أخر تحديث للموقع
الثلاثاء, 24 يونيو 2025 - 02:24 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • جيل الشباب في مضيق الخطر.. الظواهر والأسباب

    علي حسن زكي




    إن جيل الشباب واقع في قلب معاناة أسرهم التي باتت تعاني من ضائقة معيشية وخدمية لم يألفوا مثيلاً لها من قبل، لشعورهم بعدم قدرتهم على مساعدة أسرهم التي تحمِّلت أعباء ومتاعب تربيتهم وتعليمهم حتى أكملوا المرحلة الجامعية وفي المعاهد الفنية والتقنية، حيث كانت أسرهم تعوّل عليهم في مساعدتها لكن وجدوا أنفسهم جميعاً في قلب المعاناة.

    فالآباء الموظف منهم راتبه ستون ألف ريال وماذا عساها أن تفعل؟ والابن على رصيف البطالة بعد أن غابت الوظيفة العامة وصارت في خبر كان، منهم من اضطر لممارسة العمل العضلي أو بيع الأسماك أو الخضار ومنهم من التحقوا بالجندية، مما جعل ذلك بعض الطلاب يتسربون من الدراسة أو لا يتفاعلون معها ومع التحصيل العلمي فضلاً عن عزوف بعض من أكملوا المرحلة الثانوية عن مواصلة الدراسة الجامعية ليس فقط بسبب عدم مقدرة أسرهم على تحمِّل نفقاتهم ومصاريفهم اليومية وشراء المستلزمات والمتطلبات الدراسية وإيجار المواصلات وحسب، بل أيضاً بعد ما وجدوا من سبقوهم على رصيف البطالة ويمارسون أعمالا حرِّة واتجهوا إلى المعسكرات للجندية لا فرق بين جامعي وأمي.

    لقد أصيب الشباب جراء كل ذلك بحالة إحباط وفراغ وشبه تيهان وربما منهم من أصيب بالاكتئاب بعد أن فقدوا الأمل في المستقبل وبناء عش الزوجية وتكوين الأسرة ومنهم من هرب إلى الأمام إلى السهر خارج منزل الأسرة حتى قريب وقت الصباح ومن يتناولون القات وثالثة الأثافي أن آفة المخدرات والحبوب المهدَّئة ربما تكون قد تسلَلَّت هي الأخرى.

    إن وجه الخطورة في ذلك ليس إفساد قدراتهم وعطاءاتهم الجسمانية والتأثير على قدراتهم الذهنية ومزاجهم وحسب لكن أن من يتعاطى المخدرات قد يرتكب أفعال جنائية تحت تأثير التخدير دون وعي وربما يمكن حدوث أفعال لا أخلاقية أيضاً.

    في ذات السياق، هناك شباب يافعين يتواجدون بالحارة في وقت المساء في الغالب أيام العطل الدراسية والرسمية من غير المناسب لهم ولأسرهم أن يكونوا في ذلك الوقت بما هم في سن النشء خارج منازلهم والاعتبارات عديدة.

    إن حاضر ومستقبل جيل الشباب والنشء بل الوطن بفعل تلك الظواهر والأسباب في مضيق الخطر طالما كانت الأوطان تبني بجهود وسواعد وتخصصات وعقول أجيالها.

    لقد حان الوقت لاضطلاع الحكومة بمسؤوليتها الأخلاقية وواجبها القانوني في تحسين مستوى معيشة وخدمات الناس وإطلاق الوظيفة العامة للخريجين أولا، ولمسؤولية الآباء والأسر أن تنهض في توجيه ومتابعة ومراقبة سلوك أبنائها ولجهود أجهزة الأمن مشكورة أن تتواصل في مكافحة وتتبع وضبط المخدرات ودوريات ليلية في الحارات بين كل حين وآخر، وللجهد المجتمعي أن يضطلع بدوره وفي المقدمة دور المسجد والأئمة والخطباء والوعظ والإرشاد والأحزاب والمكونات السياسية والمدنية والجماهيرية ورجال الصحافة والإعلام والأندية الرياضية والمنتديات والملتقيات الأهلية والمجتمعية والقانونية ومنظمات المرأة والشباب والجمعيات وكل حملة الرأي والاختصاصيين والباحثين وكل المهتمين، في تناول هذه الظواهر وأسبابها وأضرارها وفي مقدمتها ظاهرة المخدرات وأن تتعاضد الجهود في مكافحة ومعالجة وبالتوجيه والتربية والنشاطات التثقيفية والتوعوية والموعظة الحسنة والتصدي لكل تلك الظواهر والأسباب وإخراج الشباب إلى بر الأمان، وهي دعوة صادقة ومخلصة للجميع قبل فوات الأوان.

المزيد من مقالات (علي حسن زكي)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال