صفقة لإطلاق سراح صدام وترحيله إلى مصر

> «الأيام» عن «الدستور» :

>
الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين
الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين
نشرت صحيفة «الدستور» الأردنية الصادرة الأربعاء تقريرا تزامن مع زيارة الرئيس الأميركي بوش إلى الأردن ، جاء فيه: «كتب ماهر ابوطير: في الوقت الذي شهد فيه العراق سلسلة من الاشتباكات وعمليات القتل ، بما يؤشر على وقوف العراق على حافة حرب اهلية ، وصل الرئيس الامريكي جورج بوش الى عمان ، حيث تم عقد قمة اردنية ـ اميركية برئاسة جلالة الملك عبدالله الثانـي والرئيس الاميركي جورج بوش.

ويقول مراقبون ان عقد هذه القمة في عمان يأتي تكريسا للدور الاردني في الاقليم باعتبار ان الاردن هو مركز الاقليم بما يؤشر على دور اردني مستمر خلال الفترة المقبلة ، خصوصا ان جلالة الملك عبدالله الثانـي التقى بعدة شخصيات عراقية ابرزها عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ، بالاضافة الى لقاءات سابقة مع حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق ، وطارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي ، ونوري المالكي رئيس وزراء العراق.

وكشفت مصادر مطلعة لـ(الدستور) عن عقد لقاء سري وغير معلن تم في فندق الرويال ضم قيادات عراقية ، بعضها على صلة بالمقاومة العراقية وفصائلها خصوصا فصائل سنية عراقية وفصائل هي في حقيقتها فصائل ذات جذور بعثية بالاضافة الى رموز للعهد الجديد في العراق.

ووفقا لهذه المصادر فإن النقاش شهد تلاوما شديدا حول الوضع في العراق ، ومن يتحمل مسؤولية الفلتان الامني وعمليات القتل ، في حين شهد الاجتماع تحذيرات متواصلة من ان العراق بات في عمق حرب أهلية فعليا ، لا ينقصها الا «الاعلان» عنها خصوصا ان هناك عمليات قتل يومية متبادلة بين العراقيين مع عدم استبعاد وجود اطراف ثالثة ، تشعل هذه الحرب المذهبية في العراق.

وكان واضحا وفقا لهذه المصادر ان الاجتماع السري كان موازيا لنشاطات سياسية علنية.

وقالت مصادر لـ«الدستور» ان ما يريده الامريكيون تحديدا من هذه المحاولة هو اغلاق ملف الاقتتال العراقي ، دون ان يُنكر مطلعون ان هناك خلافا عراقيا حادا حول صفقة بدأت تتسرب معلومات حولها.

وتقول مصادر رفيعة المستوى لـ «الدستور» ان الاطراف العراقية السنية بالاضافة الى اطراف المقاومة واطراف بعثية ابدت رغبتها بإطلاق سراح الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، وقد اكد سياسي على صلة بهيئة علماء المسلمين ان هناك حديثا اوليا حول صفقة تؤدي الى خروج صدام حسين من السجن ورحيله الى مصر مقابل عدم ممارسته لاي نشاطات سياسية او اعلامية مقابل وضع حد للاقتتال العراقي ، ولعمليات المقاومة ضد الاميركيين.

وليس معروفا مدى دقة ما يقال حول تقديم مصر لضمانات في هذا الصدد ، الا ان التيار العراقي الشيعي وبالذات المُقرب من ايران يرفض تماما ان يخرج صدام حسين من السجن ويطالب بإعدام الرئيس السابق ، في حين ان رئيس وزراء العراق كان قد قال مرارا في تصريحات سابقة له ان «هذا الحكم قضائي والقرار هو للقضاء فقط».

وبعيدا عن خلط الاوراق في تحليل الحركة الاميركية على المسرب العراقي عبر الاردن الذي يشكل مركزا للاقليم فإن المؤكد ان القمة الاميركية - الاردنية لم تأت من اجل عقد صفقة لاطلاق صدام حسين مقابل وقف العنف في العراق غير ان المؤكد ان هناك محاولة اميركية برعاية اردنية لوقف الدم في العراق ، ويقول مراقبون انها على ما يبدو «المحاولة الاخيرة» قبل انفجار بئر الدم في العراق ، وهي محاولة سبقتها موافقة واشنطن سرا لبغداد بفتح قنوات باتجاه سوريا تمثلت بزيارة وزير الخارجية السوري الى بغداد ، وقيام الرئيس العراقي بزيارة طهران ثم بإعلان طهران استعدادها للمساعدة والتدخل لوقف العنف في العراق ، وهي محاولات لم تتم لولا موافقة واشنطن سرا ، بما يؤشر على حاجة واشنطن لوقف العنف في العراق ، الذي يستهدف القوات الاميركية ويستهدف «الوئام الداخلي».

ويقول مراقبون انه خلال الشهرين المقبلين ستتكشف خطة واشنطن التي دفعتها الى الحركة في هذا التوقيت ، وليس معروفا ، هل تريد واشنطن انهاء الازمة العراقية من اجل التفرغ لسوريا وايران او احدهما ام انها دخلت في صفقة كبرى في الاقليم تؤدي الى الخلاص من الملف العراقي مقابل تسويات سرية مع دمشق وطهران ، تكون احدى نتائجها حل المشاكل العالقة عراقيا.

هنا ، فإن الواضح تماما ان الاردن لم يلعب «دور الحاضنة» لهذه التغييرات ، بقدر كونه سيكون راسما اساسيا لخريطة المنطقة خلال الفترة المقبلة ، وفي الذهن تصريحات جلالة الملك التي حذر فيها من حرب اهلية في فلسطين ، العراق ، لبنان ، وتلك التصريحات التي اشار فيها الى أمله بحدوث نتائج دراماتيكية للقاء بوش - المالكي.

وليس غريبا ان يحتج التيار الصدري الذي يقوده الزعيم مقتدى الصدر وينسحب من التنسيق مع الحكومة العراقية ، في ظل معلومات تتردد حول ان واشنطن تضغط على حكومة المالكي من اجل نزع سلاح جيش المهدي ، كمقدمة لعملية وقف العنف في العراق ، ومن اجل اجبار بقية الاطراف على تسليم سلاحها بما في ذلك جيش بدر الذي يتبع لعبد العزيز الحكيم ، وفصائل المقاومة والفصائل الاسلامية والسنية والفصائل البعثية اذ يبدو واضحا ان واشنطن تسعى في محاولة اخيرة الى «صفقة» يقبلها السنة والشيعة ، العرب والاكراد ، تؤدي الى وقف العمليات المسلحة ، وحل جميع المشاكل بما في ذلك مشكلة الرئيس صدام حسين ، وحتى اعادة من طرودا من الجيش سابقا ، فنحن اذن امام محاولة اللحظة الاخيرة في العراق.

والمؤكد في هذا الصدد ان الاردن يفعل خيرا بالعراقيين لوقف الدم العراقي والوصول الى حل بين العراقيين ، غير ان الايام القليلة المقبلة ستحمل رد العراقيين على كثير من الاسئلة ، حين ستتضح قدرة التناقضات العراقية على الوصول الى قرار وطني واحد بوضع حد للمأساة العراقية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى