> نعمان الحكيم:

نعمان الحكيم
نعمان الحكيم
التشريع في بلادنا، أحياناً، يذهب بعيداً، ليجانب الحقيقة، وليبطش بالكفاءات، وكأنه قضاء مبرم، لا رادّ له ولا مراجع ، وهذا ما يميز بلادنا في قتل الكفاءات ودفنها بمبررات (قراقوشية) إن جاز التعبير!

فالتربويون على سبيل المثال، الشريحة الأوسع انتشاراً وفائدة للمجتمع، بعد القوات المسلحة، هم الضحية الأولى التي تدفع الثمن، دون سواها، وكأنه مكتوب عليها أن تدفع الثمن مرتين، الأولى أثناء فترة إفناء زهرة شبابها في تعليم الجيل وتربيته، والثانية عند إحالتها إلى المعاش وبما يسمى قسراً (أحد الأجلين)!

أنا أقولها (متطيراً) عجل الله بزوال من شرع لهذه المقولة إذ إنه لم يحس ولم يقس ما للتربويين من آهات وويلات وآلام، تقصم الظهر في عز العطاء.. والسبب (أحد الأجلين). فهل يا ترى يلتقي أو يجتمع الأجلان ، لكي يحفظا للتربوي كرامته وآدميته؟!

اليوم، وقد كتب الكثيرون في صفحات هذه الصحيفة المنحازة للمظلومين، نعيد الكتابة لنقول: اتقوا الله في التربويين وأعيدوا النظر في ما أنتم فيه من غي أصاب الكفاءات الأعلام، خاصة في عدن التي تتحدثون عنها كثيراً وتمنحونها الألقاب والسمات، لكنكم تبخسونها حقوقها المكتسبة دائماً.

الأجلان.. (35 سنة خدمة أو 60 سنة عمراً). أي مقياس هذا الذي يحكم على الفرد، أرقى الكائنات الحية وصاحب التغيير والتنوير والاختراعات والتطورات المذهلة.. أي مقياس هذا يحكم على إنسان قادر على العطاء حتى ولو بلغ الستين عاماً أو تجاوز (35) عملاً ، ولماذا يطبق أحد هذه الشروط الجائرة، أليس هناك من لديه ضمير ليغير القانون الوضعي، بمثلما تُغير (الدساتير) ليكون (الإحالة إلى المعاش لمن بلغ الأجلين) معاً، وليس أحدهما فهل يوجد من لديه الجرأة في المجاهرة وإيصال أنات التربويين وموتهم المعجل بفعل هذا الإجراء القاسر؟؟!

نحن لا نعتب على قياداتنا التربوية في عدن بقدر ما نلوم القيادة في المحافظة .. خاصة المجلس المحلي الذي انتخبه الناس والأغلبية منهم تربويون.. لماذا لا يقولون كلمة حق في تقاعد كفاءات مشهود لها بالصدق والنزاهة والوطنية والحزبية: (انتماء للمؤتمر).. لماذا لا تعاد الثقة لهؤلاء ليستمروا في أداء مهامهم المقدسة، ولا تقولوا لنا القانون. فهو من صنع البشر، ومن حق البشر الفائدة منه أو تغيير ما يضرهم منه.. فهل تفعلها قيادة عدن لتكون سابقة محمودة!!

لدينا أمثلة في التربية كثرة. فلا نريد إقحام أسمائهم، لكن من واجب المحافظة التعرف عليهم عبر مواقع عملهم في التربية.. ليكون رد الاعتبار لهم سريعاً!