هجوم لاذع على وزير مصري ومطالبة من الحزب الحاكم بإقالته

> القاهرة «الأيام» عبد الستار حتيتة :

> تعرض وزير الثقافة المصري فاروق حسني أمس الإثنين لهجوم لاذع في مجلس الشعب بعد تصريحات انتقد فيها الحجاب,وبعد أيام من مطالبة نواب إسلاميين بإقالته انضم إليهم نواب ينتمون للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم منهم اثنان من أعمدة الحزب هما رئيس مجلس الشعب فتحي سرور ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي مما يشير لاحتمال استقالته.

وقال نائب الحزب الوطني كرم الحفيان في جلسة مجلس الشعب أمس إنه يربط عضويته في الحزب بإقال الوزير.

وقال النائب محمد عامر وهو عضو أيضا في الحزب الحاكم "ما صدر عن الوزير خطير. أرجو من رئيس الجمهورية أن ينتقم لشعب مصر وأن يقيل الوزير."

وقال حسني وهو عضو في الحزب الوطني ويشغل منصب وزير الثقافة منذ 19 عاما لصحيفة المصري اليوم المستقلة الأسبوع الماضي إن مصر لن تتقدم مادام شعبها يستمع الى "فتاوى شيوخ بتلاتة مليم" يدعون النساء لارتداء الحجاب.

ومضى يقول للصحيفة إن النساء بشعرهن الجميل مثل الزهور يجب ألا تغطى وتمنع عن الناس.

وقالت النائبة في الحزب الوطني هيام عامر التي ترتدي الحجاب "الوزير قال كلاما لا يمت للإسلام بصلة وأطالب بإقالته."

ومنذ التسعينات تمر مصر بموجة محافظة وترتدي معظم مسلماتها الحجاب. ويقول رجال الدين إن الحجاب مفروض شرعا لكن بعض المسلمين لا يأخذون بقولهم وتمتنع الحكومة عن اتخاذ موقف.

وقال حسني وهو فنان تشكيلي معروف بآرائه المتحررة لقناة الجزيرة أمس الأول الأحد إنه كان يعبر عن آرائه الشخصية ولا يتحمل مسؤولية إساءة فهمه من قبل آخرين.

لكن رئيس مجلس الشعب قال بعد مطالبة نواب الحزب الوطني بإقالة الوزير "إذا أراد الشخص المسؤول أن يعبر عن آرائه الخاصة فليتحرر من المسؤولية العامة التي يتقلدها."

وقال رئيس ديوان رئيس الجمهورية "لا يمكن أن نسمح لأحد بأن يمس الدين الإسلامي.. ما كان لوزير الثقافة أن يتحدث في مسائل دينية."

ولم يحضر حسني الجلسة. وقال مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية والمتحدث باسم الحكومة في البرلمان إن حسني "أصيب بالضغط العالي (ضغط الدم)."

وأضاف أن حسني سيحضر مناقشات ستجرى في اثنتين من لجان مجلس الشعب وناشد النواب أن يناقشوه في هدوء. وقال "البرلمان حر بعد ذلك في ما يريد أن يتخذه من قرارات تجاه الوزير."

ولم يحضر حسني جلسة مشتركة لمجلسي الشعب والشورى أمس الأحد ألقى خلالها الرئيس حسني مبارك خطابا بمناسبة بدء الدورة البرلمانية الجديدة.

وقال مصدر في الحزب الوطني الديمقراطي إن الوزير "تلقى تنبيها بعدم الحضور لأنه قال لثاني مرة إنه مستعد للاستقالة."

وتغلب حسني الذي يظهر في المناسبات الثقافية إلى جوار السيدة الأولى سوزان مبارك على عدة عواصف في السنوات الماضية من بينها حملة نظمها فنانون لإقالته بعد حريق في مسرح قتل فيه 46 شخصا في بيت للثقافة بصعيد مصر عام 2005.

وقدم حسني استقالته لكن رئيس الوزراء أحمد نظيف طلب منه الاستمرار في عمله.

ولمح مفتي مصر علي جمعة أمس الأول الأحد إلى استنكاره لتصريحات حسني. وقال "ما قاله هو مثل الذي يقول إن شرب الخمر في الإسلام حلال... الحلال بين والحرام بين في البديهيات الإسلامية."

لكن رئيس لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف في مجلس الشعب أحمد عمر هاشم زاد قائلا في جلسة مجلس الشعب أمس "هذه ليست قضية خاصة بالمرأة أو المؤسسات الدينية ولكنها تمس الأمن القومي وسيفرز التهاون تجاه ذلك تطرفا وإرهابا جديدين.

"لا يصح أن نتهاون في (مواجهة تصريحات الوزير) سواء قالها صراحة أو دردشة."

وظهرت في مصر في بعض الفترات خلال العقود الماضية جماعات إسلامية متشددة رمى بعضها الحكومة بالكفر وطالب باعتزالها ومحاربتها.

ويعزو بعض المحللين الاجتماعيين المد المحافظ إلى السعودية ودول الخليج العربية الأخرى التي يعمل فيها ملايين المصريين. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى