> جلال بوشعيب فرحي:

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن التحالفات والتكتلات والمحاور، وبرزت مصطلحات جديدة كمحور البناة ومحور الدول المدمرة ، ثم أطل علينا تحالف القوى المعتدلة و القوى الهدامة. ومهما اختلفت المسميات فإننا نفهم من ذلك أنه لم تعد قوة واحدة تسيطر على العالم ولم يعد هناك قطب واحد مسيطر. بل هناك محوران على الأقل الأول يشمل الدول التي انضمت إلى ركب محاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، أما المحور الثاني فيشمل دول الممانعة للمشروع الأمريكي المكون -حسب التعريف الأمريكي -من إيران وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية وفروعها من الأحزاب كحزب الله في لبنان. والذي يرفع شعار تعدد الأقطاب ويرفض الهيمنة الأحادية .

والعالم في الواقع يعيش صراعاً أيديولوجياً بين فكرين مختلفين الأول فكر يدعي الاعتدال في حين يسعى إلى تحقيق مصالحه العليا بغض النظر عن مصالح الآخرين، والثاني يرفض سياسة الإملاءات والشروط ويرفض كل سياسات الرأسمالية المهيمنة ويدعو إلى إعطاء كل ذي حق حقه.

والسؤال المحوري الذي يجب طرحه هنا ، أين نحن كعرب ومسلمين من هذين المحورين؟ وأين موقعنا الأيديولوجي في هذا الصراع؟ ولنأخذ على سبيل المثال إيران التي تنتمي إلى المحور الثاني. هل نحن معها أم ضدها؟ مشكلتنا أننا لا نعرف أين نحن. فخطابنا الأيديولوجي العربي فيه نبرة النقد للسياسة الأمريكية وفي نفس الوقت فيه نبرة نقد لمحور الشر. وهل نحن مستقلون عن هذين المحورين أم ننتمي إلى أحدهما أم نحن بصدد تشكيل محور خاص بنا؟ أم نحن في انتظار المنتصر من هذين التحالفين لنلحق به ونمتطي ركب أيديولوجيته. أما آن الأوان لتشكيل تحالف عربي إسلامي قادر على مواجهة مستجدات العالم الجديد. أم سنظل نراقب التحالفات ونلعب دور المتابع فقط لما يجري في العالم.

إننا وعلى مدى عقود من الزمن لم نستطع كعرب توحيد الصف العربي لا أيديولوجياً ولا اقتصادياً ، ولم نتفق على سياسة واحدة تجاه قضايانا الجوهرية، لقد آن الأوان لتوحيد الصف واستبدال مقولة «اتفق العرب على أن لا يتفقوا» بعبارة «اتفق العرب على أن يتفقوا» . لقد وقفنا متفرجين في الحرب على العراق، ووقفنا ونقف منددين بالعدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين. ولو كان لدينا سياسة واحدة قوية لما تمكن أحد من المساس بأرض عربية واحدة ولما تجرأت الآلة الإسرائيلية على تجاوز الحدود العربية في لبنان وهدم المنازل وتدمير الجسور، لو كان للعرب سياسة قوية وكلمة موحدة لما تجرأ أحد على احتلال أراضينا الفلسطينية وقتل أطفالنا في فلسطين ولبنان والعراق. ولكان لنا رأي وتأثير في القضايا الدولية بما يخدم مصالحنا ومصالح الأجيال القادمة.

كاتب مغربي

جدة - المملكة العربية السعودية

[email protected]