بعد 40 عاماً من الإبداع والبعد عن الأضواء:الشاعر الغنائي الكبير عبدالله البقعي في فعالية احتفائية في اتحاد أدباء لحج

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

> ضمن فعالياته الثقافية الرمضانية أقام اتحاد الادباء فرع لحج مساء الخميس الماضي أمسية تقافية احتفائية بالشاعر الغنائي الكبير عبدالله محمد البقعي وقد جاءت هذه الالتفاتة نحو هذا الشاعر الكبير بعد مطالبات عدة من قبل عدد كبير من المثقفين من أبناء لحج بالالتفات نحو عدد كبير من أدباء لحج ومثقفيها ومبدعيها في مجالات متعددة وفي مقدمتهم الشاعر الغنائي الكبير البعيد عن الأضواء عبدالله البقعي.

بدأت الفعالية بكلمة قصيرة وجميلة لمقدم الحفل أحمد سعيد باشا ثم أعقبها كلمة لرئيس الفرع الاستاذ علي حسن القاضي الذي رحب بالشاعرعبدالله البقعي والحاضرين ثم أعطيت الكلمة للضيف المحتفى به الذي بدأ حديثه بإعطاء الحاضرين نبذة عن حياته الشخصية والتعيلمية منذ ولادته في قرية الفيوش اللحجية القريبة من المنطقة التي ولد فيها الشاعر الكبير السيد عبدالرحمن العراشه صاحب الهاشمي قال.

في قرية الفيوش تعلم البقعي القرآن الكريم ثم انتقل إلى حوطة لحج ودرس في المدرسة المحسنية مرحلتي الابتدائية والإعدادية ثم انتقل إلى مدينة الشعب لدراسة الثانوية ولكنه لم يكملها نتيجة للإضراب الذي عم المنطقة آنذاك.

في هذه الفترة كان الشاعر البقعي يهوى فن الخط والنحت ، وقد استطاع حينها نحت تمثال للزعيم جمال عبدالناصر وذهب به إلى قيادة الجهاز العربي بتعز طالباً منها سفره إلى مصر لتقديمه إلى عبدالناصر، وبمساعدة آخرين استطاع أن يتوجه إلى مصر وفي مصر درس الثانوية ومن ثم واصل الدراسة الجامعية وتحصل على بكالاريوس زراعة وبكلاريوس في الفنون الجميلة ودبلوم في الهندسة الاكترونية. ومن ثم ذهب إلى اليابان وبريطانيا وأمريكا في دراسات تتعلق بالكمبيوتر بعد أن استقر في عمله الالكتروني حيث أصبح الآن يشغل وظيفة المدير العام للإدارة العامة للكمبيوتر.

بعد هذه الرحلة الشخصية والعملية تحدث الشاعر عبدالله اليقعي عن رحلته الشعرية التي يقول إن الفضل الأول بعد الله يعود فيها لمدينة لحج التي تشبع بفنها وأدبها وقال إن ابن لحج بطبيعته يولد شاعراً متذوقاً للشعر. وأنه ولد شاعراً غير أن والده كان لا يرغب أن يكون ابنه شاعراً وأنه امتثل لرغبة والده وكان يكتب القصائد ولكنه يعطيها لآخرين ويكفيه كما يقول أنه يرى أولاده يمشون حتى وإن كان من يتبناهم هم آخرون وهكذا استمر حتى عام 1966 حين بدأ يتمرد على هذا الشيء وأعطى الفنان محمد محسن عطروش أول أعماله الشعرية وكانت أغنية بعنوان «ياصراب» ثم انتقل إلى مصر وفيها أعطى الفنان فيصل علوي أغنية على نمط الدان اللحجي ثم أعطاه بعد ذلك أغنية «تعبنا والتعب راحة» ولكن فيصل لم يغن أيا من الاغنيتين فاضطر إلى اعطاء الفنان د. عبدالرب إدريس أغنية «تعبنا والتعب راحة» التي لحنها وغناها الفنان د. عبدالرب إدريس بعد ذلك تواصل التعاون الفني بين الاثنين في أعمال فنية كبيرة مثل يا حب غالي علينا - مقدر والنبي ودعك- عشقنا والذي يعشق هواكم دوب هايم، وغيرها من الاعمال حتى وصل إجمالي الأعمال التي قدمها د. عبدالرب إدريس للشاعر عبدالله البقعي سبعة وثلاثين عملاً غنائياً.

استمر الشاعر عبدالله البقعي في أعماله الشعرية وكان في القاهرة يحضر الجلسات الأدبية والفنية لكبار الشعراء والفنانين في النادي الأهلي حتى أنه استطاع أن يكتب الشعر باللهجة المصرية. عندما انتقل الشاعر إلى دولة الكويت بعد ذلك التقى الفنان اليمني الكبير ابوبكر سالم بلفقيه وعرض عليه قصيدة «حجة الغائب معاه» ولكنها لم تكن مكتملة حينذاك وقد اعجب الفنان بلفقيه بالقصيدة إعجاباً غير عادي وطلب من الشاعر البقعي أن يكمل كتابه القصيدة وسلمها في اليوم التالي لبلفقيه الذي طلب من عبدالرب إدريس أن يلحنها في اليوم التالي.. وغناها بعد ذلك بلفقيه لأنها تماهت مع حدث اجتماعي كان يعيشه في تلك الفترة.

في الكويت كتب الشاعر البقعي بعد ذلك عدة قصائد ولكنه واجه مشاكل تتمثل في النظام المتبع الخاص باللائحة المادية التي تفاضل بين الشعراء الكويتيين والشعراء من خارج الكويت فاضطر إلى بيع عدد من قصائده لبعض الكويتيين وكان هذا الأمر بالاتفاق مع الفنان عبدالرب إدريس. عند عودة الشاعر عبدالله البقعي إلى الوطن استمر في كتابة القصائد الغنائية ومنها أغنية «وداع» التي غناها الفنان محمد محسن عطروش كما أعطى الفنان محمد مرشد ناجي أغنيتين هما «ماشي كما شي» و« لا الناس ناسي».

لا يزال التواصل مستمراً بين الشاعر عبدالله البقعي والفنان د. عبدالرب إدريس الذي سيحوي الشريط القادم له أغنية جديدة للبقعي باللهجة الحضرمية بعنوان «بغيناه» كما أن هناك أعمالاً جديدة قادمة بين الاثنين.

سمتان ميزتا الاحتفائية هما التواضع الكبير للشاعر البقعي رغم عطاءاته الكبيرة وكذلك حبه الكبير لمدينة لحج رغم ابتعاده عنها. تخلل الفعالية إلقاء القصائد الشعرية وكذلك غنى الفنان أحمد فضل ناصر من كلمات المحتفى به.

حضر الفعالية الاخ محسن النقيب وكيل المحافظة والأخ حيدرة باجاره وكيل بوزارة العدل وعدد من المهتمين والباحثين في مجال الأدب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى