حضرموت بين الصمت وثقافته!!

> «الأيام» محمد صالح باعكابه:

> ونحن مع بداية العام الميلادي 2007م، علينا أن نقف قليلا مع أنفسنا ونسألها بهدوء عن المشهد الثقافي في حضرموت، كيف كان؟ وكيف أصبح الآن في ظل النهضة التنموية الشاملة التي شهدتها حضرموت منذ عام 1990م وحتى عام 2007م؟.

وما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع الهام، السؤال الذي وجهه الأستاذ المبدع صالح حسين الفردي، عبر صحيفة «الأيام» في العدد (4981) الصادر بتاريخ 4 يناير 2007م، ومفاده: وهل في حضرموت ثقافة؟!.

سؤال بحاجة إلى إجابة من جميع المثقفين والمبدعين والمهتمين بشؤون الثقافة في حضرموت وخاصة من حملة الشهادات العليا المختصين في المجال الثقافي والفني، الذين كلمتهم مسموعة عند جميع المسئولين في الدولة وقادرون على تغيير الواقع الثقافي بالكلمة والفعل، كل من موقعه وأخص بالذكر قيادات المنتديات الثقافية والفنية في حضرموت الذين طال صمتهم لأسباب غامضة لا نعرفها حتى اليوم!

ومناقشة المشهد الثقافي في حضرموت ليست قضية خاصة مع هذا المسؤول أو ذاك، ولا نعني بها أي شخص بعينه، ولكنها قضية وطنية عامة تهم جميع المثقفين الغيورين على الثقافة الحضرمية التي بدأت تفقد ملامحها وبدأ يتطاول عليها أشخاص ليس لهم أي علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، من أجل طمس الهوية الثقافية الحضرمية من خلال محاربة المبدعين الحقيقيين وإبعادهم عن الساحة الثقافية وتشويه صورهم عند المسؤولين من أجل مصالحهم الخاصة والضيقة، ومن أجل ان يبقى بعض المسؤولين مخلدين في مناصبهم الثقافية حتى آخر يوم من أعمارهم في الحياة وكأنهم محنطون في هذا المنصب أو ذاك أو أن هذه المناصب ملكية خاصة لهم ولأولادهم وأقربائهم وأصدقائهم ويبعدون عنهم كل من يخالفهم الرأي وشعارهم في الحياة «إذا لم تكن معي فأنت ضدي»، ويعتقدون أن حضرموت لا يوجد فيها البديل المناسب في المكان المناسب، وهذه أوهام يعيشون فيها من أجل الحفاظ على كراسيهم مدى الحياة.

وحضرموت لها تاريخ عريق من الأعمال الفنية والغنائية والمسرحية والسينمائية والفنون التشكيلية، والذين صنعوا هذا التاريخ الثقافي لا يزالون على قيد الحياة ولكنهم مهمشون او متقاعدون ـ (مت قاعد) ـ دون أن يسأل عنهم أي مسؤول وأغلبهم ينتظرون التكريم بعد وفاتهم.

وكل عام يمر علينا تودع حضرموت عددا من المبدعين بسبب الإهمال دون أن يظهر البديل المناسب إلا فيما ندر، وقد نصحو يوما ونجد حضرموت خالية من المبدعين الحقيقيين وحينها نندم حيث لا ينفع الندم وهذه هي الطامة الكبرى.

لهذا لا نبالغ إذا قلنا «كانت حضرموت الأصالة والثقافة والفن والتاريخ»، فهل مازالت كذلك؟.. سؤال نوجهه إلى من يهمه الأمر. والحفاظ على التراث الحضرمي الأصيل مسئولية وطنية تقع على عاتق جميع الشباب من الجيل الجديد، بدعم ومساعدة واهتمام وتواصل من قبل الجهات المختصة والسلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمنتديات الثقافية والفنية الموجودة في مدن حضرموت.

وعلينا أن نبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت الى تعطيل دور جميع الفرق الفنية التي كانت موجودة في المكلا وخاصة الهامة منها وأخص بالذكر: فرقة الفنون الشعبية، فرقة الإنشاد، الفرقة الموسيقية، والفرق المسرحية.

هذه الفرق الفنية التي ساهمت مساهمة فعالة في تحريك الواقع الثقافي والفني من خلال إحياء العديد من الحفلات الفنية والمسرحية في جميع الاحتفالات الشعبية والرسمية والمناسبات الوطنية في جميع المناطق اليمنية آنذاك، والمساهمة في المهرجانات الفنية التي تقام داخل الوطن وخارجه، والمبدعون القائمون على هذه الفرق الفنية لا يزالون على قيد الحياة وقادرون على العطاء وخدمة الوطن في أي وقت.

وعلى الدولة أن تساهم في فتح معهد محمد جمعة خان للفنون حتى يساعد على تخريج المبدعين في مجالات الفنون الإبداعية ويساهم في خلق جيل فني يعزف على النوتة بطريقة علمية صحيحة، ذلك أن أغلب الشباب العازفين لدينا لا يعرفون العزف بالنوتة، وهذا من الأسباب التي أدت الى الاستعانة ببعض العازفين من خارج المحافظة في المناسبات الوطنية.

ليس عيبا أن نخطئ، ولكن العيب أن نستمر في هذا الخطأ من أجل الحفاظ على مصالح خاصة على حساب مصلحة الوطن.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى