أين فن المنلوج؟!

> «الأيام» إسكندر عبده قاسم:

> كان لفن المنلوج في عدن نكهة خاصة وجمهور خاص، وكان بكلماته الشعبية البسيطة يعالج الكثير من المشاكل الاجتماعية والسياسية.. حيث كان الفنان الكبير فؤاد الشريف ملكاً للكوميديا الغنائية في اليمن وكان الناس يتلهفون لحضور الحفلات الفنية التي كانت تقام بين الفينة والأخرى على مسرح البادري أو في دور السينما أو في شوارع الشيخ عثمان أيام زيارة ولي الله الصالح «الهاشمي».

وكان الفنان الكبير أبو دم خفيف فؤاد الشريف يردد أغاني المنلوج ويقوم بحركات كوميدية طريفة جداً يضحك لها كل صغير وكبير، فقد غنى لكثير من الشعراء ومنهم من اشتهر بكتابة أغنية المنلوج كالأستاذ علي محمد لقمان رحمه الله والأستاذ أنور علي نور وأخيراً الأستاذ اسكندر عبده قاسم والاستاذ عبده علي بعيصي.. ويمر الزمن وفؤاد الشريف ما زال ملك فن المنلوج برغم ظهور شخصيات فنية كالمنلوجست عثمان عبدربه وهو تربوي قدير ثم الفنان محمد علي كعدل الذي بدأ بداية جيدة ثم فجأة اختفى ولا ننسى الوالد عبدالله غالب عنتر رحمه الله.كانت أغنية المنلوج متميزة في عدن بكلماتها الشعبية البسيطة وكانت ألحانها أيضاً متميزة ويقوم بتلحينها كبار الفنانين كالفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي حفظه الله الذي اكتشف وشجع كثيراً المنلوجست فؤاد الشريف.. وكم أبدع الفنان المرشدي في تلحين أغاني المنلوج وخاصة في أغنية (سير ياطير سير وأسرع بالمسير) وهذه الأغنية سياسية.. كما غنى الفنان فؤاد الشريف أغاني كثيرة لشاعر اليمن الكبير الأستاذ علي محمد لقمان موجودة في ديوان (يا هوه الوراد) ومنها: كركر جمل، المعبل الحالي، بي دبليو بارتمنت، ويا جده قولي قبع قبع ، وغيرها الكثير سوف نستعرضها في أعداد قادمة.

والوالد عبدالله غالب عنتر (يا بسر القات.. يا بجاه القات.. يا أبو زربين هاتهم بس هات.. من عدن للدار.. جمعوا شلنات).. وهذه الأغنية جاءت في فترة منع القات من دخول مدينة عدن أيام الحكم البريطاني لعدن.

وأما الشاعر الأستاذ أنور علي نور رحمه الله، نجل الأستاذ والتربوي القدير علي نور.. فكانت له ملكة خاصة في كتابة أغاني المنلوج ومن أغانيه:

- ياناس حلوا المشكلة

ما بين أمي والمره

الأم تشتي الأميره

والحرمه تشتي الفشكره

- غاتي من الدنيا

نكدان من حالي

لا قوت يشبعنا

ولا عيش يهنالي

الحرمه تنجرنا

غثّت على حالي

وأما من الأغاني السياسية والتي كانت أحياناً يمنع إذاعتها فأتذكر أغنية:

طفران ولا بيسة.. والبيت في الخيسة

لا إركنديشن .. إلا حما النّيسة

البحر قدامي.. خايف من الحيسة

وسير ياطير، وبي دبليو دبارتمنت وأغان أخرى تمس الحكم في تلك الفترة.

وجاء عثمان عبدربه من أبين كوجه جديد ولاقت أغانيه رواجاً ونجاحاً كبيراً لدى الجمهور فكان هو الشاعر وهو الملحن ومن أشهر أعماله:

- طول عمري ونا أشقى

للحريوه يا عيله

رحت لا عند أبوها

جاب هدره طويلة

أمي العزيزه.. وبوي

ذي هم يحبوني

كانوا على طبعها

من قبل دلوني

قالو وليده.. حلا حلا

ما هي من الدوني

واستمر بعده الفنان الشاب محمد علي كعدل وهو شقيق الفنانة أمل كعدل وأعطيته عدة منلوجات منها أغنية سياسية:

- جده عُميّه فتّحي

خايف عليك تتضيّحي

خلي العصاوه واستحي

لأجل الفلوس باترزحي

- مالك وذا التُمُبل

وسخت مَلِه الجدران

تمشي وتتفّل

واحم كما النسوان

تسعل.. تقول شيبه

أدرد بلا أسنان

هذا من الفوفل

والسوكة يا إنسان

غثيت على الركاب

بالتفل والسِّعباب

هذي قِده عِلّه

سوسه على الاسنان

- شوفوا ذا الرجال

كشّف بكم من حال

ما شفت كماه دجال

شغله القيل والقال

لسانه سع يدُّه

كل الحشوش عندُه

ما عرفت أيش قصدُه

دامس قدُه طِربال

وفجأة اختفى الفنان محمد علي كعدل وإلى جانبه كل فناني المنلوج، ولا إذاعة ولا تلفزيون يذيع ويظهر أعمالهم الرائعة تلك التي نحن لها اليوم في أمس الحاجة لنقد الكثير من المظاهر السلبية منها الاجتماعية ومنها السياسية.. وسؤالنا لماذا اختفى فن المنلوج فجأة ولماذا وزارة الإعلام ووزارة الثقافة لا تعيرانه أي اهتمام؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى