رئيس الجمهورية في حفل استقبال ومأدبة افطار بالمكلا:الفساد منظومة متكاملة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وإداريا وعلى كل واحد أن يصحح وضعه في أي مؤسسة أو مرفق سواء في السلطة المحلية أو التنفيذية أو الاستشارية أو التشريعية

> المكلا «الأيام» سبأ:

>
فخامة الرئيس علي عبدالله صالح
فخامة الرئيس علي عبدالله صالح
دعا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كافة أفراد المجتمع إلى محاربة الفساد وإبلاغ الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والسلطة التشريعية ، عن أي فاسد داخل مؤسسة أو مرفق حكومة، ودعا لمستثمرين إلى إنشاء محطات لتحلية المياة ، مؤكداً استعداد الدولة لشرائها منهم لتغطية الاحتياج في المناطق التي تعاني من نقص في المياة .

وقال فخامته في حفل استقبال كبير ومأدبة إفطار رمضانية اقامها مساء أمس بالقصر الجمهوري بالمكلا بمناسبة الخواتيم الرمضانية المباركة والاحتفال بالعيد الـ43 لثورة الـ 14 من اكتوبر المجيدة "الفساد منظومة متكاملة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وإداريا واخلاقيا، لذا فإن على كل واحد ان يصحح وضعه في اي مؤسسة أو في اي مرفق سواء في السلطة المحلية أو التنفيذية أو الاستشارية او التتشريعية".

واضاف " فليس من المنطق ان يرمي الناس بالحجارة من كان بيته من زجاج، فعلى كل فرد في المجتمع ان يصلح نفسه، وعلينا ان نصلح انفسنا في مؤسساتنا وفي مقرات اعمالنا، من خلال محاربة الفساد بالعمل وليس بالكلام والخطب، بل ان نقول للفاسد انت فاسد ونبلغ بذلك الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والسلطة التشريعية".

وتابع فخامة الرئيس قائلا " نقولها صراحة للفاسد انت فاسد، ليس بالحكايات والمشاورات والمراسلات الصغيرة".

وفي بداية كلمته هنأ فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أبناء محافظة حضرموت بقدوم عيد الفطر المبارك وخواتيم شهر رمضان واحتفالات بلادنا بالعيد الثالث والاربعين لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة .

وقال :"تهانينا لكل ابناء حضرموت الأوفياء المخلصين، وتهانينا بنجاح العرس الديمقراطي الجميل الذي خضناه في الشهر الماضي، العرس الحضاري الرائع الذي يضاف الى كل انجازاتنا الديمقراطية منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو وجميعها أعراس وأفراح لكل المخلصين من ابناء شعبنا اليمني ".

وأضاف :" إن الشعب اليمني قال كلمته الفاصلة يوم العشرين من سبتمبر والفائز الأول والأخير هو الشعب اليمني العظيم".

وتابع قائلا :" الديمقراطية جميلة وأحيانا تكون سيئة ، وكان من الصعب قبل ستة عشر عاما ان يتقبلها الناس لا بالمقال ولا بالشعر ولا بالنثر ولا بالنقد ولا بالرأي والرأي الآخر ولكن مع مرور الزمن تروض الناس وبدأوا يتقبلونها شيئا فشيئا".

ونوه فخامته بأن الدعاية الانتخابية التى رافقت الانتخابات الرئاسية والمحلية رغم انها كانت حماسية وذات حدة ، إلا ان الشعب تحملها وتعامل معها بصورة حضارية وجاءت النتائج جيدة ومرضية وممتازة ..مؤكدا أن"الشعب اليمني العظيم هو المنتصر في هذه التجربة التى تضاف الى التجارب السابقة ، لافتا الى ان هناك تجارب انتخابية قادمة منها انتخابات نيابية وانتخابات لمنظمات المجتمع المدني وكل يوم افضل من ذي قبل على مختلف المستويات الثقافية الاجتماعية السياسية والانمائية والخدمية" .

وقال رئيس الجمهورية :"كل يوم ونحن نحقق انجازا افضل من ذي قبل ولن نتوقف أو نتراجع عن الديمقراطية أو التنمية".

وأكد أن هذا العام افضل من العام الماضي والعام القادم سيكون أفضل والتنمية ستكون ارقى وكل يوم سيكون أفضل من الذي قبله والمهم ان هناك اصرار على المضي قدما بهذا الوطن ليرتقي كما ارتقت شعوب العالم لنرتقي بشعبنا ثقافيا وسياسيا وديمقراطيا".

ومضى يقول "كل يوم أفضل من اليوم الذي قبله فكيف كانت حضرموت قبل ستة عشر عاما وكيف صارت اليوم ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وتنمويا وكيف هي قبل خمس سنوات وكيف هي قبل سنتين وكيف هي العام الماضي وكيف اصبحت اليوم سواء من حيث الخدمات أونفسية الناس ، ولا شك أن الناس مرتاحون و قلوبهم ملتقية والخصومة انتهت والحقد غير موجود والكراهية والحسد غير موجود وهذا ماهو ملموس اليوم في اوساط الشعب اليمني الذي اصبح اسرة واحدة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال الى الجنوب، اسرة واحدة لا تفرقها عقيدة فعقيدة الشعب وثقافته ومبادئه واحدة ".

وقال: "الحمد لله التأم شمل اليمانيين في 22 مايو عام 1990م وكان حدثا تاريخيا رائعا لا سيما في الوقت الذي تتمزق فيه كثير من الشعوب والدول حيث تمزق الاتحاد السوفيتي والاتحاد اليوغسلافي وكثير من البلدان، إلا ان شعبنا كان واعيا ومثقفا يعي مصلحته، حقق وحدته وحافظ عليها وهي اليوم راسخة كالجبال الرواسي".

وأردف قائلا " واذا ما سمعنا كلمة من هنا او هناك فهي مجرد هراء وكلام غير مسؤول فشعبنا قال كلمته يوم العشرين من سبتمبر الماضي في انتخابات المجالس المحلية وانتخابات رئيس الجمهورية ونعتبرها استفتاء ضمن الاستفتاءات التي مرت بالوطن، استفتاء على التنمية وعلى الوحدة وعلى الامن والاستقرار وعلى الوحدة الوطنية التى بها تعرف الناس على بعضهم البعض واختلطت وتشابكت مصالحهم فلم تعد هناك مصلحة خاصة لاهالي حضرموت لوحدهم وأخرى لمحافظة وحدها بل اصبحنا اسرة واحدة والمصالح متشابكة من الجميع ".

وقال الرئيس :" اذا كانت هناك اصوات نشاز فهذا ليس بمشكلة سواء كان ذلك في عدن او في صنعاء اوفي ذمار او الحديدة اوحضرموت او في المهرة ، فهذا لايمثل اي مشكل".. منوها بأن رجال اليمن الاوفياء المخلصين من مثقفين وسياسيين ووجهاء وشخصيات اجتماعية وعلماء وخطباء ومرشدين يعون مصلحة الشعب وان على الجميع توحيد الصف بما يعزز من تعميق الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والخلافات داخل صفوفنا". واستطرد قائلا :"أمامنا مهام كبيرة تتعلق بالتنمية الشاملة ومكافحة الفقر ومحاربة الفساد والفاسدين، وإن شاء الله تكون الحكومة ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة قد عملت اليوم بعد خطابي يوم امس في عدن على معالجة تصاعد الاسعار غير المبرر سواءًَ في المواد الغذائية او في الملبس او في مواد البناء أو معدات التنمية بحيث تضع حدا لهذا الجشع والتصاعد غير المقبول".

وأردف قائلا :"نحن لسنا ضد مصالح الناس وارباحهم وتجارتهم، لسنا ضد كل ذلك، بل نقول لهم تاجروا ولكن ارفقوا بالمواطنين لا تكونوا جشعين على حساب عامة الناس و حسنوا الجودة ، وعلى وزارة الصناعة والتجارة مراقبة الجودة وكذلك المحافظين عليهم ان يلعبوا دورا أساسيا بالتعاون مع السلطة المحلية التى عليها ايضا مهام كبيرة تتمثل في تنفيذ برنامجها الانتخابي ".

وأكد فخامته أن على كل محافظة وكل عضو مجلس محلي أن يضع آلية مفصلة لتنفيذ البرنامج الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة الناخبين والا تبقى البرامج حبرا على ورق ، فالناخبون يريدون أن يلمسوا على الواقع ترجمة للوعود التي وعدناهم بها بدءا من رئيس الجمهورية وانتهاء بأخر عضو في المجلس المحلي و يجب أن نفي بالتزاماتنا وبرامجنا". وتابع :" لقد كلفت لجنة لوضع آلية تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية الانتخابي وكذلك الأمر بالنسبة للسلطة المحلية يجب عليها ان تضع آلية لتنفيذ برامجها، مشيرا الى ان السلطات المحلية حققت نجاحات ملموسة بحيث منحهم الشعب ثقته نتيجة لما لمسه من نتائج جيدة في الفترة الماضية وهو ما يتطلب تجنب الاخطاء في المستقبل وتجاوز اي اخفاقات حصلت في الماضي، منوها في هذا السياق بأن تنفيذ اي تجربة لا بد أن يرافقها اخفاقات وسلبيات وما يهمنا هو الا تطغى السلبيات على الايجابيات.

وشدد فخامته على ضرورة تجنب السلبيات سواء في السلطة المحلية أو في السلطة المركزية او في أي مرفق او في اي مؤسسة من مؤسسات الدولة، وينبغي على جهاز الرقابة والمحاسبة ان يفعل دوره كجهاز رقابة ومحاسبة مستقل وان تكون قيادات ومندوبو الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة محايدين وألا يكون عملهم بالتشاور مع السلطة التنفيذية .. مشيرا الى ان اجهزة الرقابة يجب ان تكون مختارة من العناصر الكفؤة والمحايدة التي تراقب اداء السلطة التنفيذية وكذلك الحال بالنسبة للسلطة التشريعية يجب ان تفعل دورها الى جانب التشريع وهي الرقابة ".

وقال :"هناك أجهزة لها دور في الرقابة السابقة والرقابة اللاحقة وينبغي تفعيل القانون من قبل المعنيين بالرقابة سواء الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة او السلطة التشريعية وعليهم ان يتابعوا هذا الامر بما يضمن الحد من الاخطاء والمخالفات سواء أكانت مالية أو إدارية".

ومضى فخامته قائلا "على هذه الاجهزة ان تستمر في الاصلاح المالي والاداري وان تفعله، فلن نصل الى محطة الامان باجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية، وانما على الحكومة مسؤولية كاملة ان تنفذ برنامج الاصلاح المالي والاداري وأن تكافح الفقر وتحارب الفساد والمفسدين، بحيث ان كل واحد منا يصلح الاعوجاج، كما ان على كل مسؤول في اي مرفق ان يصلح الاعوجاج".

وتابع قائلا "كثير من الناس يعتقد انه صالح، وهو معوج، لكنه يرى الاعوجاج في غيره، اما هو فلا وانما العيب في مؤسسات الدولة واجهزتها المختلفة، في حين يعرف الناس انه معوج، وهو يزعم ان الآخرين هم فاسدون، وانه غير فاسد، وانما غيره هم الفاسدون".

وقال " الفساد منظومة متكاملة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا واداريا واخلاقيا، لذا فان على كل واحد ان يصحح وضعه في اي مؤسسة أوفي اي مرفق سواء في السلطة المحلية أو التنفيذية أو الاستشارية او التشريعية، فليس من المنطق ان يرمي الناس بالحجارة من كان بيته من زجاج، فعلى كل فرد في المجتمع ان يصلح نفسه، وعلينا ان نصلح انفسنا في مؤسساتنا وفي مقار اعمالنا، من خلال محاربة الفساد بالعمل وليس بالكلام والخطب، بل ان نقول للفاسد انت فاسد ونبلغ بذلك الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والسلطة التشريعية".

وتابع فخامة الرئيس قائلا " نقولها صراحة للفاسد انت فاسد، ليس بالحكايات والمشاورات والمراسلات الصغيرة، وما يهمني في محافظة حضرموت هو ان اكرر شكري وتقديري للثقة التي منحتموني اياها يا ابناء حضرموت، لي شخصيا كرئيس دولة وللمجالس المحلية، وكانت حضرموت عند حسن الظن لا كما راهن عليها الآخرون، ولكن كما راهنت عليها انا، لان ابناء حضرموت بادلوا الوفاء بالوفاء".

وجدد الرئيس الدعوة للمستثمرين اليمنيين أو العرب أو الأجانب للاستثمار في قطاع توليد الكهرباء.

وقال :"ندعوهم للاستتثمار في الطاقة الكهربائية وان ينشئوا محطات لتوليد الف أو ألفي ميجاوات أو اربعمائة أوخمسمائة ميجاوات ويولدوا طاقة كهربائية والمؤسسة العامة للكهرباء او وزارة الكهرباء ستقوم بشرائها منهم" .. مجددا الترحيب بالاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية في اليمن.

ودعا الرئيس المستثمرين إلى التوجه نحو إقامة محطات لتحلية مياه البحر لتلبية احتياجات المناطق التي تعاني من شحة المياه مثل مدينة تعز أو صنعاء أو عدد من المناطق الأخرى المهددة بنضوب المياه .

وقال :" أنشئوا محطات لتحلية مياه البحر الاحمر أو البحر العربي ونحن على استعداد لشراء هذه المياه المحلاة من قبل المستثمرين .

كما دعا المستثمرين إلى إعداد دراسات جدوى اقتصادية لمثل هذه المشاريع بدلا من التردد والانتظار لما سيقدم عليه المستثمرون الآخرون وإمكانية نجاحهم أو لا ".

وتابع قائلا :"هناك بعض المستثمرين يريدون أولا مشاهدة الآخرين لمعرفة هل هذا المشروع مربح أم لا، وهل هو مجز وجدواه ممتازة ، ثم يتجهون بعدها للاستثمار في نفس المجال ، مثلا الذي يبدأ ببناء محطات بنزين وإذا حققت أرباحا يأتي آخرون ليبنوا بجانبه محطات أخرى حتى تمتلئ المنطقة كلها بمحطات البنزين وكل واحدة ترتص بجانب الأخرى وهناك من يشتري جرافة وعندما يحقق أرباحا منها يشتري الآخرون جرافات مثله، ولهذا لو أقدم اي مستثمر على إنشاء محطات لتحلية المياه في المخا وقامت مؤسسة الكهرباء بشراء انتاجها لتزويد مدينة تعز وحقق المستثمر أرباحا جيدة ، فمن المؤكد أن كثيرا من المستثمرين سيتجهون نحو تحلية المياه وكذلك الحال بالنسبة لمحطات توليد الكهرباء .

وشدد الرئيس على أهمية تفجير طاقات الشعب الى جانب طاقات الدولة. وقال :"لا يمكن ان نرجع الى النظام الشمولي وتعود الدولة هي التي تتولى كل شيء ، انظروا اليوم كم عدد الجامعات الاهلية وكم عدد الجامعات الحكومية وستلاحظون إسهام الرأسمال الخاص بجانب الجهد الرسمي في مجال التعليم العالي والجامعي والتعليم العام .

وأكد رئيس الجمهورية على أهمية تشابك أيدي المجتمع ، وقال :" يجب ان ننسى عقدة ان الدولة كل شيء وأن الدولة عليها توفير كافة الخدمات الكهرباء ، الماء وغيرها ، فالدولة أصبحت موجهة وتخطط وتبرمج ولهذا يجب ان تتفجر طاقات الشعب بارشادات وتوجهات وخطط من الدولة.

وكرر فخامته الشكر لابناء حضرموت.. وقال " ان شاء الله المستقبل واعد بالخير، بالامان والاستقرار والتنمية، وتواصل الاصلاحات في كل شيء، من خلال استكمال ما ينبغي استكماله من شبكة الكهرباء التي هي هم لدى الجميع. وفي الامسية أشاد الحاضرون بالنهج الديمقراطي التعددي في بلادنا وما جسده شعبنا من وعي كبير في ممارسته للديمقراطية في إطار تجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة وحكم الشعب نفسه بنفسه .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى