الحرب الاميركية في العراق "معركة خاسرة"

> واشنطن «الأيام» ستيفن كولينسون :

> قال نواف عبيد مدير مشروع تقييم الامن الوطني السعودي ان الحرب الاميركية في العراق "معركة خاسرة"، مؤكدا ان العنف الذي يعاني منه البلد المضطرب سيؤدي بالتاكيد الى تقسيمه على أسس اتنية.

وجاء هذا التحليل المتشائم في محاضرة القاها عبيد في مؤتمر العلاقات الاميركية العربية الذي يستمر يومين، وقال فيها ان العنف في العراق يتفاقم، مؤكدا ان "التدخل" الايراني واسع النطاق في هذا البلد سيزداد.

وقال عبيد في المؤتمر السنوي لصناع السياسة في المجلس القومي للعلاقات الاميركية العربية الذي انتهى أمس الأول الثلاثاء ان "المعركة خاسرة بالفعل".

واضاف عبيد الذي يعمل كذلك مستشارا للامن وشؤون الطاقة للسفير السعودي في واشنطن الامير تركي الفيصل، ان المسالة في العراق ليست "ما اذا كانت الولايات المتحدة ستنجح -- فقد فشلت بكل شكل يمكن ان يخطر فب البال".

واضاف عبيد الذي يتولى كذلك رئاسة الهيئة الاستشارية للامن القومي السعودي ان "ما يضاعف الفشل هو أننا لا نعلم ما هي النهاية".

وتاتي هذه الدراسة في وقت وصل فيه النقاش حول العراق الى مرحلة حاسمة في الحملة الانتخابية الاميركية التي تسبق الانتخابات الاسبوع المقبل، وفي الوقت الذي يتنبأ محللو السياسة الخارجية في الولايات المتحدة بحدوث تحول محتمل في التوجه الاميركي.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش أكد الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة تكسب الحرب في العراق حيث قتل فيها اكثر من مئة جندي اميركي خلال تشرين الاول/اكتوبر وحده، وانه يتم تحقيق تقدم سياسي وامني في البلد المضطرب.

وقالت الدراسة التي اجراها عبيد كذلك الى ان مساعي الاكراد للحصول على شبه حكم ذاتي في العراق ستتسارع والعنف سيتصاعد ويتوقع ان يزداد النفوذ الايراني في البلد مقابل تراجع النفوذ الاميركي.

وقال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في مقابلة أمس الأول الثلاثاء ان العنف سيستمر "لفترة طويلة في العراق"، الا انه اكد انه تم احراز تقدم.

واكد عبيد في محاضرته ان التمرد الذي يقوده السنة في العراق لا يظهر اي مؤشرات على التراجع والاوضاع تزداد سوءا بسبب التدخل الايراني. وشكك في قدرة الحكومة العراقية على احلال الاستقرار في البلاد.

واضاف ان "كل الدلائل تشير الى ان حربا اهلية تدور حاليا في العراق وان الدولة العراقية تتفكك"، مشددا على ان القادة السعوديين حاولوا مواجهة ما وصفه بالمفاهيم الاميركية الخاطئة بشان العراق.

وقال "للاسف التقييمات سيئة للغاية ولا نعتقد ان هناك امكانية الآن لتجنب تفكك محتمل للعراق".

واكد عبيد وجود "اختراق وتمويل وتسليح" واسع من الحرس الثوري الايراني للمليشيات الشيعية العراقية.

واضاف ان الضباط الشيعة الذين تربطهم علاقات بالحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الايرانية اخترقوا الجيش العراقي وقوات الشرطة العراقية الجديدة.

وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الأول الثلاثاء في مقابلة مع شبكة "سي ان بي سي" من التدخل الايراني في العراق,وقالت "يجب ان تدرك ايران انها لن تحسن وضعها بزعزعة الوضع في العراق".

واضافت ان ايران بذلك "ستخلق جارا ستواجه معه مشاكل في المستقبل. العراقيون انفسهم يحثون الايرانيين على حسن الجوار".

وحذر الامير تركي في المؤتمر نفسه الاثنين من انسحاب اميركي متعجل من العراق، كما حذر من ان اتخاذ قرار رسمي بتقسيم العراق على اسس اتنية سيتسبب في موجة واسعة من التطهير الاتني.

وقال "بما ان اميركا جاءت الى العراق بدون دعوة فعليها الا تغادر العراق بدون دعوة".

واضاف ان "احتمال تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم هو احتمال الى تطهير اتني على نطاق واسع وقتل مذهبي على نطاق واسع وتهجير عائلات". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى