الشباب في عالم اليوم

> عمر محمد بن حليس:

>
عمر محمد بن حليس
عمر محمد بن حليس
إننا في حاجة إلى إعادة صياغة الوعي الثقافي لشبابنا، في ظل التطورات التي يشهدها عالم اليوم الزاخر بالفضائيات والإنترنت - كأحدث طريقة في نقل المعلومات لمختلف مجالات العلوم، أو التأثيرات والإغراءات التي تتنازع (الشباب) وتلهيهم أو تبعدم عن الطريق والثقافة التي يجب أن يكونوا فيها وعليها.

والحقيقة أن مقصدي هو الخروج من دائرة فرض الثقافة الواحدة التي هي ربما سبب في إبقاء بعض الشباب على عقلية واحدة لا تقبل بالآخر أو لا تقر به أو تستوعبه.

وأعتقد أن تأثير بعض الآباء هو الذي ولّد هذا الشعور ونماه ربما خوفاً من المجاهرة بالحقيقة أو التوجس من نتائج قولها أو حتى مجرد توضيحها لأن ذلك يتعارض مع ما يحملونه من أفكار.

لذلك نرى أن بعض الشباب للاسف لا يزالون يعيشون في جلابيب آبائهم حتى بين أولئك الذين سمحت لهم الظروف الخروج لتلقي دراساتهم الجامعية خارج البلد فبدلاً من أن يستفيدوا من تجارب شعوب تلك الدول التي تعلموا وتخرجوا في جامعاتها ومعاهدها والتأثر بالقيم والأخلاق التي تنسجم مع أرضية البلاد ونفوس العباد ولا تتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا نجد بعضهم وقد عاد كما ذهب خالي الوفاض إلا من شهادة علمية وكأن العلم وتحصيله والتفوق فيه يسير بمعزل عن رفع المستوى الثقافي والاجتماعي والقدرة على التأثر والتأثير في المجتمع.. وهذا هو الخطأ بعينه.

إذن وبحكم أننا نعيش حراكاً اجتماعياً وحالة تغيير مستمرة فمن الواجب أن نلتفت إلى من هم عماد المستقبل ويجب ألا تشغلنا المتغيرات الجارية والأحداث المتسارعة عن الواجب الذي من المفترض أن يعطى للشباب.

ومما لا شك فيه أن الدور الرئيس يقع على الأسرة فالمدرسة وكذا الأندية الرياضية ثم يأتي دور المنظمات الشبابية والاتحادات الثقافية والأبداعية والمهنية، كما يجب ألا نغفل دور أئمة وخطباء المساجد فبخطبهم تلك يحاكون العقل والروح ومن المهم أن يكون التركيز فيها إلى جانب الوعظ والإرشاد والنصح في الدين واتباع الوسطية والاعتدال، على مهام العمل وكيفية قضاء أوقات الفراغ ولعب الدور الإيجابي في المجتمع بغية بنائه وتطويره وتقدمه والعمل على خدمة مصالحه.

لذلك فالمسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع ولا يعفى منها أحد ما دمنا متفقين على قواسم وثوابت واحدة يأتي في مقدمتها الحفاظ على عقيدتنا ووحدتنا الوطنية ثم نجعل من الانتساب لهذا الوطن وتقدمه ونمائه وأمنه واستقراره ووحدته هو القاسم المشترك للعمل مع الشباب.

ووقتئذ إن شاء الله تعالى ستكون جوانب التغيير يانعة الثمار تؤتي أكلها على النحو الذي ننشده ونتوق إليه.

أما عدا ذلك فستكون النتيجة على خلاف ما نسعى ونطمح إليه بل وستكون ذات مردود سلبي قد يصعب التعامل معه في لحظة ما.

ولدينا الكثير من الدلائل التي تبين لنا أن العمل بين الشباب ومعهم إذا لم يحسن الاختيار لخطابه تكون الحصيلة سلبية تعكس التوقعات!

وأخيراً يمكن القول إنه من الضروري تنويع التكتيك للعمل مع الشباب وبينهم وبشرط ألا يؤثر ذلك في الاستراتيجية المرسومة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى