المحظة الأخـيـرة .. فاجعة (اللوكيميا) في حضرموت

> علي الكثيري:

>
علي الكثيري
علي الكثيري
انتشر وعلى نحو ماحق في مديرية (الضليعة) - غرب حضرموت - مرض سرطان الدم (اللوكيميا)، حيث أودى حتى الآن بحياة سبعة مواطنين، بينما تفتك أوجاعه القاتلة بحياة عدد آخر من أبناء المنطقة، وهي فاجعة مروعة التي أنتجتها وبشكل كارثي عمليات التلوث الكيميائي التي داهمت الأرض والبشر والشجر والمدر، بفعل الشركات النفطية العاملة هناك، واستهتار و(فوضوية) ما يسمى بـ (شركات الباطن) و(مقاولي الفهلوة)، ممن لا يتورعون عن رمي مخلفات المواد الكيميائية والنفايات السامة والخطيرة على سطح الأرض المأهول، ضاربين عرض الحائط بكل الالتزامات والشروط المفروضة عليهم لتفادي التلويث البيئي دون أن تطالهم قوة القانون وسطوته الرادعة.

ما يدمي القلب - والحال كذلك - أن حكومتنا (الرشيدة) بكل وزاراتها وأجهزتها ومراكز جبروتها، لم يتحرك لها جفن، ولم تهتز لها (شعرة)، من هول ما يمحق بسطاء (الضليعة) وغيرهم من مواطني مناطق عمليات الاستكشاف والإنتاج النفطي في البلاد، إذ تؤكد المذكرات والتقارير الموجهة إليها -أي الحكومة- من الجهات المختصة بمحافظة حضرموت، والمتضمنة ما توافر من تفاصيل ومعلومات عن مأساة التلوث في تلك المنطقة وما نجم عنها من انتشار لذلك المرض الخبيث بين مواطنيها، تؤكد تلك المذكرات والتقارير، أن الحكومة على دراية كاملة بذلك كله، وأن عدم تحركها وفق ما تمليه عليها مسئولياتها، لا يعني سوى ممارسة أفضح أشكال الاستهتار بحياة مواطنيها، وكأني بأبناء تلك المنطقة المغدور بحياتهم، زمرة من (حشرات) الأرض غير المأسوف على بقائها، وغير الجديرة بأي اهتمام، فالوصول إلى النفط وإنتاجه أهم وأثمن مهما تكن التكاليف والخسائر ما دامت لا تمس مصالح ذوي السطوة والنفوذ، ثم إن المحتكرين لتوكيلات الشركات النفطية و(مقاولات الباطن)، والضالعين في ما يجري من عمليات تلويث، هم في الغالب الأعم من (طراز) النافذين الذين يضعون أنفسهم فوق القانون وخارج نطاق المساءلة والمحاسبة، وفي ذلك مكمن المصائب كلها.

لكم الله يا أبناء (الضليعة) ويا أهل حضرموت، فدفق النفط الذي بشّر به أجدادكم وغنى له آباؤكم، حوّل العابثون نعمته إلى نقمة تسحقكم ويلاتها ليل نهار.. لكم الله وكفاكم به وكيلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى