فريق مسرحية (عائلة دوت كوم) يتطلع إلى نجاحها في العيد وإعادة الزمن الجميل للمسرح بعدن

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
مشهد من المسرحية
مشهد من المسرحية
فرقة خليج عدن للمسرح هي مجموعة من الشباب شقت طريقها في عالم المسرح في وقت أصبح طريق المسرح فيه الكثير من المطبات والعراقيل فإلى جانب عدم وجود مسرح بالمواصفات الحقيقية في اليمن وخاصة مدينة عدن التي كانت سباقة في الزمن الماضي في هذا المجال ولها العديد من الأعمال المسرحية الناجحة، هؤلاء الشباب شقوا طريقهم وحفروا أسماءهم في عالم المسرح ، يجبرونك على الضحك والاستماع لهم فتنسى هموم الحياة طوال مشاهدتك لهم وهم يقفون على خشبة المسرح يأخذونك إلى عالم يصور حياة الأسرة بشكل كوميدي.

«الأيام» حضرت برفوات مسرحية «عائلة دوت كوم» التي ستعرض أيام عيد الفطر المبارك في سينما هيركن، والتقت هناك بأعضاء فريق المسرحية وكانت أولى اللقاءات مع الموهبة الصاعدة رغدة جمال، التي تمتلك عدة مواهب فهي تغني وتشارك في الرقص الشعبي، تحدث رغدة عن دورها قائلة: دوري دور البنت المتسلطة والمتشدة والتي تمشي على رأيها مهما كان يعني بنت «مصيبة».

وصلت رغدة لخشبة المسرح عن طريق ابن خالتها علاء الذي أخبرها عن دور الطفلة المصيبة في هذه المسرحية، وقالت: «رحت إلى المخرج عمر وجمال وقد شاركت من سابق في عمل غنائي معه وعملت بعض البروفوات وتم قبولي».

سألتها عن شعورها وهي تقف على خشبة المسرح لعمل البروفات؟ أجابت بثقة: «لا أ شعر بالخوف فالحمد لله عندي ثقة كبيرة وقسط من الجرأة».. رغدة رغم صغر سنها فهي في الصف السادس رغم هذا تتحدث بثقة كبيرة.

هناك موهبة أخرى هو بكيل محمد شماخ خريج ثانوية البيحاني النموذجية ويجسد دور الابن أحمد المتعصب المحب لعالم الانترنت يعشق دراسة الكمبيوتر وهو يهوى القراءة، قال: «في دوري أؤكد على ضرورة أن يتعلم الكل الكمبيوتر ويجيد استخدامه فهو لغة العصر الجديد».

ويضيف شماخ: «بدأت في مسرح الثانوية وتعلمت على يد أستاذي فيصل بحصو وشاركت معه في بعض الأعمال المسرحية ووصلت إلى المسرح التجريبي في القاهرة هذا العام بالعمل المسرحي (دائرة بلا عنوان) الذي تناول قضية الإرهاب والحمد الله نجحت المسرحية بشكل كبير»، وتحصلت على نقد جيد في مصر وهنا في اليمن من قبل الأستاذ خالد الرويشان، وبعد رجوعنا من القاهرة استدعاني المخرج عمرو جمال للاشتراك في مسرحية «عائلة دوت كوم».

الموهبة رائد طه غالب، يقول عن دوره: «دوري دور مدير مدرسة وهو شخصية مهزوز أمام زوجته يدعي الديمقراطية وهو في الحقيقة دكتاتور متمسك بالعادات والتقاليد القديمة ورافض أي تطور أو الاندماج مع أطفاله أو حتى مسايرتهم ومواكبتهم مع التطور في العصر الحالي، ولرائد العديد من التجارب البسيطة التي شارك فيها كمسابقات ومهرجان وبعض الحفلات البسيطة وحسب قوله هذا النص عائلة دوت كوم أول نص مسرحي تجاري شعبي يشارك فيه.

ويضيف:«واجهتنا بعض الصعوبات البسيطة من حيث الدعم فهذا العمل كنا نتمنى إظهاره في العام المنصرم وكان بالنسبة لنا حلما وللأسف لم يستجب لنا أحد وخلال الفترة السابقة عملنا في مجال التوعية الانتخابية وجمعنا مردودا ماليا منها وبتعاون الجميع استطعنا ان نحقق الحلم».

عدنان الخضر أحمد سنة ثالثة إعلام تخصص إذاعة وتلفزيون يجسد في المسرحية دور الجار لعائلة كمال وسعاد وهو الجار الطيب والمقرب لهم ويقول هو مهندس ديكور وفاكر نفسه أنيق وهو غير ذلك إضافة إلى كونه شخصية منافقة والكلام يغيره من جهة لأخرى بشكل كوميدي.

وعدنان له تجارب سابقة في المسرح المدرسي ومسارح الإسكتشات في الحدائق وله مشاركات في أسبوع الطالب الجامعي وحفلات التخرج ومشاركة جادة في مهرجان كبير على مستوى الجمهورية كان في مهرجان مسرح ليالي عدن حيث شارك في مسرحية «عائلة دوت كوم» وشارك مع الاستاذ هاشم السيد في مسرحية «أبو درزن عيال».

وعن الفرق بين الأعمال السابقة وعمل مسرحية عائلة دوت كوم، قال:«الفرق كبير فالنصوص السابقة كانت ارتجالية يعني مجرد فكرة و اسكتش صغير دون جهد كبير وهنا العمل محسوب بالملي عمل أكاديمي من حيث الإخراج والنص المكتوب والبروفات كلها مختلفة ولكن تجمعهم الرهبة على خشبة المسرح».

عدنان له طموح إلى العمل في مجال المسرح حسب قوله، ويقول : «عائلة دوت كوم عرضت من سابق على هامش مهرجان ليالي عدن الثقافية عام 2005م ولم نستلم اى مبالغ مالية كباقي الفرق المشاركة ولكن بعد انتهاء العمل حصلنا على حوافز مادية بسيطة».

ويضيف:«مثلي الاعلى في المسرح اليمني الاستاذ هاشم السيد ويقنعني الاستاذ فؤاد الهويدي وعربيا النجم محمد صبحي».

< سالي محمد أحمد، حفيدة الموسيقار الراحل أحمد قاسم، وابنة النجمة المسرحية ذكرى احمد والفنان المعروف حمادة أحمد قاسم، تقول:«ورثت الفن المسرحي من أمي وأنا من اسرة فنية ومن الطبيعي ان يجري الفن في عروقي». وعن دورها تقول: «أجسد دور الزوجة المتسلطة والماسكة بزمام الأمور ولا تترك أى أمر في يدي زوجها، فأنا زوجة تضغط على زوجها وأم متسلطة على أولادها».

وتضيف: «هذا الدور كان لزميلة أخرى اعتذرت عنه وبعدها طلب مني المخرج أثناء عملي معه في بروفات مسرحية 630 وعرض علي هذا الدور ودورا آخر ورأى المخرج أن دور سعاد يناسبني أكثر وبدأنا عمل البروفات ».

سهى علوان صالح، طالبة في قسم الإعلام المستوى الثاني مغنية وممثلة مسرح تقول: «دوري دور فاطمة الزوجة الساذجة والتي لا تخبئ شيئا ، ما في قلبها على لسانها تفضح كل شيء». اول ادوارها دور باللغة العربية الفصحى في مسرحية المربع الأرجواني.

< قاسم رشاد قاسم، يقول:«دوري في المسرحية دور طالب متميز ملم بالحاسب الآلي وعلم المكتبات يحاول ان يجمع بين جيل (النت) وجيل المكتبات، ومن خلال الدور أحاول ان اوفق بينهما فلابد ان يواكب الفرد التطور وان يستفيد منه وبنفس الوقت لا نهمل فائدة المكتبات والاستفادة من المعلومات الخلفية من المكتبة». قاسم بدأ التمثيل من مرحلة الثانوية وشارك مع المخرج عمرو جمال في الطابور السادس و630 وشارك في اعمال أخرى، ويتوقع ان تحقق المسرحية النجاح والإقبال الجماهيري ويصف المسرحية بأنها «مسرحية لا تمل من مشاهدتها» ونجاحها يرتبط بالجمهور،

< مخرج ومؤلف مسرحي مبتدئ وطالب في السنة الخامسة بكلية الهندسة، عمره 23 عاماً حاز على جائزة رئيس الجمهورية لأفضل كاتب نص مسرحي لعام 2003م، ذاك هو عمرو جمال عاشق الفن والمسرح، جمع بين الهندسة والمسرح. يقول عمرو: «أعشق الفن وكل حبي له ولا اعتقد اني اعمل في مجال الهندسة فتوجهي للهندسة كان لأرضي والدي ولضمان المستقبل، وبحكم قول الكثير عن الفن في اليمن بأنه لا مستقبل له فقد حكمت عقلي ودرست الهندسة ومارست هوايتي، يعنى مشيت في خط متواز».

ويتحدث عمرو عن اعماله الفنية قائلا: «عملت الكثير من الأعمال المسرحية منها بارانويا وحازت على جائزة افضل نص مسرحي على مستوى الجمهورية في مهرجان المسرح المدرسي ومباشرة كلفت من قبل إدارة التربية والتعليم ان أدخل مهرجان المسرح المدرسي على مستوى اليمن لأمثل محافظة عدن، وكانت هذه أول مرة يدخل نص بدون منافسة وكان هذا نص مسرحية الطابور السادس وحصلت على جائزة رئيس الجمهورية وكذا حصلت على جائزة أفضل نص مسرحي على مستوى الجمهورية اليمنية في مهرجان المسرح المدرسي، وعملت أيضا مسرحية «العرق الباقي» وكان من المفترض أن أشارك في مهرجان ليالي عدن الثقافية ولكن حالت الظروف دون ذلك، حيث تخلت إدارة التربية عن الاعتراف بنا ولم نكن نملك تصريحا رسميا للفرقة، وعملنا على استخراج التصريح وهكذا أنشئت فرقة خليج عدن للمسرح».

ويتحدث المخرج عمرو عن نص مسرحية عائلة دوت كوم، فيقول: «النص عبارة عن كوميديا استعراضية فنتازيا وليس واقع 100% تناقش قضية صراع الأجيال جيل الكمبيوتر وجيل المكتبات، وما ندعوه من خلال النص هو ضرورة تقاسم الأدوار في كل المواقع بين الكبار والصغار وكل واحد يقبل برأي الآخر ولابد أن نتكاتف ونمد الايادى لبعضنا البعض، فالطريق إلى حكومة الكترونية لا بد أن يكون هناك أولا عائلة الكترونية».

ويضيف: «مسرحية عائلة دوت كوم شاركت في مهرجان ليالي عدن المسرحية الثاني ونجحت نجاحا كبيرا لم نتوقعه عندما عرضت المسرحية على خشبة مسرح قاعة فلسطين، حيت انتشرت الجمل والحوارات بين الشباب والمواطنين وكانت تتردد بين الناس إلى وقت طويل، وحقيقة تفاجأنا بالنجاح فبعد انتهاء العرض صعد الجمهور إلى خشبة المسرح لتحية الممثلين وهذا النجاح دفعنا إلى فكرة إعادة عرضها مرة أخرى ولكن هذه الفكرة تعرقلت عاما كاملا لعدم وجود دعم مادي، والحمد الله تحسن الوضع في هذا العام وستعرض المسرحية في العيد لكي يتمكن الجمهور من مشاهدتها لنحقق نجاحا جماهيريا». ويقول عمرو:«ما يجعلنا فخورين بهذه الخطوة هو ان بوسترات الدعاية الإعلانية للمسرحية عائلة دوت كوم لا تحمل كلمة «برعاية». فهذه الخطة كانت نتاجا ذاتيا وميزانيتها كانت بالمناصفة بين أعضاء الفرقة، حيث شاركنا في مجال التوعية الانتخابية وجمعنا المردود المالي من مشاركتنا في هذا المجال والنصف الآخر كان من مالي الخاص».

سألت المخرج عمرو جمال.. بمن تأثرت؟ فأجاب: «بالبيئة المحيطة بي، ففي عائلة دوت كوم، توجد المخرجة المعروفة سميرة عبده علي إضافة إلى جدي الشخصية الرياضية والاجتماعية المعروفة في مدينة عدن المرحوم عبده على احمد وأخوالي كلهم في دائرة الضوء والشهرة كل هذا وإضافة إلى تكويني النفسي كان له تأثير كبير علي».

وعن الصعوبات يقول:«الحمد الله لم أصادف أي صعوبات والطريق أمامي سالك فأنا أحب الفن وعندي صبر لهذا لا أشعر بالصعوبات فكل عقبة تجعلني أتلذذ بها وإذا لا قدر الله المسرحية فشلت ولم نحصل على مردود مالي لا يهم كل ما يهمنا الفن ونحن عملنا حملة دعاية بسيطة للتعريف بالمسرحية ونتمنى أن تكون وصلت للناس وان شاء الله بعد عرضها ونجاح المسرحية سنكون حفرنا أسماءنا بذاكرة الجمهور».

ويضيف: «طموحي كبير و أتمنى أن يصل عملنا إلى أبعد حدود فالكل يقول إن المسرحية ستستمر خمسة أيام وهذا يصدمنا كون طموحنا أكبر من هذا ولو فشلت لن نندم ولن نتوقف سنعمل على إعادة التجربة من جديد».

وعن رأيه بالمسرح اليمني يقول:«نحن نحاول أن نعمل على إعادة جمهور المسرح والسينما من خلال عرض عمل مسرحي في قاعة سينما، ونتمنى أن نسترجع بهذه الخطوة جمهور السينما وجمهور المسرح ليكون لنا دور لا ينسى في تاريخ المسرح اليمني بعد ركود استمر سنوات طويلة». ويقول: «لا نحب أن نكون مغرورين ولا نقول كلاما كبيرا فقط هذه حقيقة وواقع».

ما هو جديدك؟.. أجاب المخرج عمرو «عمل مسرحي بعنوان 630 وسيشارك في مهرجان ليالي عدن المسرحية إضافة إلى عدد من المشاريع ستكون مفاجأة».

ويتمنى عمرو جمال أن يحصل على منحة دراسية إلى القاهرة لدراسة الإخراج السينمائي وحلم حياته أن يخرج فيلما سينمائيا. ويواصل حديثه قائلا: «أحب الكثير من رواد المسرح ولكن تأثرت بالموسيقار والملحن الهندي أ.ر رحمه الله فعندما أسمعه استنطق أفكارا وأحولها إلى نص مسرحي».

وعن مشاركته الخارجية يقول:«لم أشارك من سابق ولكن لي طموح حالياً بعمل تجريبي.. نطالب وزارة الثقافة بان نشارك في مهرجان القاهرة قريباً».

وكان آخر سؤال للمخرج عمرو جمال هو.. هل تميل إلى الإخراج أم التأليف؟ أجاب: «كان أساسي التأليف وبعدها اكتشفت أن ما اكتسبه بعمل رؤى إخراجية وكل من يقرأ يؤكد على هذا، لهذا بدأت أشعر بعمرو المخرج أكثر من المؤلف وإذا خيرت بين الإخراج والتأليف أختار الإخراج».

وفي ختام اللقاء توجه المخرج عمرو جمال بالشكر والتقدير إلى كل من ساهم في دعمهم معنويا من مسرحيين وممثلين منهم الأخ عبدالله باكدادة وعلي يافعي وقاسم عمر وهاشم السيد وفؤاد هويدي وجميل محفوظ وكل الموجودين في منطقة حافون مركز تجمع الفنانين، كما توجه بالشكر والتقدير إلى الأخ لطفي طه حمود مالك مبنى سينما هيركن الذي ساعدهم في تخفيض الإيجار وعمل على ترميم المبنى بشكل جميل، وكل من ساهم في دعمهم في الحملة وعمل البوسترات الخاصة بالدعاية ولصحيفة «الأيام» والقائمين عليها لتسليط الضوء على فرقة خليج عدن للمسرح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى