شيراك يتراجع عن تصريحاته بشأن إيران

> باريس «الأيام» فرانسوا ميرفي وكريستين جيمليتش :

>
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
تراجع الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الأول بعد قوله إنه لن يكون بالأمر الخطير أن تمتلك إيران قنبلة نووية فيما اعتبر تحولا جذريا عن موقف فرنسا,وأدلى شيراك بهذه التعليقات لصحيفتين أمريكيتين ومجلة فرنسية قبل أن يستدعي الصحفيين لإجراء مقابلة ثانية في اليوم التالي قال فيها إنه كان يعتقد أن حديثه لم يكن للنشر وتراجع عن بعض التصريحات.

وأثارت تعليقات شيراك تساؤلات حول موقف فرنسا بعد أن أمضت سنوات تحاول ضمان عدم قيام إيران بتطوير أسلحة ذرية.

ونقل عن شيراك البالغ من العمر 74 عاما قوله للصحفيين "ما هو خطير بشأن هذا الموقف ليس في حقيقة امتلاك قنبلة نووية .. امتلاك قنبلة وربما قنبلة ثانية في وقت لاحق .. هذا الأمر ليس خطيرا للغاية."

وقال إنه إذا استخدمت إيران سلاحا نوويا ضد إسرائيل فسوف تسوى عاصمتها طهران بالأرض في المقابل.

وقالت صحيفتا إنترناشيونال هيرالد تريبيون ونيويورك تايمز إن شيراك بدا مشتتا في بعض الأوقات وكان يكافح لتذكر الأسماء والتواريخ في المقابلة التي أدلى خلالها بتلك التعليقات غير المتوقعة.

وقالت صحيفة لو موند الفرنسية إن تصريحاته تمثل "نقطة تحول جذرية" مضيفة أن "المرء يتساءل ما هي المصداقية التي ستكون للموقف الفرنسي الآن."

وأمس الأول قال مكتب شيراك إن صحيفيتي نيويورك تايمز وانترناشيونال هيرالد تريبيون حاولتا إثارة "فضيحة مخزية" من خلال نشر التعليقات التي نشرتها كذلك مجلة لو نوفيل أوبزيرفاتور الفرنسية الأسبوعية.

وأصبحت صحة شيراك قضية محل مناقشات منذ أن نقل سرا إلى المستشفى في سبتمبر أيلول عام 2005 بسبب مشكلة في أحد الأوعية الدموية أثرت على الرؤية وسببت له صداعا.

وقال مكتب شيراك أمس الأول "فرنسا والمجتمع الدولي لا يمكنهما قبول احتمال امتلاك إيران أسلحة نووية".

وتضغط فرنسا وحلفاؤها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين على طهران للتخلي عن التكنولوجيا النووية الحساسة التي يمكن أن تستخدم في صنع قنابل ذرية.

وتنفي إيران اتهامات بأنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية قائلة إنها تريد التكنولوجيا النووية فقط لتوليد الكهرباء,وقللت واشنطن ولندن من أهمية تصريحات شيراك.

وقالت مارجريت بيكيت وزيرة الخارجية البريطانية "ليس هذا شعورا أشاركه فيه.. الأهم أنني أفهم أنه حتى رئيس فرنسا لم يعد يقبله."

وقال محمد على حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية للاذاعة الايرانية الحكومية ان تصريحات شيراك من شانها ان "تزيد سوء المناخ الحالي غير المتوازن والناتج عن السياسات الامريكية الخاطئة."

وقال شيراك في المقابلة إن الخطر الرئيسي من تطوير إيران قنبلة نووية هو أن دولا أخرى في المنطقة مثل السعودية ومصر ستنتهج نفس الطريق وليس أن إيران ستستخدمها.

ونقل الصحفيون عن شيراك قوله "أين ستسقطها .. هذه القنبلة.. على إسرائيل.. لن تذهب لمسافة 200 متر في الجو قبل أن تسوى طهران بالأرض."

وفي اليوم التالي تراجع الرئيس الفرنسي ونقلت عنه صحيفتا إنترناشيونال هيرالد تريبيون ونيويورك تايمز قوله "إنني أتراجع بالطبع عما قلت إنه سيتم محو طهران."

كما تراجع شيراك عن توقعاته بأن إيران النووية قد تشجع دولا عربية على صنع قنبلة.

وقال "إنني أتراجع بالطبع ما دامت لا السعودية ولا مصر أدلت بأى تصريح بشأن هذه الموضوعات وبالتالي فإن الأمر ليس متروكا لي لكي أدلي بهذه التصريحات."

ونقلت صحيفة إنترناشيونال هيرالد تريبيون عن شيراك قوله "لقد كنت أنا المخطيء ولا أرغب في أن أناقش ذلك... كان يجب أن أنتبه أكثر لما أقوله وأن أفهم أنه للنشر."

وقال مكتب شيراك إن الصحيفتين الأمريكيتين تصرفتا على نحو لا يليق حتى على الرغم من أن المجلة الفرنسية نشرت هي الأخرى تراجعه.

وقال المكتب "لا يفاجئنا موقف وسائل الإعلام على الجانب الآخر من الأطلسي والتي ستستغل أي فرصة لمهاجمة فرنسا."

(شارك في التغطية كريسيان بالمر وصوفي لوت من باريس وصوفي ووكر من لندن) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى