اغتيال صحافي تركي ارمني بالرصاص في اسطنبول

> اسطنبول «الأيام» نيكولا شوفيرون :

>
رجال الامن يقومون بتغطية جثة القتيل الصحافي هرانت دينك
رجال الامن يقومون بتغطية جثة القتيل الصحافي هرانت دينك
اغتال مجهول أمس الجمعة في اسطنبول الصحافي التركي الارمني هرانت دينك الذي تعرض لملاحقات عدة في الماضي امام القضاء التركي وتحول هدفا للاوساط القومية نتيجة كلامه عن ابادة الارمن.

وقالت موظفة في اسبوعية "اغوس" التي كان يعمل فيها دينك، بتأثر بالغ لوكالة فرانس برس، "اطلقوا عليه النار امام مقر الصحيفة، لقد قتل".

وافادت قنوات التلفزة ان دينك اصيب برصاصتين في الرأس على الاقل واخرى في الرقبة على الارجح ما تسبب بمقتله فورا امام مكاتب الصحيفة الناطقة بالارمنية والتركية في سيسلي على الضفة الاوروبية لاسطنبول.

وتبحث الشرطة عن شاب يعتقد انه يبلغ 18 او 19 عاما كان يرتدي سترة من الجينز وقبعة بيضاء، وفق قناة "ان تي في" الاخبارية.

ونقلت وكالة انباء الاناضول عن شهود انهم رأوا رجلا يتراوح عمره بين 25 و30 عاما يفر من المكان.

وظلت جثة الضحية على الارض وقد غطيت ببطانية بيضاء لمدة اكثر من ساعة في الشارع التجاري، ثم نقلت الى المشرحة تحت انظار مئات الاشخاص الذين هرعوا الى المكان وبينهم افراد في الاقلية الارمنية في البلاد.

وهتف نحو ثلاثين شخصا لدى نقل الجثة "الدولة المجرمة ستحاسب!" و"تحيا الاخوة بين الشعوب".

وتجمع نحو الفي شخص في ساحة تقسيم الرئيسية في اسطنبول بينما تظاهر نحو 700 آخرون في انقرة مساء احتجاجا على مقتل دينك.

وهتف المتظاهرون "كلنا هرانت دينك، كلنا ارمن"، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس,وسيتجه المتظاهرون نحو مقر صحيفة "اغوس" حيث سيضعون ورودا.

ودينك (53 عاما) معروف ويحظى بالاحترام في الاوساط الصحافية في تركيا. وقد تعرض لملاحقات من القضاء التركي نتيجة تصريحاته حول المجازر التي تعرض لها الارمن على ايدي الاتراك خلال عهد السلطنة العثمانية، معتبرا انها عملية "ابادة"، الامر الذي اثار غضب القوميين الاتراك ضده.

وترفض انقرة الاعتراف ب"ابادة الارمن" بين 1915 و1917 وتعتبر انها عمليات قتل قام بها الجانبان.

وصدر حكم في حق هرانت دينك في تشرين الاول/اكتوبر 2005 بالسجن لمدة ستة اشهر مع وقف التنفيذ بسبب "توجيه الاهانة الى الهوية القومية التركية" بعد ان دعا في احد مقالاته الارمن الى "الاتجاه الآن نحو الدم الجديد لارمينيا المستقلة" القادرة وحدها، على حد قوله، على تحريرهم من عبء الانتشار في كل انحاء العالم.

وفي محاكمة اخرى في ايار/مايو الماضي، كانت التهمة الموجهة اليه هذه المرة "محاولة التأثير على القضاء" بعدما انتقد الحكم السابق الصادر في حقه. فتقدم عدد من اعضاء جمعية محامين بشكوى ضده.

ولم يتردد المحامون من اقصى اليمين الذين رفعوا الدعوى في ان يبصقوا عليه ويوجهوا الشتائم له، واصفين اياه ب"الخائن" وداعين اياه الى مغادرة تركيا.

وقال محاميه انه تلقى تهديدات بالقتل. وقال المحامي اردال دوغان لمحطة "ان تي في"، "قال لي انه سيقتل"، مشيرا الى انه لم يطلب، رغم ذلك، حماية الشرطة.

وركز عدد من ردود الفعل عبر محطات التلفزة على عملية الاغتيال هي "استفزاز" يهدف الى التسبب بتوتر داخل تركيا والتاثير سلبا على عملية انضمامها الى الاتحاد الاوروبي التي بدأت في تشرين الاول/اكتوبر 2005.

واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان اغتيال الصحافي التركي الارمني يشكل "اعتداء على حرية التعبير" في تركيا.

ودان بشدة باسم حكومته ما اعتبره "اغتيالا حاقدا"، واعدا بكشف ملابسات الجريمة في اقرب وقت.

وعبر المفوض المكلف توسيع الاتحاد الاوروبي اولي رين عن "الصدمة والحزن" لاغتيال دينك.

وقال "هرانت دينك كان مثقفا محترما يدافع عن مواقفه بقناعة وقد ساهم في نقاش عام مفتوح. كان مدافعا عن حرية التعبير في تركيا"، داعيا السلطات التركية الى "العثور على منفذي الجريمة واحالتهم امام القضاء".

ودانت واشنطن اغتيال الصحافي التركي. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كايسي "انه حدث مأساوي فعلا (...) يثير قلقا" لدى واشنطن.

أثناء نقله في سيارة الاسعاف
أثناء نقله في سيارة الاسعاف
وقال "كان شخصا تلقى تهديدات بسبب كتاباته"، مضيفا "لا نريد ان نرى وضعا يتعرض فيه الاشخاص لاي نوع من الانتقام لانهم عبروا بحرية عن آرائهم"وعبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي عن "تاثره البالغ" لاغتيال دينك.

وقال في بيان "كان السيد دينك مدافعا كبيرا عن حقوق الانسان. كان رجلا شجاعا وشريفا"، معتبرا ان "شجاعته كلفته حياته من دون شك".

واضاف "كان يتمتع بسلطة معنوية في تركيا انما كذلك في اوروبا. وكان مقتنعا باهمية الحوار التركي الارمني".

وقدم تعازيه الى عائلة الراحل، مشيدا ب"تصميم السلطات التركية على كشف ملابسات هذا العمل الجبان".

ودانت ارمينيا عملية الاغتيال. وقال وزير الخارجية الارمني فارتان اوسكانيان في بيان "اننا ندين بشدة هذا العمل مهما كانت ظروفه وندعو السلطات التركية الى بذل كل ما يمكن من اجل كشف الفاعلين".

واضاف البيان "اننا مصدومون بعمق بخبر اغتيال" الرجل "الذي كان يعيش قناعة بان التفاهم المتبادل والحوار والسلام امور ممكنة بين الشعوب".

ودان بطريرك الارمن في تركيا الجريمة واعلن الحداد بين ابناء طائفته لمدة 15 يوما.

وقال البطريرك للصحافيين "انه حدث خطير جدا يستهدف حرية التعبير (...) انه اغتيال مقيت وحاقد". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى