واشنطن وموسكو توقعان اتفاقا حول انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية

> هانوي «الأيام» سيباستيان سميث :

>
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الامريكي جورج بوش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الامريكي جورج بوش
خطت روسيا، اخر قوة اقتصادية عظمى لا تزال خارج منظمة التجارة العالمية، خطوة مهمة أمس الأحد باتجاه الانضمام الى نادي التجارة الحرة عبر توقيعها اتفاقا ثنائيا مع الولايات المتحدة في هانوي.

والاتفاق الواقع في 800 صفحة الذي كان موضع مفاوضات شاقة منذ 1994، وقعه بالاحرف الاولى وزير التنمية الاقتصادية الروسي جرمان غريف والممثلة الاميركية للتجارة سوزان شواب على هامش المنتدى الاقتصادي لدول اسيا-المحيط الهادىء (ابيك) المنعقد في نهاية هذا الاسبوع في العاصمة الفيتنامية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام لقاء على انفراد مع الرئيس الاميركي جورج بوش في هانوي ان الاتفاق التجاري الروسي الاميركي ما كان ليصبح ممكنا "لولا الارادة السياسية" للرئيس بوش,واعتبر الرئيس الاميركي من جهته ان الاتفاق "جيد فعلا" لكل من "الولايات المتحدة وروسيا".

وعلى الرغم من ان توقيع الاتفاق بالاحرف الاولى أمس الأحد يزيل احدى اخر العقبات من امام انضمام موسكو الى منظمة التجارة العالمية، الا ان العملية لم تنته بعد بالنسبة الى موسكو التي سيكون عليها البدء بمفاوضات متعددة الاطراف مع اعضاء المنظمة، وهي عملية قد تستغرق حتى ثمانية اشهر، بحسب غريف.

وسيعود للكونغرس الاميركي المصادقة على الاتفاق الموقع أمس الأحد ثم منح روسيا تطبيعا دائما للعلاقات التجارية الثنائية.

وهما معركتان لم تكسبهما موسكو بعد لان مجلس الشيوخ ومجلس النواب الاميركيين باتا اليوم تحت سيطرة الديموقراطيين المعروفين بانهم ميالون الى الحمائية اكثر من ادارة بوش.

الا ان الحدث مهم بالنسبة الى الرئيس فلاديمير بوتين الذي قد يذكره التاريخ الروسي على انه رجل منظمة التجارة العالمية قبل مغادرته السلطة المتوقعة في العام 2008 بموجب الدستور في ختام ولايته الرئاسية الثانية.

وكانت الولايات المتحدة اخر دولة تعترض على انضمام موسكو الى المنظمة المشرفة على التجارة العالمية متحججة خصوصا بمشاكل اقفال السوق الروسية امام الخدمات وانتهاكات حقوق الانسان وحقوق الملكية الفكرية.

ويعتبر الاتفاق بمثابة مؤشر على ثقة الولايات المتحدة في تطور الاقتصاد الروسي. وهو يفرض تقليص الرسوم الجمركية على كل المنتجات او كلها تقريبا من الطب والطيران.

وفي الاشهر الاخيرة، شهدت المحادثات فترات توتر وهجوما كلاميا تضمن اتهامات متبادلة باستخدام الرهانات التجارية لاغراض سياسية او لحل خلافات حول ملفات لا علاقة لها مبدئيا مع ملف منظمة التجارة العالمية.

وكان التوقيع على الاتفاق متوقعا اصلا في تموز/يوليو في سان بطرسبورغ حيث استضاف بوتين قمة مجموعة الثماني قبل الغاء التوقيع في اللحظة الاخيرة.

لكن الاتفاق نوقش هذه المرة من قبل بوش وبوتين اللذين التقيا في موسكو الاربعاء الماضي اثناء المحطة الاولى من جولة الرئيس الاميركي الاسيوية.

وبعد التوقيع في هانوي، اعلنت روسيا ايضا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان الولايات المتحدة قررت رفع عقوباتها التي فرضت في الرابع من اب/اغسطس ضد الشركة الروسية التي تصنع الطائرة الحربية "سوخوي" التي يشتبه في انها زودت ايران معدات يمكن استخدامها في تطوير اسلحة دمار شامل.

وللمفارقة، ان مراسم التوقيع على الاتفاق الروسي الاميركي حول منظمة التجارة العالمية جرت اخيرا في فيتنام. وقد حصلت الدولة الشيوعية هي نفسها للتو على الضوء الاخضر للانضمام الى المنظمة، مع العلم انها اضطرت طيلة اشهر الى بذل جهود ترمي الى التوقيع على اخر اتفاق ثنائي لها في ايار/مايو الماضي مع الولايات المتحدة كذلك. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى