العراق....الدولة الملعونة

> بغداد «الأيام» كلوديا بارسنز:

>
صدام حسين في شبابه
صدام حسين في شبابه
حين استيقظ علي محمد على أصوات دوي إطلاق النيران احتفالا بإعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين فكر في دروس التاريخ حيث لا ينزع الحكام في بلاده الى أن يموتوا في أسرتهم في هدوء.

وقال علي (25 عاما) وهو طالب من مدينة الديوانية بجنوب العراق "حين أدركت أن صدام أعدم كنت في غاية السعادة.

"ظللت أشاهد التلفزيون وخطر لي أن نهاية كل رئيس في العراق اما الإعدام او الاغتيال.وهذا أمر مزعج."

وفي منطقة نادرا ما تتداول فيها السلطة من خلال الانتخابات ثبت أن حكم العراق ينطوي على خطورة.

كان العراق فيما سبق جزءا من الإمبراطورية العثمانية ثم جعلت بريطانيا منه دولة بعد الحرب العالمية الأولى وحكمه ملوك مدعومون من بريطانيا الى أن قام انقلاب عسكري عام 1958 قتل فيه الملك.

ثم أطيح بالعميد عبد الكريم قاسم الذي قام بالانقلاب وقتل في عام 1963. وخلفه عبد السلام محمد عارف عندما أصبح رئيسا بعد انقلاب عام 1963 وسجن حلفاءه البعثيين السابقين ومنهم صدام بعد أشهر من استيلائه على السلطة.

توفي في حادث تحطم طائرة عام 1966. ثم خلفه شقيقه عبد الرحمن محمد عارف غير أنه أطيح به في انقلاب لحزب البعث في 20 يوليو عام 1968 ونفي.

ثم خلفه الرئيس أحمد حسن البكر الذي استقال بعد ان طغى عليه قريبه صدام في السبعينات وأجبره على التنحي جانبا رسميا عام 1979 حينها أصبح صدام رئيس البلاد رسميا مما أضفى صفة رسمية على السيطرة التي كان صدام قد استولى عليها بالفعل وتوفي البكر في ظروف مريبة بعد ذلك بثلاث سنوات مما أثار تكهنات بأن خليفته سممه.

وقال توبي دودج وهو خبير في الشؤون العراقية بجامعة كوين ميري بلندن "اذا فكرت في عام 58 و68 و79 تستطيع الآن أن تضم 2006 الى هذه القائمة... محاكمة استعراضية دعائية وإعدام سريع وزعم بأن هذا يمثل خطا فاصلا في تاريخ العراق."

كان صدام قريبا من دائرة منفذي الاغتيالات فحين كان شابا أطلق الرصاص بنفسه على قاسم في عام 1959 في محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم آنذاك.

وحين أصبح صدام رئيسا اتخذ احتياطات محكمة منها استخدام بدلاء يشبهونه.

وكانت الجرائم التي أدين بها وأدت الى إعدامه عمليات انتقامية بسبب تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1982. ويقول أثير عبد الله (43 عاما) وهو رجل أعمال إن العراق الذي يمتلك ثالث اكبر احتياطي للنفط في العالم ونهرين كبيرين كان يجب أن يكون دولة تنعم بالرخاء لكنه بدد ثرواته الطبيعية. وأضاف اثناء انتظاره في مطار بغداد ليستقل طائرة الى الأردن حيث يعيش الآن "إنها دولة ملعونة وتاريخها ملعون." ومضى يقول "إنها دولة يفر ثلثا سكانها مع كل تغيير للنظام اما البقية فإما يودعون في السجون أو يقتلون أو يعيشون في بؤس." وتعززت سلطة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الهشة بين الشيعة الذين ينتمي اليهم بعد أن ضغط لتنفيذ حكم الإعدام في صدام بعد أربعة ايام فقط من تأييد محكمة التمييز العراقية حكم الاعدام الصادر ضده لادانته بقتل وتعذيب مواطنين شيعة.

لكن كثيرين من العرب السنة ومن فريق الدفاع عن صدام اتهموا المالكي بالتدخل سياسيا في المحاكمة التي انتقدتها أيضا جماعات دولية مدافعة عن حقوق الانسان ووصفتها بأنها غير نزيهة.

وربما يذكي تسجيل فيديو نشر على الإنترنت المشاعر الطائفية التي دفعت العراق نحو حرب أهلية منذ أطاحت القوات الامريكية بصدام عام 2003 فقد ظهر فيه مسؤولون شيعة يوبخون صدام ويشمتون فيه وهو واقف على منصة الإعدام يوم السبت.

وعرض التلفزيون العراقي الحكومي فيلما لصدام وهو يستعد للموت لكنه لم يعرض لحظة الوفاة.

غير أن التسجيل الكامل نشر على شبكة الإنترنت.

وقال دودج إن عرض الإعدام "يتفق مع منطق وحشي استخدمه صدام حسين نفسه." وأضاف "هذه ليست حتى عدالة المنتصر بل إنه استعراض ينم عن تباه لا يصدر الا من حكومة لا تشعر بالأمان." ووسط تقارير تفيد بأن صبر داعميه الأمريكيين بدأ ينفد نفى المالكي تكهنات شعبية بانقلاب وقال إن استبداله سيكون من الحماقة.

وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد قال إن غزو العراق جزء من هدف أوسع لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ورحب بالانتخابات التي جرت في العراق عام 2005 باعتبارها بداية حقبة جديدة.

لكن أرقام الأمم المتحدة تظهر أن أكثر من ثلاثة آلاف مدني يقتلون شهريا في أعمال عنف طائفي متصاعد.

وتوعد بعض المعزين عند قبر صدام بالانتقام.

وسببت مشاهد الإعدام حالة من عدم الارتياح حتى في مناطق مثل اربيل وهي مدينة كردية كان لسكانها الذين قمعهم وهاجمهم صدام كل الحق في الاحتفال.

وقالت سارة بابان (35 عاما) "هذا أظهر أنه ما زالت لدينا ثقافة الانتقام في العراق...أعادت للأذهان مشاهد إعدام مسؤولين عراقيين على مر السنين." رويترز...شارك في التغطية ديفيد كاتلر في لندن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى