عام النضوج

> جمال اليماني:

>
جمال اليماني
جمال اليماني
بهذا العام تدخل الجمهورية اليمنية الفتية عاما جديدا، وبهذا العام تدخل عامها السابع عشر بعدما تحققت وحدة الوطن في 22 مايو 1990م محققة العديد من المنجزات ومتجاوزة الكثير من المنعطفات.. مسيرة حافلة بالنجاحات على الصعيدين الداخلي والخارجي تجسدت في هذه المسيرة كل معاني الحب والوفاء بين الشعب والوطن.

وها هي الجمهورية اليمنية تدخل عامها السابع عشر حاملة الكثير من النضوج السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأمني..والذي يقوي دعائمها ويؤهلها في كثير من المحافل ويجعلها محط احترام المجتمع الدولي، ما يعكس نفسه على رفاهية الشعب وتقدمه.

ولقد ولدت دولة الوحدة في ظل منطقة عربية غاية في الحرج تتلاطمها التيارات والتمزق والتشرذم التي تطمس الهوية العربية الإسلامية، وترسم ملامح خارطة عربية جديدة وتقيد حرية وثقافة المواطن العربي، وكانت الجمهورية اليمنية كفيلة بتبديد الأقاويل والأوهام وقيود التخلف التي تكبل المواطن اليمني بشكل خاص والعربي بشكل عام، ولهذا ولد اليمن الجديد من رحم المعاناة العربية.

وما من شك أن أزمة التمرد الطائفية في صعدة إنما هي سحابة صيف ستنجلي خصوصا أن اليمن الفتي قد مر بالعديد من التجارب والمنعطفات وتجاوز الأزمات التي كادت أن تفتت هذه الوحدة لولا أبناء الوطن الشرفاء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن والوحدة والنظام الجمهوري الذي قامت من أجله الثورة.

وليست بجديدة هذه الهجمة الشرسة على السلطة التي تقودها المعارضة، في الوقت الذي يفترض أن تقف إلى جانبها خصوصا في مثل هذه الظروف، إلا أننا نجد العكس، ولتعلم المعارضة أنها مع السلطة في سفينة واحدة إذا غرقت سيغرق كل من فيها ولا فرق حينئذ بين الاثنين لأنه سيكون هناك طرف ثالث في سفينة القراصنة لا يحب إلا نفسه يسعى إلى هذا منذ زمن.

واليوم أصبحت الجمهورية اليمنية حقيقة واقعة بعيدا عن التنظير، قادرة على الدفاع عن نفسها وقادرة على إدارة شؤونها ويمكن توفير كل احتياجات هذا الشعب من خيراتها والوقوف الصادق من الأشقاء والأصدقاء على الرغم من تآمر البعض منهم وهذه الحقيقة التي يجب أن يعرفها كل الذين يتآمرون على أمنها واستقرارها.

والخريطة الشيطانية التي يحاول البعض أن يرسمها لليمن أصبحت مكشوفة وتعيد المواطن اليمني الى عهود التخلف (ما قبل الوحدة المباركة) والمخططات الشريرة التي يقوم بها البعض من الداخل والخارج لن تجد لها مكانا في ظل دولة المؤسسات التي ثبتت جذورها في عمق التاريخ ورسمت خريطة اليمن الموحد الأبدية التي تأقلمت على البقاء حتى في أحلك الظروف.

ورغم كل هذه الظروف إلا أن فرحة العيد السابع عشر سيكون لها مذاق خاص لأننا نرى الانتصارات تتحقق واليمن يتميز ويتألق لتحقيق حلم شعب كان يحلم بوحدته منذ أزمنة سحيقة، وستجد الوحدة أبناء يحافظون عليها فقد أصبحت في عمرها السابع عشر وهو عام النضوج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى