جيل اليوم لايستطيع تحمل المسؤولية

> «الأيام» ناصر مهدي المخور/ الروضة - شبوة

> المتأمل في أحوال أبنائنا (جيل اليوم) والجيل السابق يجد فرقاً شاسعاً بينهما في جميع المجالات. فمن سمات الجيل السابق الحفاظ على عاداته وتحليه بالصبر وحسن الاخوة والمثابرة وطلب الجد في العمل واحترام الكبير ورحمة الصغير وطاعة الوالدين، وهي سمات تدل على رقي الخلق ورفعته، وعلى الرغم من حرمانهم من أشياء كثيرة أقبلو على الحياة بكفاح وتحملوا المشاق وتخطوا الصعوبات والمعوقات.

وفي هذه الأيام نرى جيلاً قد أقبل على الحياة دونما حرمان وشقاء في ظل نعمة في الدنيا، واتسم هذا الجيل بحدة الذكاء وبمعرفة ما يدور حوله حتى أننا نندهش عند سؤالنا لبعض الأطفال من حسن تجاوبهم وشدة براعتهم في الإجابة حتى أن بعضهم يقول كلمات لا تخرج إلا من شخص بالغ يفهم، فيجبرنا على التنبؤ بمستقبل كبير، ومع مرور الأيام واقتران أفراد الجيل بمن هم في مستواهم ظهرت السمات البارزة التي يتمتع بها أفراد جيل النعمة لتمتعهم بحياة هانئة ومرفهة وآمنة وفرها لهم أباؤهم وزودوهم من معطيات العصر الجديد بالتقدم العلمي الذي أظهر بوضوح أنه السبب الرئيسي وراء تقاعس الأجيال وانحدار خلقهم وتعليمهم على ما اتسموا به من ذكاء وجرأة.

إن جيل النعمة لم يتأثروا بالعوامل الجيدة من حولهم أو أنهم أخذوا عن سلفهم، بل توحدوا بأنفسهم وجعلوا لهم شخصية مستقلة تتسم بالكسل والخمول وحب النفس وعدم الصبر وكره العمل وعدم المبالاة وحب الخيال والبحث في المستقبل من دون ربطه بالماضي، وتردي مستواهم التعليمي، كل هذه الأمور وغيرها تفشت عند أبنائنا وفلذات أكبادنا (جيل النعمة) فلم تعد المشكلة على مستوى الفرد بل تعدته إلى نسبه كبيرة من هذا الجيل الذي كنا نرى فيه أخذ لواء السلف الصالح وأن يكونوا خير خلف ليتحملوا أعباء المستقبل الذي يخبئ لهم ما هو أشد وأصعب. إن المصاب في هذا الجيل عظيم وله أسباب ودوافع وأدعو وأتمنى من كل أب أن يعرف خطورة هذا الزمن وأسباب تقاعس أبنائهم قبل دخولهم معركة مع الحياة، ولو أني أرى أن (جيل النعمة) غير قادر على تحمل المسؤولية والحفاظ عليها على الوجة السليم والاستعداد لقبولها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى