محللون.. امريكا قد تكون مقبلة على انتكاسة جديدة في الصومال

> نيروبي «الأيام» سي. برايسون هال :

> بعد أن احرقت الولايات المتحدة أصابعها مرتين من قبل في الصومال يبدو انها تسعى لتدخل ثالث يقول العديد من الدبلوماسيين الغربيين والاقليميين انه قد يشعل حربا مفجعة في منطقة القرن الافريقي.

وقامت واشنطن التي تعرضت سياساتها في الصومال لانتكاسة كبيرة بدعمها لأمراء الحرب الذين اطاح بهم الإسلاميون في وقت سابق هذا العام بإعادة احياء خطة اعدتها قبل عامين لإرسال قوات حفظ سلام افريقية إلى الصومال.

لكن التجارب السابقة تثبت ان الجمع بين قوات حفظ السلام والصومال والولايات المتحدة معا يشكل خلطة سريعة الاشتعال,وتخلت واشنطن عن عملية مشتركة مع الأمم المتحدة بعد مقتل 18 جنديا امريكيا وذبح مئات الصوماليين في واقعة "سقوط الصقر الاسود " عام 1993.

ويقول دبلوماسيون من الأمم المتحدة إن من المتوقع ان تكشف واشنطن النقاب خلال ايام عن مسودة قرار لمجلس الأمن يصرح بنشر بعثة حفظ سلام.

لكن نطاقا واسعا من الدبلوماسيين الغربيين والاقليميين والمحلليين المستقلين يقولون إن نشر هذه القوة من المرجح ان يشعل حربا بين الحكومة المؤقتة الضعيفة المدعومة من اثيوبيا وبين الحركة الإسلامية القوية المدعومة من اريتريا.

وقال خبير عسكري غربي متابع للتطورات في الصومال "إذا اختاروا الخيار الأرخص والأسهل وهو نشر قوات حفظ سلام دون إدراك ان ذلك سيكلف الكثير فيما بعد كما فعلوا في العراق فإنهم سيسيرون في الطريق نفسها."

ومع رفض الإسلاميين الشديد لأي تدخل أجنبي وبخاصة التدخل الاثيوبي وقولهم إن ذلك سيفتح ساحة للجهاد يقول الخبراء إن أي تدخل أمريكي وإن كان غير مباشر في الازمة الصومالية قد يفجر الاوضاع في شرق افريقيا.

ويقول دبلوماسيون إن واشنطن تدفع خطة كانت تؤيدها من قبل الهيئة الحكومية للتنمية (ايجاد) وهي تجمع دبلوماسي لسبع دول من شرق افريقيا والمنقسمة هي ذاتها بشأن الصومال وآلاف القوات التي تنشرها هناك اثيوبيا حليف الولايات المتحدة والعضو بالمنظمة.

وأعترفت اثيوبيا بارسال بضع مئات من المدربين العسكريين لكنها نفت ارسال قوات مقاتلة.

وقال دبلوماسي أوروبي "الجدل يتطور إلى ان ذلك يهدف إلى منع التدخل الاثيوبي لكن لا يمكن منع ما حدث بالفعل." وأضاف "واشنطن تسير عكس اتجاه الرأي الدولي والاقليمي."

ويقول دبلوماسيون إن بريطانيا وفرنسا تساندان واشنطن لكنهما تحاولان تقليص تفويض القوة والغاء مشاركة جنود من دول مجاورة في شرق افريقيا وهو ما يعارضه الإسلاميون باعتباره انتهاكا للسيادة.

وافاد تقرير طلبته الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر أن عشر دول على الأقل منها خمس من دول ايجاد السبع تساند عسكريا الطرفين المتناحرين في الصومال مما يغذي الخليط القابل للاشتعال بالفعل.

وقال الدبلوماسي الأوروبي "المنطقة موصومة بتحالفات مع الطرفين المتناحرين... الأفضل ألا يصدر أي قرار عن مجلس الامن الدولي."

ووصلت التوترات إلى نقطة الانكسار بسبب حرب التسريبات والدعاية التي صممت إما لتصوير الدولة التي تسودها الفوضى باعتبارها ساحة قتال للغرب ضد الإرهاب او للاسلاميين ضد الغزاة الاثيوبيين المدعومين من الغرب.

وقال المحلل الاقليمي مات برايدن "لا يبدو ان ايا من الطرفين يريد اعتبار هذا الصراع مجرد صراع على السلطة يمكن حله بالمفاوضات."

وأضاف "إذا اذعن المجتمع الدولي وتعامل مع هذه المشكلة باعتبارها حربا أخرى على الارهاب فإن ذلك سيحول الأمر إلى نبوءة تحقق نفسها."

وهذا الشهر حذر تقرير الأمم المتحدة عن انتهاكات لحظر هش للسلاح فرض على الصومال عام 1992 من ان القتال بين الفصائل الصومالية قد يستدرج اثيوبيا واريتريا وقد يسفر عن هجمات ارهابية في كينيا واثيوبيا.

وتضمن التقرير كذلك بعض الاتهامات التي يجري التشكيك فيها على نطاق واسع بشأن دعم من ايران وحزب الله للاسلاميين يقول الدبلوماسيون انها اثيرت لتشويه صورة الإسلاميين.

وأثيرت هذه الاتهامات بعد فترة وجيزة من ظهور خطابين تردد ان إسلاميا بارزا كتبهما للتحريض على عمليات اغتيال وتفجيرات انتحارية وإثارة انتفاضات بين ذوى الأصول الصومالية في اثيوبيا وكينيا.

ورغم ان الخبراء يشككون في صحة هذين الخطابين يقول الدبلوماسيون إن الولايات المتحدة اختارت نشر قوات حفظ سلام بدلا من الحوار بعد أن اظهرتالحكومة الصومالية الخطابين لدعم اتهاماتها واتهامات اديس ابابا بان الإسلاميين يقودهم ارهابيون.

وقال الخبير العسكري "كل هذه الخطوات تدفعنا إلى اعتاب حرب. ونحن على اعتابها الآن. أي شيء آخر مثل ذلك سيدفعنا إليها."

وأضاف الأمر الوحيد الذي يكبح جماح كلاب الحرب هو الأمطار التي تغرق اجزاء كبيرة من الصومال وتحد من حركة الجنود والسلاح. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى