ساهمت أيضاً في تحقيق ذلك المنجز الصقراوي الكبير الكابتن بشار عبد الجليل مدرب حراس مرمى الصقر ومساعد المدرب الذي التقته «الأيام الرياضي» ودار معه الحوار التالي :

> هل يمكن أن نبدأ من حيث كانت نقطة انطلاقتك مع كرة القدم؟

- الانطلاقة كانت من خلال نادي الزوراء الرياضي أحد أكبر الأندية العراقية حيث قرأت في إحدى الصحف دعوة من هذا النادي لاستقطاب مواهب في حراسة المرمى وإنشاء مدرسة متخصصة بذلك وقد كان التوفيق حليفي في اجتياز الاختبار من بين أكثر من 100 حارس مرمى ونجحت في دخول أسوار هذا النادي الكبير وبدأت أولاً بتمثيل فريق الشباب ، وقد كان لهذه المدرسة الفضل الكبير في وضعي على الطريق الصحيح وتعلمي للمهارات الأساسية والرئيسية لحارس المرمى .

الظروف أجبرتني

> كان قدومك إلى اليمن كلاعب (حارس) محترف في صفوف طليعة تعز إلا أنك تحولت إلى مدرب حراس .. فماهي أسباب هذا التحول ؟

- لا أخفيك سراً بأن الظروف أجبرتني على التحول إلى مدرب لحراس المرمى حيث فوجئت بعد تعاقدي الثاني للعب في صفوف الطليعة بقرار الاتحاد اليمني بمنعي من اللعب على خلفية قرار سابق يتعلق بقضية اللاعبين العراقيين والاستغناءات المزورة ، ولأن بلدي العراق كان يتعرض لحرب شرسة واعتداء أمريكي غاشم فقد كانت العودة صعبة ، لذلك قررت التحول إلى مدرب لحراس مرمى نادي الطليعة ، ولا يفوتني هنا ذكر الدور الذي لعبه شخصان عزيزان في ذلك وهما الأخوان أمين علي ناجي ، ووجدي بشر رئيس النادي آنذاك وبعد نجاحي في هذه المهمة قررت الاستمرار كمدرب خاصة وأن الاتحاد اليمني منع التعاقد مع حراس أجانب بشكل نهائي ، ورفضي العودة إلى بلدي وهو تحت الاحتلال الأمريكي.

أنا حزين جداً

> اتجاهك للتدريب قبل إكمال مشوارك كحارس مرمى في الملاعب هل أحزنك ذلك ؟

- بالتأكيد أنا حزين جداً فتركي اللعب كان قبل الأوان وكان بسبب الظروف وليس باختياري أو بقناعة شخصية حيث حدث ذلك سنة 2003م أي أن عمري كان 31 عاماً آنذاك وكما تعلم فإن حارس مرمى كرة القدم يكون في أوج تألقه بعد سن الثلاثين نتيجة الخبرة والنضج الميداني الذي يكون قد اكتسبه خلال السنوات الماضية .

اصطحبت معي كتابا رسميا

> اتهام بعض المحترفين بالتزوير في فترة مضت وتوقيفهم عن المشاركة مع الفرق اليمنية كيف تفسره في تلك الفترة ؟

- هو اتهام باطل خلط الأخضر باليابس حيث كنا قد دفعنا مبالغ بسيطة للاتحاد العراقي للحصول على الاستغناءات الدولية نظراً لقلة ما نتقاضاه هنا مقارنة بالمحترفين في الدول الأخرى مما جعل رئيس الاتحاد في وقتها يوجه اللوم إلى أعضاء الاتحاد لسماحهم لنا باللعب في اليمن وهذا ما دفع أعضاء الاتحاد إلى توجيه ذلك الاتهام لكل اللاعبين لحل هذه الأزمة وإخراج أنفسهم من دائرة المسئولية ، وللعلم فإنني من الحاصلين رسمياً على الاستغناء الدولي في ذلك الوقت وقد اصطحبت معي عند قدومي لليمن في المرة الثانية كتابا رسميا من الاتحاد العراقي يؤيد ماذكرت .

تجربة ناجحة

> ماهي الفترة التي يمكن تسميتها بالفترة الذهبية في تاريخك مع الفرق اليمنية ؟

- على مستوى اللعب كانت التجربة مع نادي الطليعة ناجحة حيث عكست والحمد لله مستوى طيبا ولكن لا يمكن القول بأنها ذهبية لأنها لم تقترن بإنجاز جماعي ولم تسمح لي الظروف بخوض تجربة أخرى .. أما على المستوى التدريبي فاعتبر الموسمين الأخيرين مع نادي الصقر هي فترة ذهبية بكل المقاييس نظراً للانجازات التي تحققت .

مهمة شاقة

> تدريب الحراس هل هو مسألة سهلة أم أنها شاقة تتطلب مواصفات معينة ؟

- مهمة تدريب حراس المرمى هي مهمة شاقة وليست سهلة كما ينظر إليها حيث يحتاج المدرب إلى مواصفات معينة إضافة إلى كونه حارس مرمى سابق منها القدرة على اكتشاف المواهب والقراءة الجيدة لقابليات الحراس الذين يعمل معهم وقدرتهم على التطور ونوعية التدريبات الخاصة التي يحتاجها كل واحد منهم وأن يكون صبوراً فصناعة حراس المرمى تحتاج إلى وقت طويل كذلك يحتاج إلى الدخول في دورات متقدمة في هذا المجال للتعرف على كل ما هو جديد في عالم تدريب حراس المرمى وقد يحدث ذلك من خلال متابعة وقراءة النشرات الدورية التي ينشرها الاتحادان الدولي والآسيوي على موقعيهما الالكتروني أو من خلال التواصل المستمر مع المدربين أصحاب الخبرات التدريبية الجيدة ، وهنالك صفة مهمة يجب أن تتوفر لدى مدرب الحراس وهي قدرته في التأثير على حراسه وبنائهم نفسياً بشكل يوازي العمل الفني .

صفات حارس المرمى

> ماهي المواصفات التي ينبغي توفرها في حارس المرمى ؟

- من خلال الدراسات الأخيرة فإن من أهم صفات حارس المرمى الجيد هي الموهبة والإمكانيات البدنية القابلة للتطور فقد أثبتت تلك الدراسات أن جميع الصفات المطلوبة الأخرى بما في ذلك الشجاعة يمكن إيجادها وتطويرها من خلال تدريبات خاصة وكذلك من خلال البناء النفسي لشخصية الحارس .

مواهب وحراس جيدون

> إلى ماذا ترجع أسباب ندرة الحراس ؟ - ندرة الحراس يرجع إلى أسباب كثيرة أهمها عدم وجود الملاعب التدريبية الملائمة لتدريب الحراس مما يدفع المواهب للغرور عن الاتجاه إلى هذا المركز الحساس والذهاب للعب في مراكز أخرى ، وكذلك عدم الاهتمام من قبل الأندية في صناعة لاعبين لهذا المركز المهم من خلال إنشاء مدارس متخصصة لتدريب الحراس وتوفير مدربين متخصصين في هذا المجال ويجب أن أذكر أن اختيار الحراس لهذه المدارس يجب أن يقوم على أساس النوعية وليس الكمية ، كما أن هناك سببا جوهريا لندرة الحراس وهو انعدام المنافسات على مستوى الفئات العمرية ، ولكن يجب أن أقول أن هناك مواهب وحراس جيدين في الدوري ولكن عدم ظهورهم بمستوى فني مستقر يعود إلى أسباب تدريبية ونفسية .

أخي الكبير

> من الذي كان السبب في توجهك للحراسة ؟

- الموهبة والرغبة كانتا تدفعاني دائماً للذهاب إلى المرمى والوقوف بين خشباته واخذ مهمة حراسته على عاتقي وقد كان لأخي الكبير دور في دفعي إلى ذلك الاتجاه .

أحمد راضي

> لاعب كنت تخشاه وأنت تقف بين الثلاث خشبات؟

- إنه النجم اللامع أحمد راضي أحد أقرب أصدقائي الرياضيين حيث كان يتمتع بقدرة تهديفية هائلة وكذلك ليث حسين لتسديداته الصاروخية ، أما أصعب مهاجم واجهته فهو البلغاري بالاكوف أحد أعمدة المنتخب البلغاري الحائز على المركز الرابع في بطولة كأس العالم 1994م وذلك عندما واجهته في بطولة مرديكا بماليزيا سنة 1995 م وتغلبنا عليهم 2 - صفر وكنت حينها حارس مرمى المنتخب الاولمبي .

سنكافح ليبقى في المقدمة

> ساهمت مع الصقر في تحقيق بطولة الدوري فكيف تقيم لحظات النصر التي عشتها مع الصقر؟

- لحظات فرح وفخر واعتزاز بما تحقق من نجاح وانجاز غير مسبوق للنادي ولكنها في الحقيقة أكبر من ذلك فقد نجحنا بتوفيق من الله وجهود وتعاون جميع قنوات النادي في بداية بناء تاريخ مشرق لهذا النادي الذي سنسعى جميعاً وسنكافح ليبقى في المقدمة دائماً إن شاء الله .

استفدت من الجميع

> ساعدت عددا من مدربي الصقر فمن هو المدرب الذي تراه أكثر جدية في عمله واستفدت منه مهنياً؟

- عالم التدريب يقوم على أساس تبادل الثقافات والخبرات ونقل المعلومات والمعرفة لذلك أستطيع أن أقول أنني استفدت من الجميع ولكن بنسب مختلفة وتبقى النسبة الأكبر من الفائدة هي من خلال عملي مع الكابتن هاتف والكابتن سيوم فهما قد منحاني مساحة جيدة للعمل خاصة الأخير الذي يتمتع بشخصية متفردة في التعامل مع المشاكل والأوقات الحرجة في كرة القدم وهذا جانب مهم في شخصية المدرب .

لدينا قاعدة جيدة

> وضع الصقر من حيث حراس المرمى كيف تراه ؟

- حراسة المرمى في نادي الصقر بخير في ظل وجود جاعم وزياد والدليل على ذلك هو دخول أقل عدد من الأهداف في مرمانا خلال الموسمين الأخيرين ولكن يبقى هاجسي هو في استقطاب مواهب جديدة في الفريق الاول إلى جانب الحارس الثالث عبد الرحمن والعمل على صقل هذه المواهب وتهيئتها بشكل جيد للمستقبل ليكون لدينا قاعدة جيدة من الحراس في الفريق الاول .

عدة حراس

> خلال متابعتك لفرق الدوري العام من هو الحارس الذي لفت نظرك وترى أن الصقر بحاجة إليه؟

- لفت نظري في الدوري عدة حراس ولكننا في نادي الصقر لسنا بصدد استقطاب حارس جاهز بل نبحث عن مواهب أو وجوه لم تأخذ فرصتها الكافية وسنسخر طاقاتنا للعمل مع هذه الوجوه ليكون لها شأن في المستقبل ومن هذا المنطلق أتمنى العمل مع حراس مثل: سعود السوادي ، وحسام جمال ، ومروان الورافي .

بناء شخصية الحارس

> الحراس يشكلون خلفية هامة للفرق لكن هناك من يتعرض لانهزام داخلي فينعكس ذلك على جو المباراة ماهي الطرق التي يتم من خلالها توصيل الحارس إلى حالة الاستقرار؟

- سؤال ذكي لأنه يتعرض إلى جانب مهم في عمل مدرب حراس المرمى حيث أن أسوأ ما يتعرض له الحارس خلال المباريات حالة فقدان التوازن وعدم الاستقرار ويكون تجاوز مثل هذه الحالة من خلال البناء النفسي الجيد وتعريض الحارس إلى تجارب كثيرة ومتنوعة في التدريب مشابهة لأجواء المباراة وإعطاء الثقة للحارس في المباريات التجريبية والرسمية ليتم من خلالها بناء الشخصية وإيصال الحارس إلى حالة الاستقرار، ولعل أهم أسباب بروز حراس المرمى بعد سن الثلاثين هو اكتسابهم لخبرة وتجربة كبيرتين تجعلهم أكثر صلابة في مواجهة مثل هذه المواقف .. ولكن يبقى الدور الذي يلعبه مدرب الحراس في بناء شخصية الحارس نفسياً وهو الدور الأبرز في هذا المجال وهذا ما نشاهده في حراس مرمى من أمثال فالديز (برشلونة) ، كاسياس (ريال مدريد) ، والعملاق بوفون (يوفنتوس) رغم صغر أعمارهم لكن بناءهم النفسي متميز جداً .

علامة استفهام

في النهاية ماذا يريد أن يطرح بشار عبد الجليل؟

في النهاية أود أن أضع علامة استفهام كبيرة ودهشة لاستبعاد الحارس جاعم من تشكيلة المنتخب قبل مباراة اليابان فهذا الحارس قدم مستوى مميزا خلال الموسمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى