> القاهرة "الأيام" خاص:

نظّمت الطالبات اليمنيات المبتعثات إلى جمهورية مصر العربية، أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مبنى السفارة اليمنية في القاهرة للمطالبة بصرف مستحقاتهن المالية المتأخرة للعامين 2024 و2025.

وجاءت هذه الوقفة، التي حملت صرخة ألم ومعاناة، وسط ظروف معيشية صعبة تهدد استمرار دراستهن، وتكشف عن تهميش مستمر لدور النساء، ليس في الداخل فحسب، بل وحتى في الخارج.

ورفعت الطالبات اليمنيات بيان استغاثة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي، وأعضاء المجلس، ورئيس الحكومة وزير المالية الأستاذ سالم بن بريك، ووزير التعليم العالي د. خالد الوصابي، طالبن فيه بسرعة التدخل لصرف مستحقاتهن المتأخرة، مشيرات إلى أن تأخر الأرباع المالية والرسوم الدراسية قد تسبب في تراكم الديون وعجزهن عن دفع الإيجارات والالتزامات المعيشية.

وقالت الطالبات في بيانهن: "الديون المتراكمة، ومصاريف الدراسة المرتفعة، والرسوم المستحدثة تسحق أحلامنا وتحرق أرواحنا.. نحن نناشدكم باسم القانون والضمير والنخوة أن تنقذونا، فكرامتنا من كرامتكم."

وطالب البيان بصرف مستحقات سبعة أرباع دراسية متأخرة، إضافة إلى الرسوم الجامعية، ووضع حل شامل لملف الابتعاث الذي بات أحد أوجه الفساد والإهمال المزمن، مؤكدات استمرارهن في الاحتجاجات حتى تلبية مطالبهن وإنهاء معاناتهن.

ويتزامن صوت طالبات اليمن في المهجر مع صوت النسوة في الداخل، وتحديداً في العاصمة عدن، حيث تتعرض ما تُعرف بـ"ثورة النسوان" هناك لقمع وتضييق ممنهج.

الحركة النسوية التي انطلقت للمطالبة بالكرامة والعدالة ورفض سياسات الإقصاء، تواجه اليوم نفس التهميش الذي تعانيه الطالبات في الخارج، بل وبشكل أكثر قسوة جراء القمع الأمني والاعتقالات والتهديدات.

المرأة اليمنية، سواء كانت في القاهرة تطالب بحقوقها التعليمية، أو في عدن تخرج إلى الشارع للمطالبة بحقها في الحياة والكرامة، باتت عنوانًا صريحًا لحالة الاضطهاد المركب "دولة لا تصرف مستحقاتها، وسلطة تقمع صوتها، ومجتمع يكبل حريتها".

و اعتبر ناشطون حقوقيون أن تجاهل ملف الطالبات اليمنيات المبتعثات، يمثل امتدادًا لعقلية تهميش النساء وطمس أدوارهن، مؤكدين أن الحل لا يكمن فقط في صرف المستحقات، بل في احترام المرأة اليمنية كإنسان ومواطنة كاملة الحقوق.

ودعت الطالبات في بيانهن وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في مصر واليمن إلى التضامن معهن ونقل معاناتهن للرأي العام، في ظل تجاهل رسمي لا يليق بحجم التضحيات التي تقدمها المرأة اليمنية في كل الجبهات: من الدراسة، إلى النضال المدني، إلى مواجهة أزمات الداخل.

ومن مصر إلى عدن، يبدو أن "صرخة النساء" باتت عنوان المرحلة، في ظل انسداد الأفق، واستمرار الفساد، وسياسات الإقصاء الذكوري، التي تحاول تجريد المرأة من أبسط حقوقها.