السياسي ونظافته

> «الأيام» عبدالله صالح الدوس / المسيمسر - لحج

> عندما ينتهي المطاف بالسياسي العربي في نهاية رحلته السياسية ويجرد من كل الالقاب والمناصب التي كان يتمرغ في ترابها، يحاول ان يحافظ على شيء من بريقه السابق.. وأمجاده الغابرة فيتشبث بألقابه القديمة مضاف اليها كلمة سابق.. فيصبح الوزير السابق او رئيس الحزب السابق وبعد ان يصبح صاحب سوابق يتخلى عن كل سوابقه الا سابقة المنصب فهي الشيء الوحيد الذي لا يتنكر له مع انه يبدأ في التنكر لكل قراراته السابقة ويقول انها كانت مفروضة عليه بحكم المنصب السابق الا انه يبقى طوال عمره وهو يتمرغ بلقبه السابق.

قد يعمل في أي وظيفة.. او أي مهنة جديدة الا انه يبقى يتوكأ على حكاية السابق هذه التي تعني بالعربي الفصيح انه بلا منصب او انه (خالي شغل) مهما اشتغل.

وهناك نوع آخر من السياسين يحاول بعد ان يفقد المنصب ان يعيش على ريحة المنصب السابق بان يتكسب على ظهر المنصب القديم حتى لا يبقى (عواطلي) بلا منصب وبلا حتى ألقاب. وفي الغرب الوضع مختلف يدخل السياسي بشخصه لا بصفته واذا حمل صفته في المنصب فإنه يتركها مع المنصب ويعود الى بيته بشخصه بلا مناصب او ألقاب وهو تماماً ما حدث مع النائبة الالمانية (ليلو فريدريتس) التي اضطرت بعد فقدها وخسارة حزبها وبالتالي خسارتها لمقعدها في البرلمان ان تعود كما كانت( ليلو) بل انها عادت أسوأ مما كانت فلم تجد لها عملاً سوى ان تعمل منظفة تعيل عائلتها الكبيرة بعد ان كانت إحدى خبيرات الحزب فاضطرت الى تأسيس شركة تنظيف في شخص واحد هو (حضرتها) لتقدم خدماتها الى البيوت المجاورة حسب الطلب بعد ان اصبحت حسب وصفها «سلة مهملات روحية» بسبب اضطرارها يومياً الى سماع معاناة العجائز وتبرمهم من الحياة.

ليلو ظهرت مؤخرا في برنامج سياسي مشهور في ألمانيا واعترفت بأنها تلقت عدة عروض للعمل للاستفادة من موقعها السابق كنائبة الا انها رفضت لأنها تريد ان تحافظ على نظافتها السياسية والاجتماعية حتى لو تطلب الامر ان تبقى طول عمرها منظفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى