علي ناصر محمد الرئيس اليمني الأسبق لـ «الخليج»:علاقتي بالرئيس مستمرة ولم تنقطع الاتصالات فيما بيننا وإن كان البعض يحاول زرع الخلافات .. غادرت السلطة لكنني لم أغادر الحياة السياسية سواء في اليمن أو خارجها ولي علاقات واسعة مع الأحزاب والشخصيات العربية

> «الأيام» عن «الخليج» الاماراتية:

>
علي ناصر محمد
علي ناصر محمد
نشرت صحيفة «الخليج» الاماراتية حواراً مع الأخ علي ناصر محمد، الرئيس اليمني الأسبق في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي. وتعيد «الأيام» نشر بعض ما جاء في الحوار حول قضايا في الساحة اليمنية.

مستقبل «اللقاء المشترك» بيد قادة الأحزاب اليمنية
< كيف تقيمون ما شهدته اليمن قبل ثلاثة أشهر من انتخابات رئاسية ومحلية، وهل أفرزت حقائق جديدة كانت مغيبة خلال الفترة الماضية؟

- شهدت اليمن انتخابات رئاسية ومحلية تميزت بالتنافس المحموم بين القوى السياسية المعارضة والحزب الحاكم، وقد ألهبت الانتخابات مشاعر الناس في الداخل والخارج وحصل انقسام واستقطاب حاد بين مؤيدين ومعارضين للسلطة الحالية أثناء موسم الانتخابات، وأضفت حركة المراقبين الدوليين هالة من الشعور بالديمقراطية وحرية الانتخاب في مجتمع يعتبر في نظر العالم قبلياً.

< هل أسست الانتخابات الماضية لمستقبل جديد في البلاد؟

- في رأيي أن أهم شيء هو قبول كافة الأطراف بمبدأي التداول السلمي للسلطة والاعتراف بالآخر اللذين هما الأساس الحقيقي للديمقراطية.

< كيف تنظرون إلى "التجمع المعارض" الذي شارك في الانتخابات الماضية، وهل يمكن لهذه الصيغة أن تنجح في استحقاقات قادمة، ثم هل أدى كل حزب المطلوب منه في هذه الانتخابات، أم أن اصطفافات خفية كانت وراء النتيجة المتواضعة للمعارضة؟

- قيام التجمع المعارض أو ما يسمى "اللقاء المشترك" هو نتيجة الجهود الكبيرة والدؤوبة التي قادها وسعى من اجلها المناضل والمفكر الكبير الشهيد جارالله عمر مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك من اجل إقامة هذه التحالفات التي ساهمت في إعادة الحياة السياسية للمعارضة في اليمن، ودفع حياته ثمناً لذلك. أما فيما يتعلق بمستقبل هذه التحالفات فالأمر بيد قيادة هذه الأحزاب وهو ما تسمح لها مصالحها وحساباتها الآنية والمستقبلية من استمرارها أو انفراطها.

المهم برأيي أنه بعد هذه المعركة الانتخابية يجب تقييمها بعيداً عن المزايدات والمصالح، واستخلاص الدروس والعبر، وأن يقوم الجميع بهذه المراجعة وفي المقدمة الحزب الحاكم وأن يستفيد مما هو ايجابي ومفيد في برامج الأحزاب والمرشحين للانتخابات الرئاسية لما فيه خير الوطن واستمراراً للتجربة الديمقراطية وتطورها.

< هل تعتقدون أن صيغة التحالف هذه ستصمد في المستقبل؟

- نحن نسمع اليوم عن محاولات للتشكيك في مستقبل اللقاء المشترك الذي أملته ظروف خاصة، ولكنني أعرف أن الكثيرين من قيادات هذه الأحزاب تتطلع للإصلاح والتغيير والتطوير لتجربة اللقاء المشترك وللتجربة الديمقراطية في البلاد.

أما استمرار الصيغة الراهنة فهو رهن بالظروف المتغيرة وباستعداد الأحزاب للمراجعة والعمل على تطويرها وربما لتشمل طيفاً أوسع من اللقاء المشترك الحالي.

الأحمر والجفري
< ما رأيكم بموقف رئيس البرلمان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من قضية ترشيح الرئيس صالح مع أن حزبه يخوض الانتخابات ضده؟

- موقف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من ترشيح الرئيس جاء منسجماً مع نفسه وقناعاته وتحالفاته في الماضي والحاضر والمستقبل، وقد أعلن عن ذلك قبل الانتخابات بسنة في لقاء معه على قناة "الجزيرة" عندما قال "جني تعرفه خير من إنسي لا تعرفه"، كما يقول المثل اليمني الشائع وهو يعتبر مؤشراً إلى الترشيح.

وموقفه الأخير بترشيح الرئيس هو استمرار لقناعاته وحساباته وواقعيته التي نعرفها ويعرفها الجميع، وأنا شخصياً كنت أتوقع منه مثل هذا الموقف حتى وإن تعارض مع قيادة حزبه التي تَقَبلتهُ وإن اختلفت معه وفي مقدمتهم ابنه الشيخ حميد الأحمر الذي لمع نجمه في هذه الانتخابات.

< كيف تفسرون عودة زعيم حزب الرابطة عبدالرحمن الجفري إلى اليمن لدعم الرئيس صالح في اللحظات الأخيرة؟

- عودة عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن هي امتداد لعودة قيادات "موج" في الخارج، فالقيادات التي غادرت اليمن بعد حرب الاقتتال والانفصال في اليمن عام 1994 عادت إلى الوطن جماعات وأفراداً وفقاً لظروف كل شخص، وتمت العودة على فترات مختلفة بعضها بالتنسيق مع النظام والآخرون عادوا بعد أن عانوا وفقدوا المساعدات الإنسانية التي كانوا يحصلون عليها.

< كنتم من الأسماء التي ترددت لاحتمال خوض الانتخابات الرئاسية باسم المعارضة، هل حدث اتصال من نوع ما بينكم وبين المعارضة في الداخل وماذا كان ردكم على هذه المبادرات؟

- أنا لم أتحدث بأنني سأرشح نفسي للانتخابات الرئاسية وقد تعرضت لحملة ظالمة ليس لها ما يبررها غير استباق الترشيح الذي كان يتحدث عنه البعض في الصحف والمجلات ومجالس القات، وأنا لا انفي أن اتصالات قد جرت معي بهذا الشأن ولكنني لم اتخذ قراراً بشأن ذلك حينها.

وعندما سئلت قبل عام من الانتخابات عن احتمال الترشح للانتخابات الرئاسية كان ردي أن الحديث عن هذا الموضوع سابق لأوانه، وهذه الكلمة فتحت علي حرباً إعلامية من شتائم وتشهير وتشكيك بدوري الوطني والقومي وغير ذلك من الأمور التي لا أريد الخوض فيها الآن بعد كل ما جرى.

وأنا لم أرد على تلك الحملة التي تعرضت لها وكل ما قلته آنذاك سامحهم الله، وكان عندي الكثير مما سأقوله ولكنني احترمت نفسي وتاريخي وعلاقاتي وصداقاتي مع الآخرين.

امتحان ابن شملان
< ما رأيكم في اختيار المعارضة للمهندس فيصل بن شملان لخوض الانتخابات الرئاسية؟

- فيصل بن شملان شخصية وطنية وقد عرفته بعد استقلال الجنوب عندما عين وزيراً للأشغال وتحمل بعد ذلك عدة مناصب أهمها الهيئة العامة للكهرباء ومصافي عدن بعد تأميمها وقد عرف عنه إخلاصه ونزاهته.

وابن شملان رجل مستقل لم يرتبط بالحزب الاشتراكي اليمني ولا بأي حزب آخر على حد علمي، وكانت قوته في نزاهته وحبه وإخلاصه لعمله ووطنه وفي استقلاليته، وتابعت حملته الانتخابية التي رأيته فيها متوازناً سواء في كلمات خطاباته أو في آرائه.

< هل لكم تواصل مع المعارضة في الداخل في الوقت الحاضر، وهل مازالت فكرة التمنع من العودة للحياة السياسية في اليمن قائمة لديكم منذ خروجكم من البلاد؟

- أنا على اتصال دائم مع كافة الأحزاب اليمنية المعارضة منها والحزب الحاكم ولم تنقطع اتصالاتي مع الجميع حتى وان حصل توتر أو تباين في وجهات النظر.

أنا مع الحوار لأنه الطريق الوحيد لحل الخلافات ولبناء الوطن ولتجنيب البلاد مزيداً من التوتر، وحول العودة للحياة السياسية في اليمن فأنا غادرت السلطة لكنني لم أغادر الحياة السياسية سواء في اليمن أو خارجها، ولي علاقات واسعة مع الأحزاب والشخصيات العربية ومع مراكز الدراسات في اليمن وخارجها.

هنأت الرئيس
< كيف هي علاقتكم بالرئيس علي عبدالله صالح في الوقت الحاضر، وهل هنأتموه بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة؟

- علاقتي بالرئيس علي عبدالله صالح مستمرة ولم تنقطع الاتصالات فيما بيننا، وإن كان البعض يحاول زرع الخلافات بين الحين والآخر، وبعد فوزه هنأته بنجاحه في الانتخابات الرئاسية ولعلكم تابعتم ذلك في أجهزة الإعلام الرسمية.

< هل تحتاج البلاد برأيكم إلى حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى السياسية في الداخل والخارج؟

- ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية فقد تحدثت عن ذلك قبل الانتخابات، أما الحديث اليوم عن تشكيل حكومة وحدة وطنية فأنا لا أريد التحدث نيابة عن الآخرين واعتقد أن قرار تشكيل أي حكومة هو بيد الرئيس علي عبدالله صالح.

< ما المطلوب برأيكم للخروج باليمن من وضعها الاقتصادي الصعب، وهل تعتبر المؤتمرات الدولية لجمع الأموال هي الطريقة الأمثل لتحسين الاقتصاد اليمني؟

- المؤتمرات الدولية لن تحل مشاكل اليمن وحدها، فالحل أساساً بيد اليمنيين أنفسهم، ودور الآخرين مساعدتهم على تجاوز المعاناة والمشاكل التي يمر بها الشعب اليمني.

البعض يتحدث عن هذه المساعدات لتأهيل الشعب اليمني للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، لكنني أعتقد أن المال وحده لا يكفي. وأن المطلوب هو إرادة وطنية يمنية لمعالجة مشاكل اليمن ومعاناة الشعب ومكافحة الفساد والفقر والإرهاب والاختطافات والثأر وتحقيق العدل والمساواة بين أبناء الشعب اليمني وإذا تطلب الأمر اتخاذ معالجات صارمة وحازمة فإن المواطن سيقف إلى جانب ذلك.

< كيف تقيمون العلاقات بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي، وهل اليمن مهيأة برأيكم لتصبح ضمن تكتل المجلس؟

- اليمن عمق استراتيجي لدول مجلس التعاون الخليجي ونحن في شبه الجزيرة العربية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والشيء الطبيعي أن تصبح اليمن جزءاً من هذا التجمع، فالعصر هو عصر التكتلات والتجمعات في العالم.

وفي تقديري أن تأهيل اليمن ليس بالحصول على المال فقط وإنما بإحداث تغييرات واسعة وشاملة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

< ماذا تعملون في أيامكم هذه وإلى أين تسير مشاريعكم؟

- نشاطي اليوم هو الاهتمام بالمركز العربي للدراسات الاستراتيجية وفروعه وقد نظمنا سلسلة من حلقات النقاش وعدداً من الندوات وآخرها ندوة عن اليمن نظمت في بيروت، إضافة لاهتمامي باليمنيين الذين يزورون دمشق سواء للزيارة أو للعلاج أو للدراسة.

< ماذا عن مذكراتكم الشخصية التي تعكفون منذ سنوات على كتابتها؟

- أعطي لمذكراتي الشخصية وقتاً خاصاً لمراجعتها وهي شبه جاهزة في انتظار إصدارها قريباً بإذن الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى