تأملات في واقعنا المرير

> «الأيام» عبدالحكيم الهيثمي الهضام / عدن

> ينقضي عام ثم يأتي آخر ثم يبدأ يلملم أيامه وشهوره، ثم يرحل ولا يسأل أحدنا ماذا صنع وقدم لنفسه إن لم نقل لأمته ثم تتسارع الأحداث أمام عينيه وترتسم في مخيلته تلك الأحداث وتشكل نسيجا ارجوانيا لؤلؤيا، فكل حدث له في نفسه وقعه الخاص وتأثيراته العجيبة.

فمنها ما ينطبع في ذاكرته فيبقى ملازما له طول العمر ومنها ما يتبدد ويتلاشى في زحمة الأيام وشقائها اليومي ولا تبقى إلا خطوط في قاع الذاكرة كأنها حروف هيروغليفية هي أقرب للطلاسم.

وعند اشتداد المحن والكوارث تتجلى أمام ناظريه في الفضاءات الواسعة نفحات ربانية تلف الكون ببلسمها الشافي فتضفي عليه السكون والهدوء والطمأنينة والتأمل، فعندما تسمو النفس البشرية السليمة الى عنان السماء في زهو وشموخ مخلفة وراءها خليطا من النفوس الشريرة العدوانية التي لا تجد متعتها إلا بالعيش في المستنقعات الضحلة والبرك الآسنة العفنة وامتصاص قطرات العرق المتساقطة من جباه البسطاء الشرفاء ولكن تلك الطفيليات لا تستطيع الصمود والمقاومة أمام تيارات الصدق والنزاهة والعفة والقيم النبيلة المدمرة، فتضمحل وتشكل هلاميات رخوة تجرفها تلك التيارات إلى جداول التغيير والتجديد فتعيد صياغتها في قوالب التوبة والإنابة والرجوع إلى جادة الحق والصواب، فالخير والشر نقيضان وسيبقيان يصطرعان إلى قيام الساعة فإن استطعت أن تكبح جماح نفسك الأمارة بالسوء فافعل، وكن دوما من دعاة الخير ولا تكن من دعاة النقيض الآخر تسمُ وترتق في أعين الناس والمجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى