بطاقة صحية عند الزواج

> «الأيام» د. نبراس مجيد غانم/عدن

> إن الحديث والخوض في قضية عامة تتبنى في طياتها وجهة نظر معينة تلامس شرائح المجتمع يكون في اعتقادي من خلال وضعها في قالب يسهل على الجميع تداوله ومناقشته وإبداء الرأي فيه وهذا ما سأحاول التوصل إليه من خلال طرح فكرة الموضوع والتي تتطرق في مضمونها إلى تكوين الأسرة والأجيال المتعاقبة كلبنات أساسية في المجتمع.

ودخولاً في الموضوع فإننا كثيراً ما نسمع عن حالات مرضية تدمي لها قلوبنا لشدة المعاناة التي يصاب بها أطفالنا جراء الصراع المرير والمزمن مع هذه النوعية من الأمراض والتي هي ذات منشأ وراثي بحت ونجد أنفسنا مكتوفي الأيدي لا حول لنا ولا قوة في إيجاد حلول تخفف من هذه المعاناة التي نجد انعكاساتها أيضاً على الأسرة لما تسببه من مرارة وتنغيص إلى حد قد يفوق الاحتمال وإن كان في ذلك ابتلاء وفي الصبر عليه الأجر والثواب إلا أن الله عز وجل جعل لنا عقلاً وبصيرة وأمرنا أن نتدبر بالأسباب ما استطعنا وقد يكون هناك من يعلم بأسباب تلك الأمراض ولا يكثرث لها لا أقول لعدم حبهم للحياة وإنما قد يكون ذلك كنتيجة للتمسك بمفاهيم وعادات لا تتناسب وطبيعة هذه الأمراض أو أن إيثار العاطفة قد يتغلب في بعض الأحيان، كما أن هناك آخرين لا يعلمون ولا يسألون ونجد أن المحصلة في الأخير هي حصد العواقب الوخيمة لهذا المرض أو ذاك في مردوداتها السلبية على الأسرة والطفل على حد سواء.

لذا فإنني أتوجه بدعوة إلى ذوي الاختصاص كل في مجاله على كافة المستويات من خلال استحداث بطاقات صحية لدى كل فرد في المجتمع لتبيان مدى الخلو أو عدمه من وجود مثل هذه الأمراض وبالأخص الوراثية منها حتمية الانتقال عبر الأجيال بتوافر الأسباب، كما لابد من وجود رأي للشرع في ذلك حتى تتكاتف الجهود في مسارها الصحيح وذلك سعياً في خلق مجتمع قوي البنيان قدر الاستطاعة وكذا في تخفيف الآلام عن أطفالنا وعن أسرنا فمن منا يريد أن ينفطر قلبه وهو يرى فلذة كبده يتألم أمام عينيه ولا يستطيع أن يخفف عنه فالعقل يجب أن يكون متوازناً مع العاطفة حتى لا نقع فيما نخشى عقباه.

وفي الأخير تظل هذه وجهة نظر تعبر عن رأي صاحبها طالما لا أجد فيها خروجاً عن الدين والشرع.. والدين النصيحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى