بعد الرحيل

> علي حامد السقاف:

>
(1)

على جناح الحلم ومضة، أتيت أنت تقارع الزمان ْ

تناجز الليالي السوداء تدحر الهموم العاصفهْ

تقرع أجراس البشارة الوارفهْ

مشيت ساحات الهموم، نوحنا الجديدْ

مددت مشعلاً سفينة النجاة، حين كان

الملح، يأكل الجفون والعقول، يدفعنا

بعداً سحيقاً إلى انعكاسات المرايا الواقفهْ،

أدمعاً تموت خائفهْ

(2)

أي نجم قد هوى يا موطني

أخلص الحب وجافاه الحبيبْ

يا بن عبدالله كم علمتنا

نزرع الآمال في القفر الجديبْ

يا بن عبدالله كم أسقيتنا

دفقات الضوء في حلك الخطوبْ

يابن عبدالله كم أسعفتنا

أيها الآسي ويا نعم الطبيبْ

(3)

وأتيك اليوم، غداً وبعد غد

تخرج من بين الشواطئ والنخيل

تسافر الأطفال في عينيك

وترقص الأقمار في كفيك

تلثم نسغ الزهر، وردة الحياهْ

لا تعرف اهتزازات الصدى أو تلون المدى،

أو تتكئ كليلهم ذاك الثقيل ْ

على وسائد المحال، تمضغ قات المستحيلْ

(4)

أيها الراحل في دمي أسى

لم غادرت وفي النفسِ ندوبْ

كربلاء تصطفينا كل يوم

ويزيدٌ يتمشّى في الدروب

وأرى الحجاج في سادية

يشنق الفجر ويجتاح الغروب

كلنا في عُرفه أصل البلا

حمم الشر، وبركان الذنوب

تهمٌ نستافها كرهاً وغضباً

وهي حبلى بعجابٍ وعجيب ْ

(5)

سافرنا إلى بدايات الرحيل

نطهر الأبدان والأحلام والرؤى من درن ِ

الطحالب المميت، نغلق المنافي.

عدنا كأيوبَ بعد التعافي

نجلد ما عشش دهراً في فضائنا الجميلْ

(6)

أنا لن أبكيه آزال ولكنْ

أبكي أحلاماً تولت لن تؤوبْ

أنا لن أبكيه آزال ولكن

أبكي حلماً ضاع في الدنيا غريبْ

مزقاً أصح ينعى حظه

يلعن الألفاظ في فم الخطيبْ

(7)

عمر! عمر

أشمّ عبير الحياة وتزهو الحروف ويهطلُ ما بيننا يا حبيبي المطر.

(8)

تهمٌ وفي عنفوان الصهير، تطهره جرحنا المزمنا

وتنقض ما قعّد الغابرون، لعل علاجاً له ممكن وتبعث ما قد خبا في الصدور، فما أصعب البعث بعد الفنا

(9)

عمر! عمر!

وتأتي بقيثارها زهرة البن، بنت القمرْ تبشر أن الدهور طيور وأرجوحة ناعمهْ وأيام سحر توشوشنا بالذي نرتجيه، لقاء، عناقاً، ويتنفض عنا غبار السفر

فأضحك مستبشراً، عمرٌ

عمرٌ

عمرْ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى