السلطان قابوس بن سعيد في مجلس الدولة العماني: تأكدت خلال الاعوام المنصرمة ثوابت سياستنا الداخلية من خلال الخطط والبرامج الهادفة الى بناء الانسان ونشر العمران وتوطيد الامن والامان

> مسقط «الأيام» عن «العمانية»:

>
السلطان قابوس بن سعيد سلطان
السلطان قابوس بن سعيد سلطان
ألقى يوم أمس جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان الشقيقة كلمة بمناسبة الانعقاد السنوي لمجلس عمان وذلك بقاعة المجلس بالخوير عشية الاحتفال بالعيد الوطني السادس والثلاثين للسلطنة . وفي ما يلي تنشر «الأيام» نص الكلمة كما جاءت في وكالة الأنباء العمانية:

«بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى آله وصحبه اجمعين .

ايها المواطنون الاعزاء ..

نحمد الله على هذا اللقاء المتجدد الذى نحرص فيه دائما على استعراض بعض جوانب مسيرة النهضة المباركة مؤكدين العزم على تحقيق غاياتها وتنفيذ اهدافها من اجل مزيد من التقدم والرقي والازدهار فى ظل تنمية شاملة متكاملة تسعى الى تطوير الموارد البشرية والطبيعية واقامة البنى التحتية بما يؤدى الى استمرار النمو الاقتصادى وتثبيت اركان البنيان الاجتماعى وترسيخ قواعد الدولة العصرية بعون الله ومشيئته .

وبهذه المناسبة لا يفوتنا ان نشير الى انه فى مثل هذا الشهر من عام 1981م افتتحنا المجلس الاستشارى للدولة كخطوة اولى فى سبيل تحقيق سياساتنا الرامية الى اتاحة قدر اكبر لاشراك المواطنين فى الجهود التى تبذلها الحكومة تنفيذا لخططها الاقتصادية والاجتماعية واننا نحمد الله العلى القدير على نجاح تلك الخطوة التى اعقبتها خطوة اخرى مباركة بافتتاح مجلس الشورى فى ديسمبر من عام 1991م وقد كان هذا المجلس تجربة رائدة ولبنة قوية ثابتة فى بناء دولة المؤسسات التى نسعى الى تثبيت دعائمها بدون تفريط فى الاسس الراسخة للمجتمع العماني مع الاخذ بما هو مفيد من اساليب العصر وادواته .

وقد توجت هاتان الخطوتان كما تعلمون بإنشاء مجلس عمان الذى يضم مجلس الدولة الى جانب مجلس الشورى حتى يعمل المجلسان معا على اثراء مسيرة التطور والبناء وذلك بإبداء الآراء والافكار التى تخدم الصالح العام وتسهم فى توفير مزيد من اسباب التقدم والحياة الكريمة لكافة المواطنين من خلال التوصيات المختلفة والتى توليها حكومتنا جل اهتمامها وكذلك من خلال الحوار المعلن بين اعضاء المجلس ووزراء فى الحكومة .

واذ نهنئكم على مرور خمسة وعشرين عاما منذ بدء الخطوة الاولى فى مسيرة المجلس لندعو الله سبحانه وتعالى ان يوفق مجلسكم / مجلس عمان / الى اداء المهام الموكلة اليه على نحو يحقق التعاون والتكامل بينه وبين مختلف اجهزة الدولة تلبية لطموحات المواطنين وتحقيقا لامالهم وتطلعاتهم انه على ما يشاء قدير .

ايها المواطنون الاعزاء ..

لقد تأكدت خلال الاعوام المنصرمة ثوابت سياستنا الداخلية من خلال الخطط والبرامج الهادفة الى بناء الانسان ونشر العمران وتوطيد الامن والامان. انها غايات تطلعنا اليها منذ بزوغ فجر عمان الحديثة واكدنا العزم على مواصلة الجهد والعمل فى سبيل انجازها ولقد كان من فضل الله علينا وتوفيقه ان يسر السبيل ورعى المسيرة واحاط بعين عنايته الكريمة كل خطواتها. فحمدا لله على سابغ كرمه واحسانه . انه اهل الحمد والثناء ومناط الامل والرجاء.

ايها المواطنون الكرام ..

تعلمون مدى اهتمامنا بتطوير الموارد البشرية وتحقيق فرص افضل واكثر لابنائنا الشباب وبناتنا الشابات في التعليم والتدريب والتوظيف بحيث يكاد يكون هذا بندا ثابتا في كل خطاب نتوجه به اليكم ومن خلالكم الى جميع اهل عمان. ولا غرو في ذلك فالانسان هو قاعدة البناء الحضاري واصله الاصيل وبدونه لا تقوم حضارة يرجى لها التطور والاستمرار . لذلك فإننا نجدد تأكيدنا على هذا الجانب الهام من جوانب تطوير المجتمع وتحديثه .

ومن هذا المنطلق يسرنا ان نعرب عن ارتياحنا للخطوات الجادة التي اتخذتها الدوائر الحكومية والقطاع الخاص خلال الاعوام القريبة الماضية في مجال التعمين وتدريب وتوظيف الاجيال الجديدة .

وانه لمن دواعي سرورنا ان نرى اقبالا متزايدا على الانخراط في مجالات العمل المختلفة ونأمل ان يكون ذلك مؤشرا يدل على وعي متنام لدى جميع افراد المجتمع بأهمية العمل مهما كان نوعه . وهنا نود ان نذكر بأن الاستقرار في العمل يكسب الخبرة والمهارة . اننا نحيي من هذا المنبر كل من يعمل بجد واجتهاد وصبر في أي مجال من المجالات التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع .

كما يسرنا ايها المواطنون الاعزاء ان نبدي ارتياحنا ايضا لما تم في مجال نشر مظلة التعليم العالي في مناطق متعددة وذلك من خلال انشاء الجامعات الخاصة التي تضم كليات مختلفة تقدم علوما وفنونا متنوعة يحتاج اليها الوطن وتلقى رواجا في سوق العمل الذي هو البوتقة النهائية التي تصب فيها كل مخرجات المؤسسات التعليمية . ومن هنا فإننا نرحب بإنشاء جامعات خاصة جديدة في المناطق الاخرى التي تحتاج الى مؤسسات تعمل في مضمار التعليم العالي شريطة ان تثبت الدراسات الموضوعية جدوى انشائها وان يكون ما تقدمه من برامج على مستوى من الجودة يؤهل خريجيها للحياة العملية ويضمن لها الاعتراف بشهاداتها وطنيا ودوليا . فإلى جانب القدرة على استيعاب اكبر عدد ممكن من الراغبين في التعليم العالي وهو امر نشجعه ونحث عليه يجب أن تحقق هذه المؤسسات التعليمية النوعية الجيدة لمخرجاتها فلا فائدة من الكم الكبير الا اذا كان يمتاز بمواصفات ترفع من قدراته العلمية والفنية ومها راته العملية والتطبيقية.

ان العلم والعمل امران متلازمان لا يستغني احدهما عن الآخر ، فبهما معا تبني الامم امجادها وتعلى بنيان حاضرها ومستقبلها وبهما معا يحقق الانسان ذاته ويصل الى ما يبتغيه من عيش كريم وحياة مستقرة وغد باسم بالامل والرجاء ، ونحن على يقين بأن المجتمع العماني على وعي تام بهذه الحقيقة .

وفي هذا المقام نود ان نعلن اننا قد قررنا تقديم عون مناسب الى الجامعات الخاصة تشجيعا لها على القيام بواجبها الكبير نحو تزويد المجتمع بالكوادر المؤهلة تاهيلا عاليا علميا وعمليا وبما يساعد على الارتقاء بمستوى ادائها واداء خريجيها في مختلف ميادين العمل التي تتطلبها الحياة العصرية المتطورة والله ولي التوفيق .

ايها المواطنون الاعزاء..

لقد اثبت النهج الذي اتبعناه في سياستنا الخارجية خلال العقود الماضية جدواه وسلامته بتوفيق من الله ونحن ملتزمون بهذا النهج الذي يقوم على مناصرة الحق والعدل والسلام والامن والتسامح والمحبة والدعوة الى تعاون الدول من اجل توطيد الاستقرار وزيادة النماء والازدهار ومعالجة اسباب التوتر في العلاقات الدولية بحل المشكلات المتفاقمة حلا دائما وعادلا يعزز التعايش السلمي بين الامم ويعـود عـلى البشـرية جمعاء بالخير العميم .

ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا .وفقكم الله ، وكل عام وانتم بخير .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى