حشود عراقية ترشق المالكي بالحجارة وحكومته تدعو للهدوء

> بغداد ا«لأيام» اليستير مكدونالد:

>
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أثناء زيارته لمدينة الصدر ببغداد أمس
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أثناء زيارته لمدينة الصدر ببغداد أمس
رشق شيعة غاضبون موكب رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي بالحجارة في حي شيعي ببغداد أمس الأحد أثناء زيارة للحي للمشاركة في مراسم تأبين نحو 200 شخص قتلوا هناك الأسبوع الماضي في أكثر الهجمات دموية منذ الغزو الأمريكي.

وماج حي الصدر وهو معقل ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالغضب في اليوم الثالث من حظر التجول الذي فرضته حكومة المالكي في العاصمة في إطار مسعاها لاحتواء المشاعر المحتدمة التي تهدد بانزلاق البلاد إلى حرب أهلية شاملة بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية.

وصرخ أحد الرجال "إنه خطؤك" بينما انهالت العبارات الغاضبة على المالكي فيما شق الموكب طريقه عبر الحشود.

وتسببت الهجمات الانتقامية التي أعقبت الهجوم الدموي والتي استهدفت مساجد سنية ومنازل وإطلاق قذائف المورتر بشكل عشوائي بين أحياء بغداد في إبقاء سكان بغداد وعددهم سبعة ملايين في بيوتهم خوفا مما قد يحدث عندما يرفع الحظر المروري اليوم الاثنين.

وقالت أم هاني وهي ربة منزل في بغداد بعد أن ظلت في منزلها ثلاثة أيام "كل مرة يكون هناك حظر أشعر أن الحرب الأهلية ستندلع قريبا. أشعر أن الوضع يتجه نحو الفوضى." وأصدر سياسيون من جميع الطوائف والأعراق بيانا مشتركا دعوا فيه إلى التزام الهدوء. لكن المالكي الذي سيجتمع مع الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الأربعاء اتهم شركاءه في الحكومة بتأجيج العنف.

ومن المقرر أن يتوجه الرئيس جلال الطالباني اليوم الاثنين إلى إيران في زيارة تأجلت بسبب إغلاق المطار وتأتي في إطار مساع دبلوماسية في المنطقة تشمل عدوا آخر للولايات المتحدة هو سوريا. وتتهم واشنطن دمشق بدعم المسلحين السنة وطهران بتأييد الميليشيات الشيعية.

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الذي سيستضيف قمة في عمان إن القمة يجب أن تتمخض عن أمور مهمة لأن الوضع في العراق "بدأ يخرج عن نطاق السيطرة." ودعا إلى نهج شامل في الشرق الاوسط لمنع نشوب حرب أهلية في العراق ولبنان وفي الأراضي الفلسطينية.

وقالت الشرطة إن سيارة ملغومة انفجرت أمس الأحد فقتلت ستة أشخاص وأصابت أكثر من 20 في سوق جنوبي بغداد مباشرة. وقالت مساعدون لعدنان الدليمي زعيم جبهة التوافق العراقية إن مسلحين أطلقوا النار على منزله بالعاصمة فيما قال رجال دين من السنة إن مسلحين هاجموا مساجد سنية مجددا في غرب بغداد.

وفي بيان مشترك دعا زعماء شيعة وسنة وأكراد الشعب العراقي إلى عدم السماح لمن يريدون حرمانهم من الأمن بفصم عرى وحدتهم. لكن المالكي الذي يعمل على تعديل حكومته قال "لو أردنا إرجاع الأمور إلى حقيقتها فإن الأزمة سياسية وإن إيقاف التدهور الأمني ونزيف الدم العراقي مرهون باتفاق السياسيين". لكنه أضاف ان هذا لن يحدث "إلا إذا اقتنعت الأطراف بأنه لا يوجد غالب ولا مغلوب في هذه المعركة." وقال في تصريحات بثها التلفزيون "الوضع الأمني انعكاس لعدم التوافق السياسي."

ويشعر العراقيون وواشنطن بالإحباط من عجز المالكي عن تحسين الوضع الأمني أو الاقتصادي منذ تعيينه في أبريل كحل توفيقي بعد أشهر من الخلاف على تشكيل الحكومة بين الكتلة الشيعية المهيمنة على البرلمان.

ويقول مساعدون للمالكي إنه بدوره مستاء بسبب تصلب المواقف ودعم الجماعات المسلحة من قبل الزعماء السنة وحلفائه الشيعة مثل الصدر الذي يعتمد عليه للحفاظ على منصبه.

ويريد الصدر انسحابا أمريكيا فوريا من العراق وهدد بالانسحاب من الحكومة إذا اجتمع المالكي مع بوش. لكن الحكومتين الأمريكية والعراقية لمحتا إلى أن المحادثات ستمضي قدما وستركز على تعزيز قوات الأمن العراقية رغم المخاوف من أن أفراد الشرطة والجنود يدينون بالولاء لفصائل طائفية.

ويبدو بوش متشككا من إشراك سوريا وإيران في هذه المساعي لكن يقول إنه مستعد لسماع أفكار عن توجهات جديدة بعد خسارة حزبه الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إنه على استعداد لتقديم المساعدة إذا انسحب الأمريكيون الآن. وقال "الشعب الإيراني على استعداد لمساعدتكم للخروج من هذا المستنقع بشرط واحد.. عليكم أن تتعهدوا بتصحيح موقفكم." وأضاف "عودوا وخذوا جنودكم لما وراء حدودكم." وقالت مصر أمس الأحد إن جيران العراق سيوفدون وزراء خارجيتهم إلى اجتماع بالجامعة العربية في القاهرة يوم الخامس من ديسمبر .

رويترز...شارك في التغطية كلوديا بارسونز وأليستير مكدونالد وروس كولفين في بغداد وعلاء شاهين في القاهرة وباتريشيا زنجرلي في السعودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى