زوج ابنة برزان يصف من صنعاء عملية الإعدام بالانتقامية .. انفصال رأس برزان يثير تساؤلات عن عملية الاعدام

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
أثناء اقتياد برزان التكريتي إلى المحكمة في قضية الدجيل في 28 فبراير 2005
أثناء اقتياد برزان التكريتي إلى المحكمة في قضية الدجيل في 28 فبراير 2005
أثار الإعلان عن انفصال رأس برزان إبراهيم التكريتى الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل صدام حسين لحظة إعدامه فجر أمس الإثنين شكوكا حول الطريقة التى توختها حكومة المالكي لقتله مع عواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة فى الثمانينات.

وأعربت هيئة علماء المسلمين، أحد أكبر تنظيمات العرب السنة فى العراق، عن شكوكها فى أسباب انفصال رأس برزان التكريتي، وقال المتحدث باسم الهيئة محمد بشار الفيضي فى تصريحات فى عمان إنه "رغم ان موضوع انفصال رأس برزان عن جسده لحظة إعدامه امر متروك البحث فيه لأصحاب الاختصاص إلا أن حدوث هذا الامر يثير الريبة ويدعو للشك فى أسباب حدوثه، فالإعدام شنقاً لا يؤدى عادة لحدوث مثل هذا الامر".

وأشار الفيضي إلى أن تنفيذ الإعدام بحق التكريتي والبندر لا يختلف عن الإعدام السابق للرئيس صدام فقد تم بنفس المنهجية، مؤكدا أن الهيئة تشتبه في أن يكون ذلك عملا انتقاميا له دوافع سياسية.

وفى السياق ذاته قال خبير أردني في الطب الشرعي إن انفصال الرأس عن جسد الشخص لحظة إعدامه بحبل المشنقة أمر يمكن حدوثه اذا كان الإعدام قد نفذ بطريقة رديئة.

وقال مدير المركز الوطني الاردني للطب الشرعى مؤمن الحديد إنه " يمكن ان يحدثا انفصال للرأس عن الجسد اذا نفذ الإعدام بطريقة رديئة أو إذا كان حبل المشنقة سيٌء أو أن منفذي عملية الشنق عديمي الخبرة".

وقال الخبير الأردني "يبدو ان ما جرى اليوم هو حالة إعدام رديئة، موضحاً ان هناك مواصفات عالمية ينبغي توفرها فى الحبل الذى ينفذ به الإعدام تضعها جهات محددة ومن هذه المواصفات عدم وجود نتوء فيه أو بروز، وان يسمح مقاس الحبل بسقوط المحكوم بالإعدام بمسافة متر ونصف فقط وان توضع عقدة الحبل فى مكان محدد في الرقبة.

وكان متحدث باسم حكومة جواد المالكي علي الدباغ قد أكد نبأ إعدام برزان والبندر، وجاء ذلك بعد 17 يوما من إعدام الرئيس صدام حسين فى مشهد مضطرب أثار جدلا عالميا لما أثاره من تشف وحقد لوحظ عند فرقة الموت التابعة للحكومة ونفذت فيه حكم الإعدام.

وتم تنفيذ حكم الاعدام بالرغم من مناشدة العديد من الجهات الدولية بوقف التنفيذ شملت الامين العام للامم المتحدة بان كى مون والاتحاد الاوروبي وجماعات لحقوق الانسان حيث شككوا فى نزاهة المحاكمة.

وكانت أحكام الاعدام قد صدرت بحق صدام والتكريتي والبندر فى قضية "الدجيل" بعدما زعمت المحكمة التي رأسها قاض كردي برفقة مدع عام من الشيعة أن الثلاثة "أدينوا" بقتل 148 شيعيا فى قرية "الدجيل" إثر محاولة فاشلة لاغتيال صدام حسين عام 1982، إبان الحرب العراقية الإيرانية.

وأعدم صدام فى 30 ديسمبر الذى صادف أول أيام عيد الاضحى وذلك بعد أربعة أيام من إقرار "محكمة التمييز" لحكم الاعدام الصادر ضده.

في هذه الأثناء اكد احد اعضاء فريق الدفاع عن الرئيس الراحل صدام حسين ومساعديه انه التقى برزان التكريتي وعواد البندر قبل يومين وانه لم يبلغ بموعد تنفيذ حكم الاعدام.

وأبلغ المحامي الاردني عصام الغزاوي وكالة الصحافة الفرنسية "كنا في بغداد الجمعة اى قبل يومين والتقينا ببرزان والبندر ولم يبلغنا احد بموعد تنفيذ حكم الاعدام مع اننا طلبنا حضور ممثل عنا التنفيذ".

واضاف حتى ان المحامي بدر ابن عواد البندر موجود حاليا فى المنطقة الخضراء في بغداد من اجل متابعة الاجراءات القانونية"، وتابع الغزاوي لقد تفاجأنا بنبأ تنفيذ الحكم".

وكان المحامي بديع عارف أحد أعضاء فريق الدفاع فى قضية "الدجيل" قد أشار إلى أن القوات الامريكية أبلغته بإعدام البندر مشيرا إلى أن عملية الاعدام تمت ما بين الساعة الرابعة والخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، وأضاف أن السلطات الامريكية أبلغت أسرة البندر صباح أمس باتخاذ إجراءات لاستلام الجثة ودفنها.

وقال عارف إن ابن البندر كان متأثرا للغاية جراء عدم إبلاغ الاسرة رسميا بتنفيذ عملية الاعدام قبل التنفيذ، وأكد عارف أيضا واقعة إعدام التكريتى ولكنه قال إن "اتصالا لم يحدث مع أسرته التى تقيم خارج بغداد."

وفى سياق ردود الفعل الدولية ادان رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ورئيس الحكومة الايطالية رومانو برودى أمس الاثنين فى روما اعدام برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس الراحل صدام حسين، ورئيس المحكمة الثورية السابق عواد البندر فجرا وذكرا بمعارضتهما لعقوبة الاعدام.

وقال برودي للصحافيين فى ختام لقاء مع مانويل باروزو "لدي الموقف نفسه بالنسبة لاعدام صدام حسين، وايطاليا تعارض عقوبة الاعدام"، بينما قال رئيس المفوضية لدينا موقف مبدئي ضد عقوبة الاعدام، لا يحق لاحد ان يسلب شخصا آخر حياته".

وأعرب وزير الخارجية الايطالي ماسيمو دالميا فى ابو ظبي عن الحزن والانزعاج لتنفيذ حكم الاعدام بمعاوني الرئيس العراقي الراحل، مؤكدا ان هذا الاجراء لن يؤدي الى تحسين الوضع فى هذا البلد".

تشييع جثماني برزان التكريتي وعواد البندر ملفوفين بالعلم العراقي في قرية العوجة مسقط رأسيهما أمس
تشييع جثماني برزان التكريتي وعواد البندر ملفوفين بالعلم العراقي في قرية العوجة مسقط رأسيهما أمس
وقال دالميا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاماراتي فى ختام جولة له في المنطقة شملت السعودية وقطر ان اعدام معاوني صدام، برزان التكريتي وعواد البندر "اثار فينا ذات الانطباعات التي اثارتها فينا عملية اعدام صدام"، واضاف نشعر بالحزن لان النداءات التي وجهت من اجل عدم تنفيذ حكم الاعدام بالرجلين تم تجاهلها.

وذكر داليما بموقف بلاده الرافض لعقوبة الاعدام بشكل عام واعرب عن اعتقاده بان "الاعدام هذا لا يساعد في تحسين وضع هذا البلد".

وتابع الوزير الايطالي ان تنفيذ الاعدام بالرجلين تسبب بـ"انزعاج لدى بلاده مؤكدا انه لمس لدى محادثيه فى المنطقة انزعاجا مماثلا".

وفى لندن ادانت منظمة العفو الدولية اعدام التكريتي والبندر واعتبرت انه يشكل انتهاكا مشينا للحق فى الحياة"، وأكدت المنظمة ان المعلومات التى تفيد بأن رأس برزان التكريتي انفصل عن جسمه خلال شنقه تزيد فى فظاعة هذه العقوبة المهينة والمشينة اصلا وغير الانسانية".

من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن إعدام التكريتي والبندر لن يؤدي إلى استقرار العراق، ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين "إننا نرى أن مثل هذا التصرف لا يساعد على تحقيق استقرار الوضع في العراق".

وأضاف أن إعدام صدام حسين أدى إلى تصاعد العنف الذي أسفر عن مقتل العشرات فى العراق، مشدداً على أن موسكو تؤكد على ضرورة إجراء حوار والابتعاد عن خيارات القوة لحل المشكلة أو المراهنة على الثأر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى