قناصون وحواجز طرق تعيد ذكريات الحرب الى لبنان

> بيروت «الأيام» توم بيري :

> امل اللبنانيون ان لا يشاهدوا ابدا مسلحين يقنصون من على اسطح الابنية في بيروت لكن هذا المشهد عاد الى البلاد هذا الاسبوع خلال اسوأ صراع منذ الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.

واعادت حوادث اطلاق الرصاص والهجمات الطائفية وحواجز الطرق ذكريات الحرب الاهلية في لبنان الى اللبنانيين الذين يخشون من ان اعمال العنف التي اوقعت سبعة قتلى وجرحت نحو 400 شخص هذا الاسبوع قد تشير الى بداية صراع مع خطوط تماس جديدة.

وشهدت بيروت صدامات بين مسلمين سنة وشيعة مسلحين بالعصي والحجارة في العاصمة بيروت أمس الأول. وصوب مسلحون بنادقهم باتجاه اهدافهم من أعلى الابنية المجاورة مما ادى الى سقوط
اربعة قتلى.

وقال ربيع بدر (42 عاما) الذي هرع لاجلاء اطفاله من مدرسة قرب منطقة العنف أمس الأول "اصبت بالغثيان. كان علي ان اتناول الدواء ... لم اتصور ابدا ان ارى هذا اليوم,مهما كان من اخبري لم اكن لاصدقه"

واضاف" ابي قال ..عندما ولدت كان البلد هكذا وعندما اموت سيكون هكذا. الشيء نفسه سيحصل لك. مات ابي قبل شهرين والبلاد نفسها كما كان قد توقع."

وشهدت البلاد احتجاجات واسعة يوم الثلاثاء الماضي نفذته المعارضة التي تتضمن جماعات حزب الله وحركة امل الشيعيين والزعيم المسيحي ميشال عون وانفجرت الاشتباكات التي ادت الى مقتل ثلاثة اشخاص.

ووقعت معظم حوادث العنف يوم الثلاثاء الماضي بين انصار عون وسمير جعجع قائد القوات اللبنانية الموالية للحكومة.

وشلت المعارضة البلاد مع قطع الطرق في اطار تصعيد حملتها لتحقيق مطالبها بتمثيل افضل في الحكومة المدعومة من الزعيم السني سعد الحريري.

واشعل مناصرون للحريري يوم أمس الأول الاطارات في مدينة شتورة في سهل البقاع الشرقي والطريق السريع الى جنوب لبنان.

وقال الكاتب والمعلق السياسي توفيق شومان لرويترز "قناصون على سطوح الابنية والشرفات. تقسيم المناطق بين هذا الفريق وذلك للمطالبة بمعرفة الانتماء الطائفي للمارة...نحن امام ثلاثة مشاهد متكررة"

واضاف "عندما كان اللبنانيون يتقاتلون بين عامي 1975 و1990 كانوا يبحثون عن وسائل للوصول الى السلم الاهلي. الان هناك سلم اهلي ولكنهم يريدون حفر قنوات للعودة الى الحرب."

ووزع شبان يحملون العصي الضربات حسب الانتماء الطائفي في بيروت. اذا اعطى شخص اجابة خاطئة "شيعي او سني" كان ذلك كافيا لتعرضه لهجوم.

وقال محمد حسني وهو يراقب الشارع الذي بدت عليه اثار الحجارة جراء الصدامات الثلاثاء "السنة والشيعة يعيشون مع بعض هنا منذ سنوات... لكن الان ابني البالغ من العمر خمس سنوات يتحدث عن سني وشيعي."

ويخش سكان في تلك المنطقة ان يصبحوا خط تماس في الصراع الجديد بين جماعات السنة والشيعة.

وراقب بلال ياسين السني البالغ من العمر 26 عاما الاشتباك من شرفة صديقه الشيعي في منطقة المزرعة. وقال الان اصبح اكثر امنا لتعيش في منطقة من غير تنوع طائفي.

وقال صديقه محمد سعد (20 عاما) ان التوتر الطائفي كان يؤثر حتى على الذين لم يبحثوا عن الصراع. وقال "انا شيعي اعيش في منطقة سنية. اذا بقيت هكذا سأفكر بالمغادرة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى