> احمد محسن احمد:
لم يبتعد الشاعر العربي الفصيح الذي نظم أبيات قصيدته الشعرية التي يصف من خلالها النساء..وليس كل النساء..لكنه يناجي الأجل الحق الذي لابد منه عندما يأخذ إحداهن ممن تركن بصمات واضحة ومعالم بارزة في حياتهن العطرة ..فقد قال :
ألا ليت النساء كمن فقدنا
لفضّلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال
رحم لله أمنا العزيزة والغالية الحاجة سعيدة بنت محمد عمر (جرجرة) الانسانة التي وقفت بصلابة وثقة عالية الى جانب شريك حياتها الذي سار على درب الكفاح والنضال من اجل ارساء دعائم الامانة الصحفية وشرف المهنة المرحوم محمد علي باشراحيل -رحمه الله..فمن منا لا يذكر ما تعرضت له «الأيام» في ظل وجود الاستعمار في عدن وجنوب اليمن فكلنا واجه ووقف مع هذه الصحيفة الشجاعة في محنتها عندما أصدر المستعمر قرار إيقاف «الأيام» في عام 1967م ذلك العام الذي شهد زخماً نضالياً وكفاحاً بطولياً لكل أبناء عدن والجنوب.. وكان لـ «الأيام» دورها البارز في مساندة الشعب في كفاحه ونضاله العادل لنيل استقلاله من المستعمر الانجليزي ذلك الوقت .. وكان للمنظمات السياسية والجهات العسكرية وقوى الشعب بمختلف اشكالها ودورها قد توحدت في صف متماسك الى جانب «الأيام» وكان لهذا الحراك السياسي والعسكري ومواقف قوى الشعب ورموزه أثره البالغ في رفع وتيرة الكفاح الى أعلى درجات النشاط والفعالية حتى تحقق للشعب أمله العظيم في نيل حريته واستقلاله..ويقف خلف ماكنة وعجلة التشغيل رموز وطنية وثورية أغنت الكفاح بمآثر عظيمة لاحصر لها..ومن هؤلاء كان عميد الصحافة اليمنية و«الأيام» محمد علي باشراحيل (رحمه الله) وجميع افراد اسرته ومعهم الام الصبور والمكافحة بشرف وإباء الحاجة سعيدة (رحمها الله) وليس كأي انسانة يمكن لنا تصور دورها في اشد الظروف قساوة لكي نبحث في سيرتها العطرة عمّا يمكن لنا الوصول اليه لكي نضع على مثواها الاخير اكليل الزهور..لكنها كانت الام التي زرعت جهدها وعطاءها بين ما يطلبه شريك حياتها في مسيرته النضالية وبين بناء الاسرة والبيت المتين الذي يشرفها ويشرف شريك حياتها بعد الرحيل المحزن.
وعندما تلى عليّ احد الاصدقاء -ونحن نتجاذب الحديث حول سيرة هذه الانسانة المعطاء..وأكوّن في مخزون الذهن الحزيني مقالتي هذه المتواضعة - هذه الابيات المعبرة من قصيدة تصف الامهات والنساء اللاتي لعبن دوراً عظيماً في حياتهن وتركن بصمات بارزة وماثلة للعيان بعد رحيلهن المفجع..فوجدت هذه الابيات غطاء شاملا لكل تلك المعاني التي اختزنت في ذاكرة يصعب تجميع اطرافها في ايام الحزن العميق..فإذا ما اخذنا مثلاً واحداً لعظمة هذه الانسانة أم هشام وتمام ، ورحنا نقيس البعد الوطني والانساني لما قدمته الام العزيزة والغالية سعيدة من اسهام عملي وفعلي وليس قولاً بلا عمل لارتفع امامنا وفي سماء حياتنا الجبل الشامخ في سماء صحافتنا اليمنية والعربية وهو طود «الأيام» العالي..ولا جدال في ان هناك من يقف بتواضع وأدب جم-كعادتهما - الناشران العزيزان هشام وتمام باشراحيل ومعهما الاسرة المتماسكة لـ«الأيام» بكل اختصاصاتهم ومهامهم الصحفية الجسيمة.
لقد اسعدني الاعزاء هشام وتمام ذات يوم عندما نقلا لي رأي أمنا الغالية والعزيزة سعيدة رحمها الله فيما اكتبه من مقالات وآراء متواضعة في «الأيام» وكان لي الشرف العظيم عندما سمعت منهما أنها كانت تقرأ كتاباتي وتشيد بها كثيراً..فبالقدر الذي اسعدني هذا الاطراء ذات يوم..بقدر ما احزنني وآلمني كثيراً رحيلها المفاجئ..وشعرت وكأنني افقد أمي الثانية للمرة الاخيرة..وأفقد رأيها وملاحظاتها حول كتاباتي..لقد كانت (رحمها الله) صاحبة نظرة بعيدة واحساس مرهف وتجربة عملية طويلة وعميقة ومليئة بالعبر والامثلة في سيرتها العطرة والتي تمثل النموذج الذي يحتذى به كأم صالحة ومظلة واقية لمسار وطريق «الأيام» واسرتها المكافحة وفي مقدمتهم هشام وتمام باشراحيل.
اخيراً وليس بآخر..اننا وان كنا قد بكينا هذا الرحيل المفجع..او تقمصنا رداء الحزن لاطول فترة من حياتنا..فإننا لن نعطيك حقك يا سيدة المدينة الباسلة عدن..ولا يمكن لأحد ان يضع حدودا لمآثرك العظيمة وان اجتهد الكل ..لكن نحن وجميع ابنائك امام المولى عز وجل راضون بقضائه وقدره ..ولا نملك امام قضاء الله وقدره سوى الدعاء والتضرع للمولى عز وجل ان يسكنك فسيح جناته ..ويتغمدك بواسع رحمته ويلهم ابناءك في عدن واليمن الصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون.
ألا ليت النساء كمن فقدنا
لفضّلت النساء على الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال
رحم لله أمنا العزيزة والغالية الحاجة سعيدة بنت محمد عمر (جرجرة) الانسانة التي وقفت بصلابة وثقة عالية الى جانب شريك حياتها الذي سار على درب الكفاح والنضال من اجل ارساء دعائم الامانة الصحفية وشرف المهنة المرحوم محمد علي باشراحيل -رحمه الله..فمن منا لا يذكر ما تعرضت له «الأيام» في ظل وجود الاستعمار في عدن وجنوب اليمن فكلنا واجه ووقف مع هذه الصحيفة الشجاعة في محنتها عندما أصدر المستعمر قرار إيقاف «الأيام» في عام 1967م ذلك العام الذي شهد زخماً نضالياً وكفاحاً بطولياً لكل أبناء عدن والجنوب.. وكان لـ «الأيام» دورها البارز في مساندة الشعب في كفاحه ونضاله العادل لنيل استقلاله من المستعمر الانجليزي ذلك الوقت .. وكان للمنظمات السياسية والجهات العسكرية وقوى الشعب بمختلف اشكالها ودورها قد توحدت في صف متماسك الى جانب «الأيام» وكان لهذا الحراك السياسي والعسكري ومواقف قوى الشعب ورموزه أثره البالغ في رفع وتيرة الكفاح الى أعلى درجات النشاط والفعالية حتى تحقق للشعب أمله العظيم في نيل حريته واستقلاله..ويقف خلف ماكنة وعجلة التشغيل رموز وطنية وثورية أغنت الكفاح بمآثر عظيمة لاحصر لها..ومن هؤلاء كان عميد الصحافة اليمنية و«الأيام» محمد علي باشراحيل (رحمه الله) وجميع افراد اسرته ومعهم الام الصبور والمكافحة بشرف وإباء الحاجة سعيدة (رحمها الله) وليس كأي انسانة يمكن لنا تصور دورها في اشد الظروف قساوة لكي نبحث في سيرتها العطرة عمّا يمكن لنا الوصول اليه لكي نضع على مثواها الاخير اكليل الزهور..لكنها كانت الام التي زرعت جهدها وعطاءها بين ما يطلبه شريك حياتها في مسيرته النضالية وبين بناء الاسرة والبيت المتين الذي يشرفها ويشرف شريك حياتها بعد الرحيل المحزن.
وعندما تلى عليّ احد الاصدقاء -ونحن نتجاذب الحديث حول سيرة هذه الانسانة المعطاء..وأكوّن في مخزون الذهن الحزيني مقالتي هذه المتواضعة - هذه الابيات المعبرة من قصيدة تصف الامهات والنساء اللاتي لعبن دوراً عظيماً في حياتهن وتركن بصمات بارزة وماثلة للعيان بعد رحيلهن المفجع..فوجدت هذه الابيات غطاء شاملا لكل تلك المعاني التي اختزنت في ذاكرة يصعب تجميع اطرافها في ايام الحزن العميق..فإذا ما اخذنا مثلاً واحداً لعظمة هذه الانسانة أم هشام وتمام ، ورحنا نقيس البعد الوطني والانساني لما قدمته الام العزيزة والغالية سعيدة من اسهام عملي وفعلي وليس قولاً بلا عمل لارتفع امامنا وفي سماء حياتنا الجبل الشامخ في سماء صحافتنا اليمنية والعربية وهو طود «الأيام» العالي..ولا جدال في ان هناك من يقف بتواضع وأدب جم-كعادتهما - الناشران العزيزان هشام وتمام باشراحيل ومعهما الاسرة المتماسكة لـ«الأيام» بكل اختصاصاتهم ومهامهم الصحفية الجسيمة.
لقد اسعدني الاعزاء هشام وتمام ذات يوم عندما نقلا لي رأي أمنا الغالية والعزيزة سعيدة رحمها الله فيما اكتبه من مقالات وآراء متواضعة في «الأيام» وكان لي الشرف العظيم عندما سمعت منهما أنها كانت تقرأ كتاباتي وتشيد بها كثيراً..فبالقدر الذي اسعدني هذا الاطراء ذات يوم..بقدر ما احزنني وآلمني كثيراً رحيلها المفاجئ..وشعرت وكأنني افقد أمي الثانية للمرة الاخيرة..وأفقد رأيها وملاحظاتها حول كتاباتي..لقد كانت (رحمها الله) صاحبة نظرة بعيدة واحساس مرهف وتجربة عملية طويلة وعميقة ومليئة بالعبر والامثلة في سيرتها العطرة والتي تمثل النموذج الذي يحتذى به كأم صالحة ومظلة واقية لمسار وطريق «الأيام» واسرتها المكافحة وفي مقدمتهم هشام وتمام باشراحيل.
اخيراً وليس بآخر..اننا وان كنا قد بكينا هذا الرحيل المفجع..او تقمصنا رداء الحزن لاطول فترة من حياتنا..فإننا لن نعطيك حقك يا سيدة المدينة الباسلة عدن..ولا يمكن لأحد ان يضع حدودا لمآثرك العظيمة وان اجتهد الكل ..لكن نحن وجميع ابنائك امام المولى عز وجل راضون بقضائه وقدره ..ولا نملك امام قضاء الله وقدره سوى الدعاء والتضرع للمولى عز وجل ان يسكنك فسيح جناته ..ويتغمدك بواسع رحمته ويلهم ابناءك في عدن واليمن الصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون.