الاثنين, 23 يونيو 2025
125
ما يحدث في عدن نهارا جهارا أمام الحاكم والوطني والثائر والداعم والمنقذ هو إبادة شاملة كاملة للإنسان والمكان والأثر والتاريخ والبسطاء.
من أي كتاب هذا الذي تدرسونه للناس حول مشاريع الرجولة والشرف والتحرير والإعمار والبناء والسلام والاستقرار؟
ليخرج أحدكم للناس ويتحدث معهم بصدق ويوضح لهم كيف للإنسان أن يعيش بسلام وهو يقمع ويقصف ويباد وقد صار بلا كهرباء ولا مياه ولا غاز ولا طحين ولا راتب ولا أبسط شيء من مقومات البقاء الآدمي.
من أنتم حتى تصنعوا لأنفسكم قصورا عالية بكل أنواع الترف والرخاء والشعب على الأرض لم يعد يملك شيئا سوى نعوش القبور؟ أهذه دولتكم التي جئتم بها فقط من أجل إبادة شعب وتذبحونه من الوريد إلى الوريد؟
هل أنتم دولة وعقول وأناس ومظلة دولة ترعى حقوق ومصالح الناس، أم عصابة شرسة لسفك دماء الناس؟
ما يحدث في عدن لم يقم به المجرمون وأعنف الظالمين.
كيف للناس أن يعيشوا وقد أطفأتم بيوتهم ومنعتم عنهم ماء الشرب وغاز الطبخ وراتب لا يكفي لفتات ليوم واحد؟
لقد عرفت عن الإنسان أنه عقل وبصر وبصيرة وضمير ومشاعر ووسطية وقياس يستطيع بسهولة التمييز بين الوباء وبين الدواء.. لا تملكون شيئا من هذا والله العظيم فكيف لرجال دولة أن يشاهدوا كل هذه الانتكاسات المعيشية التي تسحق الإنسان سحقا فظيعا ولا يؤثر فيكم شيء حتى تعلنوا اجتماعا طارئا وعاجلا لوقف هذه الفوضى والإبادة التي وصلت إلى حد الجنون.
ماذا تريدون أن يعمل الناس حيال هذا الطوفان القاتل؟ ولماذا تدفعونهم دفعا إما إلى الهلاك أو التسول في كل بقاع الأرض؟
كونوا رجال دولة فقد وصلت الأمور إلى نهايتها والناس في وضع لن يقبلوا بأكثر منه، وربما ينفجر بسبب إهمالكم وغروركم العجيب.