هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!

> «الأيام» رائد علي شائف/الضالع

> شي جميل أن يكون في حياتنا توازن بين عطائنا لأنفسنا وعطائنا للآخرين، وجميل أيضاً أن نحرص جميعاً على أن تكون لنا علاقة قوية بالله تحمينا من تقلبات الأيام وجحود البشر.. والأجمل من ذلك أن تكون لدينا الشجاعة الكافية في التأقلم مع الحياة على الرغم مما فيها من مصائب وآلام مع الرضى بها، وأن ندرك أن في كل شيء حكمة ولكل شيء مغزى.. وأجمل مظاهر الشجاعة هي شجاعة (نسيان الإساءة) فكثيراً ما نقف بيننا وبين أنفسنا بعد مرور السنين لنشكر في سرنا من أساؤوا إلينا ذات يوم بعد أن نكتشف كم استفزوا في داخلنا من طاقات كامنة برزت إلى وعينا لنرد اعتبارنا عن تلك الإساءة ونتفاجأ كم هم أفادونا من حيث لا يدرون ولا ندري أيضاً!!

فيجب على كل فرد أن يتصف بالرحمة والإيثار ووعي الضمير ومراعاة حقوق الآخرين، فكلما كان أوفر تواضعاً وأبسط حياة وأقرب إلى الناس كان أوفر سعادة من غيره، ولكن للأسف فإن الكثير من الناس لا يقدرون التواضع أحياناً فدائماً ما يعتبرونه سذاجة بمعناها السلبي والامثلة على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لذكرها!!

وهناك أيضاً صنف من الناس ممن يعمل على عض اليد التي أحسنت إليه وكأنه يرى في الإحسان إليه نوعاً من الإهانة يردها بالإساءة انتقاماً بسبب محدودية إدراكه!

أخيراً ليس هناك علاج أفضل لهذه الأنماط السلوكية سوى عودة الصفات الأصلية إلى نفوسنا وحياتنا والتي اختفت كثيراً منا كالإخلاص والاعتراف بالجميل والتحلي بالصدق والمصداقية، وأن يكون للإنسان معنى لحياته وذلك بأن يبحث عن الصفات المميزة للعلاقات الإنسانية في العمل كما في الحب، وأن يكون هدف الإنسان في هذه الحياة هو تحقيق إنسانيته قبل كل شيء، وذلك لا يتحقق إلا عن طريق فعل الخيرات وتقديم المزيد من العطاء في هذه الحياة، ومن بين ذلك الإحسان إلى جميع الناس دون استثناء حتى أولئك الذين أساؤوا لنا ذات مرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى