في الذكرى الثانية لوفاة الأستاذ سعيد قائد مقطري

> طه سيف نعمان:

> اليوم الأربعاء الموافق الحادي والثلاثين من يناير 2007م يصادف الذكرى الثانية لوفاة الأستاذ الكبير والتربوي العملاق.. الوالد الأديب الأريب.. أستاذنا (طيب الله ثراه) وأسكنه فسيح جناته.. الأستاذ (سعيد قائد أحمد) عميد كلية بلقيس أواخر الستينات ومدير المدرسة الأهلية النموذجية بصنعاء حتى أواخر عام 2002م.

إن الحديث عن (الصحبة) بيني وبين الأستاذ سعيد قائد يشكل صعوبة بالغة لديّ بعد (رحيله وانتقاله إلى الرفيق الأعلى) لأنني أشعر بمسؤولية الدقة والإبانة في كل ما يخص ذلك العملاق الذي صحبته على مدى ما يقرب من ثلاثين عاماً، حتى إنني في مسألة (الشروع في إصدار سيرة وتحية وفاء) لرجل مثله قد وضعت أمامي أكثر من سنتين على التقريب كي ينزل هذا الأمر على شكل (كتاب) يعطيه حقه الكامل.. لأن هذا هو أقل ما يجب في حق الأستاذ أو في حق رجل مثله.. وأنا أعني هذا التعبير وأقصده قصداً تاماً وحقيقياً، لأن الأستاذ سعيد بالنسبة لأقرانه جميعاً ممن عرفهم الناس وممن لم يعرفوهم إنما هو (أشبه بقديس راهب تجاه جملة من الأمزجة والأقدار والمكانات) التي لم ولن تقدرعلى الوصول إلى درجة (نقاء وبياض ثيابه.. ناهيك عن الدرجة الأولى في نقاء نفسه وطهر سريرته وعلو همته وروحه ونزاهة دواخله وارتفاع شأنه)!!

الأستاذ سعيد قائد.. لم يكن قديساً مع نفسه وإنما كان تعامله مع الجميع هو مناط هذه الرفعة..حتى مع الذين (جرحوه وأساؤوا إليه بكل الوسائل والأشكال من قريب أو من بعيد).

وها هو قد رحل إلى ذمة الله جل في علاه.. بعد أن نزل في سياقات حياته من قبل إلى رياض الأطفال بمثل ما ارتفع إلى فصول أقدار الرجال من كل صنف ومعشر ومن كل ألوان البشر، أحبه الطفل الصغير والطفل الكبير، وتمنى وده والقرب منه كل صغير من الكبار وكل كبير من الصغار حتى لكأنه بين هؤلاء وهؤلاء (وجهة نظر) لا تقبل التعدد أو المخالفة.. وحسب هؤلاء جميعاً ابتداء بأولهم وانتهاء بآخرهم، أنهم لم يحسوا معه إلا (بأبوة ليس لها حضور إلا به).

ترك في نفسي وأعماقي فراغاً كبيراً في كل شيء حتى في ضحكته التي تملأ أرجاء حُلوله وفي لمسات الأبوة ودفء الصحبة مع تناغم مقادير الكلمات التي لا تخرج من جعبته إلا بما يؤنس النفس والعقل وكل خلجات القلوب.

الأستاذ سعيد قائد أحمد المقطري.. مرجع.. صديق.. معلم.. رائد تربوي وقائد إداري حكيم.. وعالم بالأدب والشعر والسياسة والاقتصاد والتاريخ و(أب) ليس من أقرانه من يقدر على أن يكون مثله حتى (في وفائه للناس الذين ضاعوا في يوم من الأيام) أو ضاع منهم كثير في يوم من الأيام.. إذ لم يجد ذلك الشامخ الراسخ الصلب من هؤلاء إلا النسيان في يوم من الأيام!! وهو حينها.. (بعدُ لم تحركه أو تؤثر فيه سليقة.. لأنه في ثباته كالإيمان وفي رسوخه كالعقيدة). رحم الله جل في علاه الرجل الكبير.. الذي عاش كبيراً ومات كذلك (وهو الذي لم يهتم لشأنه حتى اللحظة مهتم)!! ألا فليفق من نعسته أو غفوته.. ولينهض من رقاده أو سباته أولئك الذين جمعتهم (بهذا العملاق الكبير) صحبة السنين الطوال ليفعلوا (من أجله) اليوم.. (ولو شيئاً)!! قبل أن يضل أولئك في دهاليز الأرض فلا يُنظر إليهم من أبراج السماء بعين! أستاذي العزيز والحبيب إلى قلبي.. مازلت أردد هذه الآية الكريمة التي كنت أسمعك ترددها دائماً {وفي السماء رزقكم وما توعدون} ومازال طيفك يأتيني من حين إلى آخر تكرمة من الله جل في علاه حتى لا أحس بغيابك. لله الحمد من قبل ومن بعد.. وصلى الله على نبينا محمد خير الأنام وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى