> ردد آلاف الاتراك هتافات مؤيدة للعلمانية أمس السبت اثناء دفن الزعيم المخضرم بولنت اجويد الذي كان من أشهر انجازاته حصول تركيا على الترشيح لعضوية الاتحاد الاوروبي وغزو قبرص خلال مشواره السياسي الذي امتد خمسين عاما.

وأطلقت الحشود المؤيدة للعلمانية الرسمية لتركيا صيحات الاستهجان لدى وصول رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان للمشاركة في الجنازة الرسمية بأنقرة,وتعود جذور حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان الى الاسلام السياسي.

وهتفت الحشود التي قدرت الشرطة اعدادها بما يترواح بين 50 الفا الى 80 ألف شخص قائلين "تركيا علمانية وستظل علمانية."

وتركيا التي اغلب سكانها من المسلمين دولة علمانية لكن المدافعين عن العلمانية يعتقدون ان حكومة حزب العدالة والتنمية لديها جدول اعمال اسلامي غير معلن.

تأتي هذه الهتافات في اعقاب مظاهرة قام بها علمانيون السبت الماضي. وفي مايو ايار نظم نحو 25 الف شخص مسيرة للدفاع عن العلمانية خلال جنازة قاض قتل بالرصاص على يد مسلح يشتبه في انه اسلامي.

وفي وقت سابق من هذا العام قال اجويد الذي حضر تلك الجنازة ان الحكومة تمثل تهديدا للنظام العلماني.

ويشعر العلمانيون بالقلق من ان يرشح اردوغان نفسه لمنصب الرئيس وهي خطوة لم يستبعدها اردوغان وهتفوا قائلين "جانكايا (قصر الرئاسة) آمن وسيظل آمنا."

كان اجويد الذي اصيب بجلطة في مايو ايار قد توفي الاحد الماضي عن عمر يناهز 81 عاما. وخلال تشييع الجثمان كان انصار اجويد السياسي القومي اليساري يحملون صورا له,وكان بعضهم يبكي ويلوح بالاعلام ويهتف "اجويد رجل الشعب."

وانضم اعضاء النقابات وعمال المناجم الذي كانوا يرتدون خوذات الى الحشود كما شارك في الجنازة الضخمة ايضا اعضاء من الحكومة ورؤساء سابقون بينهم الرئيس الذي اعتقل اجويد بعد انقلاب عسكري عام 1980 والزعيم الحالي والسابق للجيب الذي تدعمه انقرة في شمال قبرص.

واشتهر اجويد خارج تركيا بإنه الذي اصدر اوامر بغزو قبرص في عام 1974 بعد الانقلاب الذي قام به القبارصة اليونانيون بدعم من المجلس العسكري الذي كان يحكم اليونان انذاك. وفي داخل تركيا اكسبه الغزو لقب "بطل قبرص".

وفاز بترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الاووربي عام 1999 مما مهد الطريق لبدء المحادثات العام الماضي والتي تمر الان بحالة من التوتر بسبب النزاع القائم منذ فترة طويلة حول قبرص. وتولى اجويد ايضا الاشراف على ازمة مالية عميقة في عام 2001.

ولد اجويد في اسطنبول يوم 28 مايو ايار عام 1925 ودرس في جامعتي لندن وهارفارد. وقبل دخوله البرلمان في عام 1957 اشتهر بالكتابة والشعر وترجمة اشعار تي.اس اليوت وايزرا باوند الى التركية.