> «الأيام» شريف شائف القباطي/ عدن
عندما يدخل الصمت في العلاقات الأسرية تخرج المحبة، ويذهب التفاهم في مهب الريح، وإن تحدثنا المرأة فإنها عادة تحب الحديث والثرثرة أكثر من الرجل الذي يلوذ بالصمت كثيرا وطويلا، إلا أن المرأة قد تثرثر مع صديقاتها لساعات طويلة ولكنها لا تتحدث مع أبنائها وزوجها إلا لدقائق معدودات يتحول خلالها الأبناء والزوج الى مستمعين لإذاعة حية تبث على الهواء تقارير وأخبار الجيران، والشيء نفسه يحدث مع العديد من الأزواج الذين يشبهون مراسلي القنوات الإخبارية، ويتحدث مع سماسرة الأراضي والأسهم فيعطي أوامره بالبيع والشراء ، بينما الزوجة والأبناء لا علاقة لهم به. والغريب أن الآباء لا يعرفون غرفة مدير مدرسة أبنائهم وأماكن فصولهم في المدرسة. أما الأم فهي على معرفة بأسماء المحلات ومواعيد التنزيلات في المراكز التجارية لكنها تجهل موعد امتحانات أبنائها، والحوار مقطوع داخل الأسرة بشكل مخيف، والنتيجة هي ما ترون الآن وما سترونه غدا من آثار سلبية أشبه ما تكون بخسائر الحروب والكوارث.