بوش يلجأ الى سياسة العصا والجزرة مع كوريا الشمالية

> واشنطن «الأيام» ديفيد ميليكين :

>
الرئيس الاميركي جورج بوش
الرئيس الاميركي جورج بوش
توعد الرئيس الاميركي جورج بوش أمس الأربعاء كوريا الشمالية ب"تداعيات خطيرة" بعد اعلانها اجراء اول تجربة على قنبلة نووية، الا انه حرص بالمقابل على التاكيد بان الاولوية تبقى للخيار الدبلوماسي.

واكد بوش ان بلاده ستعزز التعاون الدفاعي مع حلفائها الاسيويين في مواجهة هذه الدولة الشيوعية.

وهيمنت الازمة التي اثارتها كوريا الشمالية باعلانها تفجير قنبلة نووية الإثنين الماضي، على المؤتمر الصحافي الذي عقده بوش في البيت الابيض واستمر 70 دقيقة.

وقال بوش انه لم يتم التاكد بعد من ان التفجير الذي جرى الإثنين الماضي هو تفجير نووي، الا انه قال "ان الاعلان بحد ذاته يمثل تهديدا للسلم والاستقرار الدوليين".

وصرح بوش "اننا نعمل مع شركائنا في المنطقة وفي مجلس الامن الدولي لكي نضمن ان يتحمل نظام بيونغ يانغ التداعيات الخطيرة" لتجربته النووية.

واشار الى انه تحدث مع قادة الحكومات الخمس الاخرى التي تقود مساعي لوقف جهود بيونغ يانغ النووية وهي اليابان والصين وكوريا الحنوبية وروسيا، ولقي اجماعا على ضرورة صدور "قرار قوي من مجلس الان يطلب من كوريا الشمالية الالتزام بواجباتها الدولية لتفكيك برامجها النووية".

وقال ان القرار الذي تجري حاليا مناقشته في مقر الامم المتحدة في نيويورك "يجب ان يضع سلسلة من الاجراءات لمنع كوريا الشمالية من تصدير التكنولوجيا النووية او تكنولوجيا الصواريخ".

وترغب الولايات المتحدة كذلك في فرض عقوبات على كوريا الشمالية لحظر "التعاملات المالية او نقل اصول قد تساعد كوريا الشمالية على تطوير قدراتها الصاروخية النووية".

واقر بوش بان ادارته واجهت العديد من الانتقادات في الماضي للجوئها الى العمل منفرده في سياستها الخارجية، وقال انه اليوم ملتزم تماما بالعمل دبلوماسيا من خلال الامم المتحدة.

واعاد التاكيد على رفض ادارته اجراء اية محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية او ايران.

وقال بوش "اعتقد جازما ان افضل طريقة للتعامل مع النظامين في كوريا الشمالية وايران هي عبر اكثر من صوت"، مؤكدا تفضيله اجراء مفاوضات متعددة الاطراف مع الحكومتين.

وقال "ولكن رسالة الولايات المتحدة لكوريا الشمالية وايران ولشعبيهما هي اننا نرغب في حل المسائل سلميا".

وقد حذرت كوريا الشمالية مجددا أمس الأربعاء من انها ستعتبر فرض اية عقوبات صارمة ضدها من قبل مجلس الامن الدولي "اعلان حرب" وهددت باجراء مزيد من التجارب النووية اذا ما واصلت الولايات المتحدة ممارسة ضغوطها من اجل فرض عقوبات صارمة.

واكدت كوريا الشمالية على حاجتها للاسلحة النووية للدفاع عن نفسها من اي عدوان اميركي، وتركز على هذه النقطة منذ غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 والاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.

غير ان الرئيس الاميركي اكد في المؤتمر الصحافي ان العراق مسالة مختلفة وان حكومته لا تنوي شن عمل عسكري ضد كوريا الشمالية او ايران.

وقال "اعتقد ان القائد الاعلى يجب ان يحاول بذل كافة الجهود الدبلوماسية قبل الالتزام عسكريا".

واوضح "لم تستنفذ كافة الطرق الدبلوماسية بعد، وسنواصل العمل من اجل منح الدبلوماسية فرصة كاملة للنجاح".

الا ان الرئيس الاميركي قال انه ردا على الاستفزاز الكوري الشمالي "سنزيد تعاوننا الدفاعي مع حلفائنا بما في ذلك التعاون في مجال صواريخ الدفاع الباليستية للحماية من اي اعتداء كوري شمالي، وكذلك التعاون لمنع كوريا الشمالية من تصدير التكنولوجيا النووية وتكنولوجيا الصواريخ".

ورفض استبعاد احتمال شن عمل عسكري اذا ما واصلت كوريا الشمالية تهديدها النووي,وقال "انا انظر الى كافة الخيارات طوال الوقت".

وكانت ادارة بوش اجرت مفاوضات مع كوريا الشمالية في اطار ما يسمى بالمحادثات السداسية والتي تم خلالها التوصل الى اتفاق مع بكين في ايلول/سبتمبر 2005 تتخلى بموجبه كوريا الشمالية عن برنامجها النووي مقابل ضمانات امنية واخرى تتعلق بالطاقة.

الا ان بيونغ يانغ بدأت في مقاطعة المحادثات بعد شهرين من ذلك التاريخ بعد ان فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بنك في مكاو قالت انه يقوم بعمليات غسيل اموال لصالح الحكومة الكورية الشمالية.

ومن ناحية اخرى، اقر بوش في مؤتمره الصحافي ان العراق لا يزال يمر باوقات عصيبة بعد نحو ثلاث سنوات ونصف على الاطاحة بنظام صدام حسين، الا انه تعهد بان بلاده ستواصل مهتمها لمساعدة الديموقراطية الناشئة في مواجهة تهديدات الارهابيين والاقتتال الطائفي.

وقال بوش "هذه اوقات عصيبة على العراق. ان العدو يبذل اقصى ما بوسعه لتدمير الحكومة واخراجنا من الشرق الاوسط بدءا باخراجنا من العراق قبل انتهاء مهمتنا".

واضاف "بمساعدة العراقيين على بناء ديموقراطية على الطريقة العراقية، فاننا نوجه صفعة قوية للارهابيين والمتطرفين. وسنجلب الامل الى منطقة مضطربة، وسنجعل هذا البلد اكثر امنا".

كما وصف بوش تقريرا اصدره باحثون اميركيون مستقلون وافاد بان 655 الف عراقي قتلوا في العراق منذ الغزو عام 2003، بانه "يفتقر الى المصداقية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى