ترى ما الذي جعل فجأة من رئيسي إيران وسوريا رجلين صالحين في نظر الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا؟

> لندن «الأيام» عن «بي بي سي»:

> ترى ما الذي جعل فجأة من رئيسي إيران وسوريا رجلين صالحين في نظر الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا؟ تساؤل طرحته صحيفة الإندبندنت البريطانية الصادرة صباح أمس الأحد لتسارع إلى إعطاء الإجابة عنه على الفور وبكلمة واحدة: العراق.

الصحيفة لا تنظر إلى القضية على أنها مجرد تساؤل بسيط يسهل إيجاد جواب مختصر عنه بهذه السرعة الفائقة، بل ترى في الأمر مفارقة تاريخية كبرى، فتفرد صفحتين كاملتين لنشر تقرير مصور لمراسليها في لندن وواشنطن ودمشق يحاول فك هذا اللغز ومعرفة سر التحول في موقفي الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير من خصوم الأمس، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره السوري بشار الأسد.

فقدان الأمل

يقول التقرير إن بوش وبلير عادا يدفعهما اليأس وفقدان الأمل في إحلال الأمن والاستقرار في العراق ليستنجدا بنجاد والأسد علهما ينقذان الموقف المتدهور هناك، وبالتالي يحفظان لواشنطن ولندن ماء الوجه ويجنبان المنطقة خطر الانزلاق إلى مستنقع الفوضى والدمار.

وبعيدا عن اللازمة التي اعتاد بوش أن يكررها في السنوات الماضية بوصف إيران وسورية بأنهما جزء من "محور الشر" إلى جانب كوريا الشمالية، تقتبس الصحيفة هذه المرة كلاما جديدا لرئيس الولايات المتحدة مخاطبا من خلاله السوريين والإيرانيين بلهجة هادئة هي أقرب ما تكون إلى لغة الغزل السياسي إذ يقول:

"إن الولايات المتحدة تحترمك يا إيران، ونحن معجبون بتاريخك الثري. أما أنت يا سورية، فأرضك هي وطن لشعب عظيم".

لب الموضوع

أما بلير، فكان أكثر مباشرة في تعبيره عن القضية، إذ ذهب في حديث أدلى به الأسبوع الماضي مباشرة إلى لب الموضوع مقرا بأن استتباب الوضع في العراق غير مرتبط بالعراق نفسه، بل بجيرانه، فتقتبس الصحيفة عنه قوله: "إن جزءا أساسيا من الجواب على موضوع العراق لا يكمن في العراق نفسه، ولكن خارجه، أي في كامل المنطقة". ولكي تزيد الصحيفة من إظهار شدة المفارقة، تنشر إلى جانب صورتي بوش وبلير، صورتين للأسد ونجاد وتذكر بقول قديم للرئيس السوري يظهر ثبات موقفه من الوضع في العراق حيث صرح أن:

"العراقيين يدافعون عن أرضهم بشجاعة وأن المواطن العراقي يرى...أن أمريكا قادمة وتريد احتلال بلاده".

نجاد وقتل اليهود

أما نجاد، فتذكر الصحيفة بقوله: "إن كان الأوروبيون يزعمون أنهم قتلوا يهودا خلال الحرب العالمية الثانية، فلماذا لا يمنحون النظام الصهيوني قطعة من أوروبا؟" ويخلص المقال إلى حقيقة مفادها أن بلير كان محقا في اعتبار الوضع في العراق كارثيا، وأن بوش هو الآن أعرج أكثر من أية بطة عرجاء، لذلك "فإن الرجلين يواجهان موقفا مجبران فيه على الدخول في شراكة عمل مع زعيمين ربما كانا (بوش وبلير) يأملان بأن يلقيا المصير نفسه الذي لقيه صدام حسين". ولكي لا نذهب بعيدا عن العراق، نطالع في صحيفة الأوبزيرفر رسما كاريكاتيريا يظهر فيه بلير وهو يضع اللمسات الأخيرة على خطاب الملكة الأسبوع الماضي ولسان حاله يقول: "ولكي أضمن ألمعيتي وألقي الآن، فأنا أشعر بثقل يد التاريخ تجثم على كتفي".

شبح العراق

ويد التاريخ هذه التي قصدها بلير، كما تظهر في الرسم الكاريكاتيري، ليست إلا شبح العراق الأسود الذي يلاحق الرجل حتى في اللحظات التي يحاول فيها تثبيت انتصاراته السياسية حتى على المستوى الداخلي. أما بوش الذي يقوم حاليا بزيار لفيتنام ة هي الثانية لرئيس أمريكي منذ انتهاء حرب فيتنام عام 1975، فتنشر الأوبزيرفر له صورة مع نظيره الفيتنامي نجوين منه وقد علت وجهيهما ابتسامتان عريضتان وكأن شبح الحرب بين البلدين قد خرج حتى من ذاكرة الرجلين. إلا أن الصحيفة ترفق الصورة بتعليق لماري ريدل جاء تحت عنوان: "لقد آن الأوان يا جورج أن تستخلص درس التاريخ من فيتنام".

درس التاريخ

وتقصد ريدل هنا بالطبع تنبيه بوش إلى ضرورة أن يستخلص العبر من المأزق الذي وضعت أمريكا نفسها فيه خلال حرب فيتنام، وأهمية تجنب تكرار المأساة مرة أخرى في العراق.

أما الصنداي تليغراف، فتنشر تحقيقا لمراسليها من واشنطن يتحدث عن عزم الكونغرس الأمريكي إجراء تحقيق في المزاعم البريطانية بشأن سعي العراق لشراء اليورانيوم من نيجيريا، وهي إحدى الذرائع التي استند عليها بوش لتبرير قراره أمام الكونغرس في خوض الحرب على العراق عام 2003.

أما وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر فيكتب معلقا في الصنداي تايمز عن "إيران التي تتخفى وراء ضعفها" لكي تكسب الوقت وتبرز كلاعب أساسي في المنطقة.

كيسنجر وإيران

يقول كيسنجر في تعليقه: "لو آلت إيران في نهاية مرحلة الجهد الدبلوماسي إلى وضع تصبح فيه قوة نووية واستطاعت أن تملأ الفراغ السياسي، فإن أثر ذلك على النظام في الشرق الأوسط سيكون كارثيا".

ويأمل كيسنجر أن يقود الجدل المتعلق بإشراك طهران ودمشق في إيجاد حل للأزمة العراقية، من خلال الدخول في مفاوضات مباشرة معهما، إلى تغيير موقفي البلدين كما حدث مع الصين قبل حوالي عقد من الزمن.

وحول مكافحة التطرف في بريطانيا، نشرت الصنداي تليغراف تحقيقا موسعا عن المواطنين البريطانيين اللذبن سخرا وقتيهما وأموالهما الخاصة لمساعدة الشرطة وقوات الأمن البريطانية في تعقب الإرهابيين وكشف الخطر الذي يمكن أن يشكلوه على البلاد.

تعقب المتطرفين

ويكشف التقرير كيف أن الشخصين، اللذين يعملان دون الكشف عن هويتيهما الحقيقية، من خلال استخدام شبكة الإنترنت في مكاتب مجهولة العناوين في العاصمة لندن حيث يقومان بتعقب وكشف وفضح أسماء وممارسات المتطرفين والعناصر الإرهابية.

أما الصنداي تايمز، فتنفرد بنشر خبر على صفحتها الأولى جاء بعنوان "بلير في معركة 'أموال الرشاوى' السعودية"، كشفت فيها عن أن الرياض تهدد بتعليق علاقاتها الدبلوماسية مع لندن ما لم تتدخل حكومة بلير لإيقاف التحقيق في قضية الـ60 مليون جنيه إسترليني والتي قيل إنها دفعت "رشاوى" لبعض أفراد الأسرة الحاكمة السعودية لدورهم في إتمام إحدى صفقات الأسلحة بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله: "إن دبلوماسيا سعوديا رفيع المستوى في لندن قد قام بإيصال التهديد إلى توني بلير ومفاده أنه ما لم يتم إيقاف التحقيق بقضية الفساد المزعوم في صفقة الأسلحة الدفاعية، فإن العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا والسعودية ستجمد".

أطفال دارفور

وحول موضوع الأطفال الذين يخطفون من أحضان أمهاتهم ويطلق عليهم الرصاص في إقليم دارفور السوداني المضطرب، كتبت الصنداي تايمز: "عندما أتى المسلحون، لم تستطع الأمهات في جبل ماعون حماية أطفالهن. لقد شرع الأطفال الصغار بالصراخ عندما أخذوا من أحضان أمهاتهم وأطلق عليهم الرصاص. أما الكبار منهم الذين حاولوا إنقاذ إخوتهم الصغار فقد قتلوا هم الآخرون أيضا". وبعيدا عن صور القتل وقصص الحروب والأزمات، فقد اهتمت كافة الصحف البريطانية الصادرة صباح أمس بعرس العام الأسطوري لنجم هولييود توم كروز وزواجه من كاتي هولمز في قلعة أثرية بالقرب من العاصمة الإيطالية روما.

فقد نشرت الصحف صورا مختلفة وتفاصيل حفل الزفاف الذي حضره نجوم الفن والطرب من جميع أصقاع الكون وقد احتشدوا في القلعة المضاءة. هناك صور لكروز وقد أخذ يلوح محييا المدعوين والصحفيين وصور العروس كاتي وقد بدا عليها ضيق وارتباك واضحين وكأن لسان حالها يقول: "أي جحيم وضعت نفسي فيه في هذا المكان؟".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى