> عيسى النهاري:
آخر ما توقعه مراقبو الشرق الأوسط أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، فبعد مناوشة حول شراء كندا انتقل ترمب برشاقة إلى أقصى الشرق معلناً استسلام الحوثيين، ومشعلاً أسئلة كثيرة حول طبيعة الاتفاق ومن هو الوسيط، وما هي التنازلات، وهل يشمل وقف الاستهداف جميع السفن في البحر الأحمر أم السفن الأميركية؟
لكن الوزير العُماني أتبع ذلك بمنشور حول أن جهود الوساطة أفضت إلى "إنهاء الصراع" بين الطرفين، مما يوضح على الأرجح أن الولايات المتحدة ماضية في طي صفحة العمليات ضد الحوثيين، وعندما سُئل الرئيس الأميركي عن التقارير التي أفادت بأن الحوثيين لا ينوون التوقف عن استهداف السفن الإسرائيلية، أجاب بأنه لا يعلم عن ذلك، موضحاً بأنه متيقن بأن الحوثيين سيتوقفون عن استهداف المصالح الأميركية أو "أي شيء متعلق بنا"، على حد وصفه.
وأثار الاتفاق الأخير تساؤلات لدى المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس الذي كتب عبر منصة "إكس" أن "الرئيس ترمب يقول إننا سنوقف ضرب الحوثيين لأنهم سيوقفون القتال، لكن الدول الوسيطة عُمان تقول إن الاتفاق ينطبق على الهجمات ضد السفن الأميركية، فماذا يعني بالنسبة إلى سفن الدول الأخرى والهجمات على الإسرائيليين، الأمر غير واضح على الإطلاق".
ولم تمض 16 دقيقة على منشور روس حتى كتب وزير الخارجية العُماني منشوراً ثالثاً جاء فيه "أجدد أن أخبار اليوم حول الوضع في البحر الأحمر تعني أن الجهود الدبلوماسية أسفرت عن نهاية الصراع بين الولايات المتحدة وأنصار الله في اليمن"، مضيفاً "هذا يعني أن الطرفين سيوقفان الاستهداف المتبادل، مما يضمن حرية الملاحة للشحن التجاري الدولي في البحر الأحمر".
ويتطابق المنشور الثالث للوزير العُماني مع منشوره الأول في تأكيده وقف الهجمات المتبادلة، لكنه جاء هذه المرة بصيغة لم تحدد السفن الأميركية صراحة كما جاء في البيان الأولي، مما يفتح باب التساؤل حول ما إذا كان الحوثيون قد تعهدوا سراً بوقف هجماتهم على جميع السفن، سواء كانت أميركية أو غيرها.
وعلناً أوضح الحوثيون عبر عضو مكتبهم السياسي عبدالملك العجري لـ "وكالة الأنباء الفرنسية" أن "السفن الإسرائيلية عرضة للاستهداف، أما السفن الأميركية وغيرها فتندرج ضمن الاتفاق"، وبناء على سلوك الجماعة خلال الأيام المقبلة فسيتضح ما إذا كان هذا التصريح مجرد خطاب شعبوي للاستهلاك الإعلامي أو أن الاتفاق مع واشنطن سيمثّل بالفعل نهاية هجماتهم في البحر الأحمر على مختلف السفن.
وفي هذا السياق يلفت الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط فراس مقصد إلى أن الحوثيين توقفوا بالفعل عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر حتى قبل الاتفاق، إذ لم تعبر أي سفن أميركية أو إسرائيلية منذ أشهر، مشيراً إلى أن ترمب حقق ما يريد بذكاء بعد إيقاف العمليات العسكرية.
وتواصلت "اندبندنت عربية" مع الخارجية الأميركية للاستفسار عن شروط الاتفاق الأخير وما إذا كانت الولايات المتحدة ستستأنف عملياتها العسكرية في حال أخل الحوثيون بالاتفاق أو استهدفوا سفناً إسرائيلية، لكن الوزارة أحالت الاستفسارات إلى مجلس الأمن القومي مما يشير إلى أن هذا الملف يدار بصورة مباشرة في البيت الأبيض، كما انعكس في سرعة التوصل إلى الاتفاق.
وأفادت تقارير بأن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قاد هذه المفاوضات مع الجانب العُماني خلال الأيام الماضية، وقد أدى ويتكوف القسم أمس الثلاثاء في البيت الأبيض ليتولى مهماته رسمياً، على رغم أنه يقود منذ أشهر عدة مفاوضات حساسة في الشرق الأوسط ومع روسيا وأوكرانيا.
وصعّدت إسرائيل هذا الأسبوع هجماتها المباشرة ضد الحوثيين بعد استهدافهم مطار بن غوريون، وأعلن الجيش الإسرائيلي أول من أمس الإثنين أنه قصف أهدافاً تابعة للحوثيين غرب اليمن، ومنها ميناء الحديدة، كما شنّ أمس الثلاثاء غارات استهدفت مطار صنعاء الدولي وأخرجته عن الخدمة، إضافة إلى محطات كهربائية عدة حول صنعاء.
- لغط وتساؤلات
لكن الوزير العُماني أتبع ذلك بمنشور حول أن جهود الوساطة أفضت إلى "إنهاء الصراع" بين الطرفين، مما يوضح على الأرجح أن الولايات المتحدة ماضية في طي صفحة العمليات ضد الحوثيين، وعندما سُئل الرئيس الأميركي عن التقارير التي أفادت بأن الحوثيين لا ينوون التوقف عن استهداف السفن الإسرائيلية، أجاب بأنه لا يعلم عن ذلك، موضحاً بأنه متيقن بأن الحوثيين سيتوقفون عن استهداف المصالح الأميركية أو "أي شيء متعلق بنا"، على حد وصفه.
- مفاجأة جديدة لإسرائيل
وأثار الاتفاق الأخير تساؤلات لدى المبعوث الأميركي السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس الذي كتب عبر منصة "إكس" أن "الرئيس ترمب يقول إننا سنوقف ضرب الحوثيين لأنهم سيوقفون القتال، لكن الدول الوسيطة عُمان تقول إن الاتفاق ينطبق على الهجمات ضد السفن الأميركية، فماذا يعني بالنسبة إلى سفن الدول الأخرى والهجمات على الإسرائيليين، الأمر غير واضح على الإطلاق".
ولم تمض 16 دقيقة على منشور روس حتى كتب وزير الخارجية العُماني منشوراً ثالثاً جاء فيه "أجدد أن أخبار اليوم حول الوضع في البحر الأحمر تعني أن الجهود الدبلوماسية أسفرت عن نهاية الصراع بين الولايات المتحدة وأنصار الله في اليمن"، مضيفاً "هذا يعني أن الطرفين سيوقفان الاستهداف المتبادل، مما يضمن حرية الملاحة للشحن التجاري الدولي في البحر الأحمر".
ويتطابق المنشور الثالث للوزير العُماني مع منشوره الأول في تأكيده وقف الهجمات المتبادلة، لكنه جاء هذه المرة بصيغة لم تحدد السفن الأميركية صراحة كما جاء في البيان الأولي، مما يفتح باب التساؤل حول ما إذا كان الحوثيون قد تعهدوا سراً بوقف هجماتهم على جميع السفن، سواء كانت أميركية أو غيرها.
وعلناً أوضح الحوثيون عبر عضو مكتبهم السياسي عبدالملك العجري لـ "وكالة الأنباء الفرنسية" أن "السفن الإسرائيلية عرضة للاستهداف، أما السفن الأميركية وغيرها فتندرج ضمن الاتفاق"، وبناء على سلوك الجماعة خلال الأيام المقبلة فسيتضح ما إذا كان هذا التصريح مجرد خطاب شعبوي للاستهلاك الإعلامي أو أن الاتفاق مع واشنطن سيمثّل بالفعل نهاية هجماتهم في البحر الأحمر على مختلف السفن.
وفي هذا السياق يلفت الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط فراس مقصد إلى أن الحوثيين توقفوا بالفعل عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر حتى قبل الاتفاق، إذ لم تعبر أي سفن أميركية أو إسرائيلية منذ أشهر، مشيراً إلى أن ترمب حقق ما يريد بذكاء بعد إيقاف العمليات العسكرية.
- هل يشمل الاتفاق جميع السفن؟
وتواصلت "اندبندنت عربية" مع الخارجية الأميركية للاستفسار عن شروط الاتفاق الأخير وما إذا كانت الولايات المتحدة ستستأنف عملياتها العسكرية في حال أخل الحوثيون بالاتفاق أو استهدفوا سفناً إسرائيلية، لكن الوزارة أحالت الاستفسارات إلى مجلس الأمن القومي مما يشير إلى أن هذا الملف يدار بصورة مباشرة في البيت الأبيض، كما انعكس في سرعة التوصل إلى الاتفاق.
وأفادت تقارير بأن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قاد هذه المفاوضات مع الجانب العُماني خلال الأيام الماضية، وقد أدى ويتكوف القسم أمس الثلاثاء في البيت الأبيض ليتولى مهماته رسمياً، على رغم أنه يقود منذ أشهر عدة مفاوضات حساسة في الشرق الأوسط ومع روسيا وأوكرانيا.
- الكرة في ملعب الإسرائيليين
وصعّدت إسرائيل هذا الأسبوع هجماتها المباشرة ضد الحوثيين بعد استهدافهم مطار بن غوريون، وأعلن الجيش الإسرائيلي أول من أمس الإثنين أنه قصف أهدافاً تابعة للحوثيين غرب اليمن، ومنها ميناء الحديدة، كما شنّ أمس الثلاثاء غارات استهدفت مطار صنعاء الدولي وأخرجته عن الخدمة، إضافة إلى محطات كهربائية عدة حول صنعاء.
- واشنطن تنجو من "فخ إستراتيجي"
وكانت القوات الأميركية قد نفذت أكثر من 800 غارة جوية منذ بداية العام، بمتوسط 50 غارة أسبوعياً، وتجاوزت كلفة العملية في أقل من ثلاثة أسابيع فقط قرابة المليار دولار، بحسب شبكة "سي أن أن"، لكن الاتفاق الأخير ينهي واحدة من أوسع العمليات العسكرية النادرة في عهد ترمب الذي يُعرف بمناهضته لدخول أميركا في حروب طويلة ومكلفة.
اندبندنت عربية