يعقد في لندن الشهر القادم بدعم خليجي ورعاية دولية .. اليمن مشروع مارشال جديد للتنمية والتأهيل

> القاهرة «الأيام» فتحي عطوة:

> بدأت أمس الأحد اجتماعات اللجنة الفنية اليمنية - الخليجية بالعاصمة اليمنية صنعاء والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام للإعداد للمؤتمر الوزاري الذي يسبق لقاء المانحين المقرر انعقاده في لندن يومي 15 و16 نوفمبر القادم . ويشارك في هذه الاجتماعات ممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي الست والصناديق الإنمائية الخليجية والإقليمية والدولية. وتناقش اللجنة جملة من القضايا ذات الطابع الفني المتصلة بالتحضيرات النهائية لعقد مؤتمر المانحين بلندن ، وكذا مراجعة الوثائق التي تم إعدادها من قبل اللجنة والتي سيتم عرضها على مؤتمر المانحين ومن أهمها البرنامج الاستثماري للخطة الخمسية الثالثة للتنمية والتخفيف من الفقر 2006-2015م. وستستضيف المملكة المتحدة مؤتمر المانحين في 15-16 من نوفمبر 2006 في لانكاستر هاوس في لندن. كما سترأس الحكومة اليمنية والبنك الدولي هذا المؤتمر الذي سيرعاه مجلس التعاون الخليجي، وقد أظهر المجلس التزاماً ملحوظاً في تعزيز جهود اليمن في مجالات التنمية وتخفيف الفقر. ويهدف اليمن إلى الحصول على دعم يقدر بـ 17مليار دولار، من مؤتمر المانحين المرتقب، في إطار مساعدتها وتطوير اقتصادها لمواكبة دول الخليج، وذلك من إجمالي 45 مليار دولار، هي حجم التقدير اليمني لتكلفة التأهيل الاقتصادي المقترح، الذي تتوقع اليمن ألا يتجاوز سقفه الزمني عشر سنوات قادمة.

وكانت وفود يمنية قد سافرت إلى العديد من الدول خلال الفترة الماضية من أجل حشد الدعم اللازم لمؤتمر المانحين الخاص بدعم اليمن ، حيث التقى وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمني نائب وزير خارجية اليابان السيدة ميدوري ماتسوشيما يوم الأربعاء 11 أكتوبر 2006 في طوكيو. وأكدت المسئولة اليابانية خلال هذا اللقاء على اهتمام بلادها لإنجاح المؤتمر . كما قام وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أبو بكر القربي بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا والتقى وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وتم مناقشة نتائج الانتخابات اليمنية والتحضيرات الجارية لمؤتمر لندن للمانحين حيث أبدى الجانب الأمريكي حماسا لدعم اليمن والمساهمة في تمويل خطط التنمية .

ويمكن القول ان نجاح مؤتمر الدول المانحة لليمن يعد نجاحا خليجيا قبل ان يكون نجاحا يمنيا باعتبار أن هذا المؤتمر يمثل خلاصة لخطة خليجية يمنية تم الإعلان عنها في القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي وسعت المنظومة الخليجية وخصوصا المملكة العربية السعودية إلى الإعداد والتنظيم والتنسيق لعقد هذا المؤتمر طوال الشهور السابقة وبالتالي فإن الدول الخليجية تسعى من خلال هذا المؤتمر الى كسب دعم الدول المانحة الكبرى الى جانب دعمها من اجل النهوض بالاقتصاد اليمني.

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو هل تفلح اليمن في استدرار دعم الدول المانحة الكبرى والدول الخليجية الست لتحقيق حلم النهوض الاقتصادي الذي يراودها منذ وقت طويل للمضي بقوة الى الخروج من دائرة الفقر والانضمام الى مجلس التعاون الخليجي مستقبلا. ويمكن القول ان فرص النجاح المرجو من هذا المؤتمر متوفرة من عدة جوانب هامة.

اولا: الاهتمام الخليجي الواضح من خلال الرعاية الخليجية المصحوبة والتخطيط والإعداد والتنسيق لهذا المؤتمر من جميع الجوانب والعمل على انجاحه من خلال وضع أهداف قوية له مرتبطة بخطة اقتصادية عملية هدفها الاساسي النهوض باليمن. وقد أوضحت دراسة أجراها فريق من خبراء صندوق النقد الدولي مؤخرا بعنوان «المنافع الاقتصادية لتوسيع مجلس التعاون لدول الخليج العربية» ، أن انضمام اليمن الكامل إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي سيكون له آثار إيجابية على الإقليم بشكل عام، بسبب الزيادة الحاصلة في عدد السكان والتوسع في الأسواق بأكثر من 50 في المائة. ثانيا: يراهن الرئيس صالح على الحصول على دعم قوي وسخي من الدول المانحة خصوصا بعد تجربة الانتخابات الاخيرة والصورة المثالية والجدية التي ظهرت بها حيث باتت الدول الكبرى في العالم تدرك أن النجاح السياسي والديمقراطي الذي حققته اليمن يجب أن يواكبه نجاح اقتصادي يدفع هذا البلد للخروج من دائرة الفقر.

ثالثا: يعول اليمن على دوره المتميز في حملة مكافحة الإرهاب الدولية باعتباره بات يمثل شريكا أساسيا لواشنطن في محاربة الإرهاب خصوصا بعد النجاحات النوعية التي حققها صالح مؤخرا ضمن إطار درء خطر الجماعات الإرهابية عن المنطقة وملاحقتها والقضاء عليها.

رابعا: العلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة بين المملكة واليمن بالإضافة إلى العلاقات القوية بين قيادتي البلدين .

وبحسب مصادر حكومية يمنية، فإن المبادلات التجارية بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي، بلغت 2.7 مليار دولار، في 2002، وارتفعت إلى 3.2 مليارات دولار في 2004 . عن «عكاظ»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى