> دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الأربعاء الى التحلي ب"الصبر" في تسوية ازمة دارفور، معبرا في الوقت نفسه عن امله في ان يفي الرئيس السوداني عمر البشير "بوعده" بالسماح بنشر قوة مشتركة من الاتحاد الافريقي والولايات المتحدة في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان.

وفي مقابلة خص بها وكالة فرانس برس في نيروبي وصف بان كي مون ب"المفيدة جدا" جولته الافريقية الاولى التي قادته الى الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية واثيوبيا حيث شارك في قمة الاتحاد الافريقي، والى كينيا.

وقال في ما يتعلق بالازمة في دارفور "علينا ان نتحلى بالصبر في مواصلة هذه العملية السياسية وعملية حفظ السلام".

واوضح وزير الخارجية الكوري الجنوبي السابق "ان هذين الطريقين يتقدمان بشكل جيد في هذا الوقت، وذلك قد يتطلب مزيدا من الوقت للتوصل الى اتفاق مفصل".

واكد ان البشير كرر اثناء لقائه معه في اديس ابابا على هامش قمة الاتحاد الافريقي، تعهده بقبول خطة انتشار للامم المتحدة في دارفور على ثلاث مراحل تتوج بانتشار قوة مشتركة من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة.

واستطرد قائلا "آمل ان يفي بوعده. آمل ان يكون بوسعي الثقة به لكن علينا الانتظار لنرى"، مضيفا "وجهت قبل بضعة ايام رسالة الى الرئيس البشير تفصل شروط تشكيل القوة والقيادة والمراقبة والتمويل".

وقال "ان تمكنا من التفاهم على المرحلة الثالثة فسيكون ذلك تتويجا للتعاون بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي".

وتؤكد الامم المتحدة ان الحرب الاهلية التي يشهدها دارفور منذ شباط/فبراير 2003 وما نتج عنها ادت الى سقوط اكثر من مئتي الف قتيل ونزوح حوالى مليوني شخص وهي ارقام ترفضها السلطات السودانية.

ووافقت السلطات السودانية في اواخر كانون الاول/ديسمبر على ان تقدم الامم المتحدة مساعدة تقنية ومادية لبعثة السلام التابعة للاتحاد الافريقي في دارفور التي تفتقر الى التجهيز والتمويل. لكنها رفضت انتشار قوة لجنود الامم المتحدة فقط بالرغم من ضغوط المجتمع الدولي.

وفي حديثه عن لقاءاته مع القادة الافارقة اثناء قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا اكد بان انه حثهم على "تشجيع الحوار السياسي والادارة الرشيدة وتوفير تربية نوعية والى ان يكون لديهم تنسيق دولي جيد ومنسجم".

وقال "ان زيارتي الاولى الى افريقيا بعد شهر من تسلمي مهامي كانت مفيدة جدا بالنسبة لي بغية الاطلاع على جميع التطورات والتقدم وكذلك التحديات التي تواجهها البلدان الافريقية".

وقد قام الاسبوع الماضي خصوصا بزيارة مستشفى يستقبل مرضى مصابين بالايدز في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وقبل محطاته الافريقية زار بان بروكسل ثم باريس للمشاركة في مؤتمر باريس-3 لمساعدة لبنان.

وقد وصل أمس الأول الى نيروبي وزار مدينة الصفيح كيبيرا التي تعد حوالى 800 الف نسمة وتعتبر من الاكثر اكتظاظا في افريقيا.

ويوم أمس الأربعاء التقى الرئيس الكيني مواي كيباكي كما قام بزيارة وكالتي الامم المتحدة اللتين يوجد مقرهما في نيروبي، الاسكان وبرنامج الامم المتحدة للتنمية.

واستقل الطائرة منتصف النهار متوجها الى هولندا، وسينتقل الخميس الى لاهاي مقر المحكمة الجنائية الدولية. (أ.ف.ب)