> بيروت «الأيام» يارا بيومي :

انتقد وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمس الأحد خطط الاتحاد العمالي العام لتنظيم اعتصام هذا الأسبوع احتجاجا على اصلاحات ضريبية على اعتبار أنها ستلحق مزيدا من الضرر بالاقتصاد الذي مزقته الحرب بين إسرائيل وحزب الله الصيف الماضي.

ودعا الاتحاد العمالي العام في لبنان الذي تدعمه المعارضة يوم أمس الأول السبت العمال والطلبة والشبان العاطلين والعاملين والمزارعين والسائقين والمواطنين محدودي الدخل إلى المشاركة في الاعتصام الذي يبدأ يوم غداً الثلاثاء أمام مكتب لوزارة المالية في بيروت للاحتجاج على برنامج رئيس الوزراء فؤاد السنيورة للاصلاح الاقتصادي.

وقال رئيس الاتحاد إن الاعتصام هو الخطوة الأولى ضمن اجراءات قد تتصاعد إلى إضراب عام.

وسئل الوزير سامي حداد لماذا في رأيه أثار الاتحاد العمالي معارضته لبرنامج الاصلاح الآن فأجاب قائلا "لأسباب سياسية." وأضاف أن برنامج الاصلاحات لا ينطوي على الاستغناء عن أي وظائف ولا فرض أي ضرائب جديدة هذا العام.

وتأتي دعوة الاتحاد للاعتصام في إطار مساعي المعارضة بقيادة حزب الله تصعيد حملة الاحتجاجات في محاولة للإطاحة بالحكومة.

وكشفت الحكومة اللبنانية عن إصلاحات اقتصادية تعتزم تقديمها إلى مؤتمر للدول المانحة يعقد في باريس هذا الشهر وتأمل بيروت أن تحصل على مساعدات مالية لاقتصادها المتضرر من آثار الحرب بين إسرائيل وحزب الله في يوليو تموز وأغسطس آب الماضيين.

وقال حداد إن برنامج الاصلاح هو برنامج الجميع وليس برنامج الأغلبية في مواجهة المعارضة.

وتشمل خطة الحكومة إصلاحات ضريبية ورفع معدلات ضريبة القيمة المضافة وبيع حصة أغلبية في شركات قطاع اتصالات الهاتف المحمول أو بيعها بالكامل بحلول الربع الثاني من 2007.

لكن الاتحاد العمالي يقول إنه يعارض زيادات ضريبية وجهودا للخصخصة من شأنها سلب حقوق العمال والموظفين ضمن أهداف أخرى,لكن حداد أكد أنه لا زيادات ضريبية قبل عام 2008.

وأضاف أن البرنامج يهدف إلى ايجاد آلاف الوظائف لاسيما في قطاع الاتصالات موضحا أن خصخصة قطاع الاتصالات لن يترتب عليها فقدان وظائف على الاطلاق.

وتقدم الخطة التي تستهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتخفيف عبء الدين العام الكبير إلى مؤتمر "باريس 3" للدول المانحة المقرر عقده في 25 يناير كانون الثاني الجاري.

وأقام المحتجون خياما أمام مكتب السنيورة في وسط بيروت منذ أول ديسمبر كانون الأول الماضي في محاولة لإجباره على منح المعارضة سلطة الاعتراض في حكومة وحدة وطنية أو الدعوة لانتخابات.

ويقاوم السنيورة الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة والسعودية مطالب المعارضة,وأثارت الأزمة الناشبة مخاوف من تأجيل أو الغاء مؤتمر المساعدة.

ومن جانبه حذر سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل المناهضة لسوريا التي تتمتع بأغلبية في البرلمان ومجلس الوزراء من التداعيات السلبية للتصعيد الأخير ودعا في بيان أصدره مكتبه اللبنانيين إلى الوحدة والالتفاف حول "الأهداف النبيلة لمؤتمر باريس 3".

وقال وزير الخارجية الفرنسي إن المانحين الدولين لم يعدلوا خططهم لمساعدة لبنان رغم الأزمة السياسية,وقال حداد إن لبنان بحاجة ماسة إلى المؤتمر مضيفا أن التأجيل لم يعد خيارا مطروحا. رويترز