> «الأيام الرياضي» محمد سعيد سالم:

منتخبنا الوطني
منتخبنا الوطني
صورة المنتخبات عند طلال الفهد .. بالنظر الى صورة المنتخبات الخليجية المشاركة يمكن قياس التحدي الذي ينتظر منتخبنا الوطني وأبسط صورة للمنتخبات أضعها من خلال كلمات قالها الشيخ طلال الفهد، رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية لدى وجوده ضمن فعاليات دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في قطر مؤخرا قال:

«إن قطر ليست مرشحة للفوز باللقب الخليجي القادم لأنها لا تستطيع ان تفوز باللقب خارج ارضها، وعندما فازت باللقب مرتين كان ذلك على ارضها وامام جمهورها»، وأكد ان البحرين ليس لها جيل جديد يعزز من فرصتها ، بعد أن تضاءلت فرصة الجيل الحالي من اللاعبين ، وعن الإمارات أشار بأن فرصتها بالفوز باللقب هذه المرة، واذا عجزت فلن تحصل على فرصة مماثلة قبل ست سنوات من الآن، وان العراق ستعود بقوة ولكن فرصتها الحقيقية ليست الآن.

ولكن ربما بعد عامين.. وأن المنتخبات المرشحة للفوز باللقب في هذه المرحلة هي : السعودية أو الكويت وخص السعودية بالافضلية لانها- كما قال- مرشح اول ودائما في المقدمة ولم يضع عمان في خانة جيدة، عندما قال :

إنها في حالة تراجع وقد لاتحقق الإبهار الذي حدث في البطولة الماضية وعندما تحدث عن منتخبنا الوطني قال :أتمنى ان تتطور الكرة اليمنية أكثر فأكثر".

مرتبة الكرة اليمنية

> هنا لابد أن نتوقف قليلا وبشيء من التركيز: كيف يمكن تفسير عبارة (أتمنى أن تتطور الكرة اليمنية أكثر فأكثر) مع اقتراب الاستحقاق الخليجي الـ 18؟ وهل يعني ذلك ان القناعة السائدة والراسخة لدى المنتخبات الخليجية عن الكرة اليمنية أنها في آخر القائمة وان لاخوف من مباريات المنتخب اليمني على الفرق التي تشاركه المجموعة الاولى وهي الكويت، الامارات، وعمان.

- في اعتقادي ان هذا التفسير هو الصحيح والوحيد فالكرة اليمنية وفقا لتقييم المسؤول الكويتي تعني هذه الحقيقة الذي يؤكدها- ايضا- نتائج الفرق الوطنية في السنوات الاخيرة، ومباريات المنتخب في بطولتي الخليج الماضيتين،إذن فترتيبات الكرة اليمنية واستعداد المنتخب يجريان في ظل هذه النظرة عن واقع اللعبة وعن كفاءتها وقدرتها التنافسية ولهذا الامر اهمية ونحن نتهيأ للانتقال الى ملاعب الامارات.

أسوأ مرحلة منذ المشكلات

> والآن نعود إلى ما يخصنا ونحن على الطريق إلى كاس الخليج الـ 18، إذ لابد من معرفة وضع المنتخب من مختلف الزوايا وإلى الامكانية التي يمكن من خلالها الوصول الى درجة من الكفاءة والجاهزية تكون مقدمة لتغيير الصورة والقناعة الراسخة عن الكرة اليمنية سواء على ملاعب الخليج او غيرها، وفي هذا الاتجاه علينا - جميعا- الاعتراف بأن الكرة اليمنية تمر في مرحلة من أسوأ مراحلها وأدق منعطفاتها، وكلنا يعلم الاسباب منذ بطولة الخليج التي جرت في الكويت في اول مشاركة ثم تداعياتها والتجاذبات (القاسية) بين الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة وصولا الى التدويل والعقوبات حتى حدثت الانفراجة قبل عام من الآن بعد الانتخابات التي اشرف عليها التحاد الاسيوي AFC والدولي FIFA بالتعاون والتفاهم مع وزارة الشباب والرياضة وجهود الاستاذ الوزير الاكوع من منطلق حرص جماعي على سمعة الرياضة اليمنية ومستقبل الكرة اليمنية.

تجربة الاتحاد والعلاقة مع الوزارة

> اليوم لدينا اتحاد يرأسه رجل يحب الرياضة والناس رجل الاعمال المعروف الداعم الشيخ أحمد صالح العيسي ويضم الاتحاد مجموعة من الشخصيات المماثلة والرياضيين وقد ولد هذا الاتحاد وسط انتقادات كثيفة، ومن عدد غير قليل من الاعلاميين والرياضيين بسبب عدم وجود العدد الكافي من الكفاءات في مجلس إدارته ولجانه العاملة وبسبب بدء عمله مع عدد من مشكلات اللعبة والاندية واستمرار جوانب من ازمة الثقة بينه وبين الوزارة حتى اظهر رئيس الاتحاد وجهود عدد من رجاله نوايا إيجابية للبحث عن مخارج لعدد من المشكلات والآليات المتعلقة بتطور اللعبة ومسيرتها المستقبلية.

> الشيخ أحمد العيسي أظهر تواضعا كبيرا وهو جزء مما يتصف به من نبل أخلاق وإنسانية وهكذا بعض رجال وقيادات الاتحاد وحدث انفتاح صادق نحو قيادة وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية بقيادة الوزير الاكوع ،كما أفاد في اكثر من لقاء رئيس الاتحاد ونائبه الشيخ حسين الشريف وعضو الإتحاد الشيخ سالم عزان وآخرون وقد حدث انفتاح نبيل نحو بعض الكفاءات مثل د. عزام خليفة خبير الكرة الاول في بلادنا وعدد غير قليل من الاعلاميين الذين يشكلون ركيزة من ركائز اللعبة وتطورها المهني والنوعي .. هذا الانفتاح له اهمية كبيرة في تهيئة الظروف امام مستقبل الكرة اليمنية لتحقيق عوامل نقلة نوعية الى الافضل ولو بصورة تدريجية وكلنا يتذكر الى عهد قريب كيف حقق التعاون الرائع بين الوزارة بقيادة الوزير الاكوع واتحاد الكرة حينها بقيادة الاستاذ محمد القاضي مع الدعم السياسي المباشر من الرئيس علي عبدالله صالح وباقي مكونات القيادة السياسية والمساندة الشعبية والاعلامية الواسعة، عوامل طفرة لتصل الكرة اليمنية الى العالمية من خلال منتخب الناشئين عندما احرز مركز وصيف اسيا ولعب في نهائيات كأس العالم في فنلندا عام 2003م .. ونحن بحاجة الى مثل هذا الاستقرار في العلاقة بين الوزارة واتحاد الكرة والى تنامي التعاون بينهما وعلينا ان نستفيد قدر الامكان من رغبة الوزير الاكوع في تحقيق هذا الهدف، والرغبة المقابلة من الرجل الداعم الشيخ احمد العيسي الذي اكد انه سيعمل بكل جهده مع المخلصين لوضع (بصمة) في مسيرة الكرة اليمنية قبل نهاية الفترة الشرعية للاتحاد المنتخب!!

> يمكن البحث طويلا في وسط هذه الرغبات المتبادلة وكيفية رسم الاسس والسبل التي ستمنح اتحاد الكرة القوة اللازمة لوضع (بصمات) على ملامح ومستقبل الكرة اليمنية ولكن ليس هذا هو المكان ولا الزمان .. ربما في فرصة مناسبة قادمة ان شاء الله.

المنتخب الحالي والخروج من ثقافة الهزيمة

> نعود الى المنتخب وخليجي18..المنتخب اليوم يضم تشكيلة حديثة على أنقاض المنتخب السابق الذي عانى من آثار المشكلات والزلازل السابقة في واقع اللعبة، وفقد القدرة على النطق على ملاعب التنافس الكروي في مختلف الاستحقاقات وقامت مختلف استعداداته وجاهزيته على مفردات ثقافة الخوف والهزيمة حتى أنه لم يكن يلعب لتسجيل اهداف أو لتحقيق ندية ومجاراة للخصم على ارض الملعب، كان يلعب المنتخب لتقليل عدد الاهداف وهو صلب ثقافة الهزيمة التي تبدأ قبل المباراة، ومنتخب في مثل هذه الظروف وهذا الواقع لا يمكن أن يتطور وعندما يفوز سيفوز على منتخب أسوأ منه!

> المنتخب الحالي هو (حصيلة اولية) لعمل الخبير الكروي العربي المصري المعروف محسن صالح الذي استقدمه اتحاد الكرة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ليبدأ صياغة معادلة جديدة لبناء المنتخب.

محطة المنتخب في تصفية كأس العرب

> المشكلة هنا ان المدرب محسن صالح وقع عقده مع الاتحاد بعد نهاية الدوري العام لكرة القدم وهذا حرمه من فرصة معرفة أوسع لعدد من اللاعبين لاختيار افضل تشكيلة للمنتخب فاكتفى بمباريات الكأس وعددها قليل وترشيحات عدد من مدربي اللعبة لمن يفترض ان يكونوا افضل اللاعبين ، وبهذه الآلية المتاحة تم تشكيل المنتخب الجديد (الحالي)..ولم يحصل المنتخب على معسكرات إعداد كافية لضيق الوقت ودخل معسكرا محليا لأنه كان على ابواب استحقاق تصفية المجموعة الاولى من بطولة كأس العرب التي استضفناها في صنعاء منذ ايام، ولكننا للامانة لمسنا حرصا ملموسا من لجنة المنتخبات على مساعدة المدرب والمنتخب للحصول على افضل ظروف للاعداد البدني والفني للاعبين .. ووزارة الشباب والرياضة تستجيب ومع ذلك لابد من التسليم بالامور التالية:

(1) فترة الاعداد لم تكن تكفي لاستحقاقات تصفية كأس العرب.

(2) لايمكن الحكم على نتائج عمل الخبير المصري محسن صالح خلال هذه الفترة.

(3) مستوى منتخب جزر القمر وجيبوتي كان عاملا ضروريا لحصول منتخبنا على شعور نسبي بالثقة على ارض الملعب ولمساعدة الجهاز الفني على تهيئة ظروف المرحلة التالية نحو كأس الخليج في مناخ نفسي أفضل بفعل تأثير فوز المنتخب والتأهل عن المجموعة الاولى.

(4) لابد من وضع المنتخب امام شعور جديد بالواجب المقبل على ملاعب كأس الخليج وما يتطلبه من جرعات اعداد بدني وفني اكثر قوة مع مصاحبة ضرورية لاعداد نفسي مواز لم يعرفه اللاعبون من قبل في منتخباتنا الوطنية.

المرحلة الفاصلة قبل كأس الخليج

> طبعا تشكيلة المنتخب لن تتوقف على القائمة الحالية فلابد من تطوير وتعزيز لخطوط الفريق ومراكزه والوصول الى رؤية نهائية في التشكيلة الاساسية التي ستخوض استحقاق كأس الخليج في الامارات، لذلك من الاكيد ان تكون قد تمت عملية تقييم لنتائج تصفية كأس العرب وخلص الجهاز الفني الى معرفة مستويات اللاعبين وكفاءة كل واحد منهم وافضليته للتشكيلة الأساسية وما يترتب على ذلك من برنامج المرحلة التالية على مستوى المعسكر الإعدادي والمباريات التجريبية الكافية للحصول على خلاصة نهائية حول جاهزية المنتخب والتشكيلة المثلى والطريقة التي يمكن ان يلعب بها في كأس الخليج.

سبل ضرورية قبل لقاء منتخبات الخليج

> نقف الآن لنعرف وضع مجموعتنا في خليجي 18 .. المجموعة الاولى هي: الكويت، الامارات، عمان.. وفقا لقناعات وتقييم الاشقاء في المنتخبات الخليجية نحن فريق نتائجه (مضمونة) لصالح فرق المجموعة، فهل نستطيع نحن ان نجعل من هذا الامر (نقطة قوة) لصالحنا؟ ربما!! ولكن يحتاج الامر الى شروط اخرى مثل:

(1) تقييم مستوى كل منتخب في المجموعة ومعرفة نقاط الضعف والقوة لديه.

(2) اختيار الطريقة (الواقعية) المناسبة لجاهزية لاعبي منتخبنا وقدراتهم للعب أمام كل منتخب .. وسيكون- في تصوري- مفيدا لو ان للجهاز الفني خيارات لاكثر من 11 لاعبا في التشكيلة الاساسية اذا احتاج الأمر التغيير فيها بما يتناسب مع كل مباراة لإسقاط ورقة (قراءة ) منتخبنا بعد أول مباراة وكل مباراة.

خيارات حاسمة لإعلاء الروح المعنوية للمنتخب

هناك عوامل بالغة الاهمية قبل وفي أثناء استحقاقات منافسات كأس الخليج أهمها:

(1) أن يواكب اعداد المنتخب نشاط اعلامي داعم ومساند لإذكاء الروح المعنوية للاعبين وزيادة معدل جذوة الاداء الكفاحي الرجولي في اوساط المنتخب ووقف كل نشاط اعلامي قد يكون سببا في اضعاف الروح المعنوية للاعبين التي تشكل خيارا ضروريا يسد النقص في فترة اعداد المنتخب وقلة خبرة بعض لاعبيه على المستوى الدولي، حتى يعود المنتخب.

(2) ان يعد الجهاز الفني واتحاد الكرة (افكارا وبرامج) لوضع لاعبي المنتخب في حالة من الوعي الفني والنفسي والذهني بكيفية (رد الفعل) واللعب عندما : يسجل منتخبنا الهدف الاول في المباراة .. عندما يدخل الهدف الاول في مرمانا .. عندما لا يسجل احد الطرفين اي اهداف خلال وقت المباراة .. والحالات المشابهة لذلك.

فقد اثبتت تجربة المنتخبات الوطنية السابقة وجود خلل كبير في (رد فعل) اللاعبين وقوة ادائهم في المباراة فإما أنهم يشعرون بالاكتفاء اذا سجلنا الهدف الاول ،فيحدث تراخ يستغله المنافس ،أو يحدث إحباط ،ويشعر اللاعبون أن مهمتهم انتهت اذا سجل الخصم الهدف الاول في المباراة ،فيكون ذلك سببا لأهداف أكثر والعودة إلى دائرة (ثقافة الهزيمة).

شعار: افضلية نسبية .. لا للمركز الاخير

> مشاركتنا القادمة في كأس الخليج لا تعني المبالغة في تصور النتائج المذهلة فالمرحلة مرحلة (اعادة بناء) .. في رأيي أنها من تحت الصفر ، لكن ذلك لا يعني ان نذهب ونحن نرفع (الراية البيضاء) ،ثم نطلب من الجميع الا يطلق (النار الكروي) علينا .

> لابد أن نقول كلمة!! ولو أنصف الجميع، لقلنا ان علينا ان نظهر افضلية في الاداء الكروي اليمني بالقياس على واقعه الضعيف وعلى الذكريات الحزينة في المشاركتين السابقتين في كأس الخليج، وعلى الأقل أن نقدم أداء فيه ندية وروح هجومية وأن لا نكرر (شعور المنافسين) بأننا الأحق بالمركز الاخير.

اللاعبون.. فرسان الدفاع عن سمعة الكرة اليمنية

> على الطريق الى خليجي 18 بالامارات اقول كلمات الى لاعبي المنتخب: «انتم فرسان التحدي، وعليكم الدفاع عن سمعتكم الشخصية على ملاعب البطولة الخليجية، فمن هناك يقرر كل لاعب في المنتخب مستوى موهبته، وسعره ، وإخلاصه لوطنه واهله، ويمكن ان تكون بيده فرصة لدخول تاريخ الكرة اليمنية بالاداء الجميل والقوي وفقا للقانون ،والتركيز على مهمة تحقيق وحدة الاداء والترابط بين خطوط الفريق».

كل لاعب يستطيع ان يتجاوز الشعور بالرهبة من المواجهة في مباراة دولية ، فالعملية سلسة وسهلة واللاعب المنافس هو رجل يماثلك، وعلى قدر التزامك توجيهات الجهاز الفني وإرادتك العالية للبقاء بروح التحدي حتى آخر صافرة لحكم المباراة مع التقليل قدر الامكان من اخطاء اللعب والتمرير والتحرك والتسديد دون استكمال صورة الثقة بالنجاح والاجادة .

بكل ذلك تستطيع ان تهزم الرجل الذي امامك او تجبره على التراجع.

نعقلها ونتوكل على الله

> والآن بعد كل ذلك فليعقلها كل واحد منا ويتوكل على الله وإلى خليجي أفضل للكرة اليمنية إن شاء الله.