طيارو البحرية الاميركية لا يفكرون بإيران في الوقت الراهن

> بحر العرب «الأيام» كريستيان شيز:

>
محمد خان الذي سيكون أول قائد سرب مسلم في تاريخ البحرية الاميركية في صورة على متن حاملة الطائرات جون ستينيس في بحر العرب أمس
محمد خان الذي سيكون أول قائد سرب مسلم في تاريخ البحرية الاميركية في صورة على متن حاملة الطائرات جون ستينيس في بحر العرب أمس
يؤكد طيارو البحرية الاميركية على متن حاملة الطائرات "جون سي ستينيس" الموجودة حاليا قبالة الشواطئ الباكستانية انهم لا يفكرون في الوقت الراهن بإيران بالرغم من الشائعات المتزايدة حول ضربة اميركية ممكنة للجمهورية الاسلامية.

وقال الكابتن جيم موري (49 عاما) نائب قائد الجناح الجوي التاسع على حاملة الطائرات ان "دورنا هو القيام بمهمات فوق افغانستان. هذا هو الامر الثابت في ذهن كل من على متن هذه السفينة".

ووصول حاملة الطائرات "ستينيس" التي تحمل 67 طائرة ومروحية بينها 44 مقاتلة من طراز "اف/ايه 18" اضافة الى مجموعة المباني البحرية المهمة التابعة لها، الاسبوع الماضي الى بحر عمان عزز الشائعات حول ضربة اميركية ممكنة لايران مع احتدام التوتر بين البلدين.

لكن حتى الآن، المهمة الرسمية الوحيدة لـ"ستينيس" ومجموعتها تقتصر على الدعم الجوي لقوات التحالف في افغانستان، الذي يقوده الحلف الاطلسي.

ومهمة طياري البحرية في هذه الحالة تقتصر على انتظار تحديد قوات التحالف في افغانستان مواقع ارضية للقصف، كتحديد موقع مجموعة من حركة طالبان تقوم بمهاجمة قرية معينة، قبل قيامهم بأي تحرك.

وهذه المهمات فوق افغانستان بدأت الجمعة وهي على شكل طلعات تقوم بها مجموعات من طائرتين.

ولم يطلب من اي من المقاتلات الـ14 التي شاركت في طلعات فوق افغانستان حتى الآن التدخل.

ويقول الكابتن موري في هذا السياق "بالنسبة لي، انه يوم جيد لان ذلك يعني ان قوات البر تبلي بلاء حسنا وهي ليست بحاجة لمساعدتنا".

ورسميا لا يتعلق وجود حاملة الطائرات في هذه المنطقة بإيران بالرغم من احتدام التوتر بسبب رفض ايران تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم وبالرغم من تصريحات نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي اكد ان "جميع الخيارات مطروحة" للتعامل مع ايران.

وقال موري، الطيار المخضرم الذي قام في الماضي بمهمات في افغانستان والعراق "لا افكر بإيران. نحن الطيارين نسعى دائما الى الفصل بين الامور".

وعبر ثلاثة طيارين آخرين عن الموقف نفسه في حديث مع مراسل فرانس برس تحت مدرج حاملة الطائرات حيث يعمل التقنيون من دون توقف على صيانة وتصليح الطائرات.

وقال الميجور دان غودوين (36 عاما) ردا على سؤال حول مدى اعتقاده بان ضربة اميركية لايران ستحصل فعلا "نحن لسنا هنا من اجل ذلك (...) ولا نتمنى ان يحصل ذلك".

وعلى مدرج حاملة الطائرات الذي يبلغ طوله ثلاثمئة متر، يعمل عشرات البحارة من دون هوادة بثيابهم الملونة على تحضير اقلاع المقاتلات التي تنتظر دورها.

وردا على السؤال نفسه، قال الكابتن جون روثرفورد (27 عاما) "نحاول الا نتكلم عن الموضوع".

اما غودوين فيعقب على ذلك قائلا "لدينا ما يكفي من العمل للاستعداد لما يجب ان نفعله الآن".

وبالواقع، فإن الطلعات فوق افغانستان تتطلب جهدا كبيرا لانها تستغرق حوالى ست ساعات ونصف الساعة.

الا ان جميع من على متن حاملة الطائرات يعرف ان الاوامر والمهمات قد تتغير بين ليلة وضحاها، وبالتالي، فإن هذه المرونة في طبيعة عمل حاملة الطائرات "ستينيس" ومجموعتها البحرية هي التي تعطيها اهميتها الاستراتيجية.

وقال الميجور غوديين عن حاملة الطائرات التي يعيش على متنها 4800 شخص بينهم 1800 شخص يعملون في الاجنحة الجوية "انها مدينة عائمة تذهب الى اي مكان".

وتؤكد قيادة حاملة الطائرات الاميركية "ستينيس" باستمرار ان مهمتها هي تعزيز "الامن والاستقرار" في المنطقة بدءا من افغانستان والعراق، وليس ضرب ايران.

وتنطلق المقاتلات "اف/ايه-18" الواحدة تلو الاخرى بفارق ثوان فقط، من على متن حاملة الطائرات الاميركية "يو اس اس جون سي ستينيس" باتجاه افغانستان لمساندة قوات التحالف في مواجهة مقاتلي طالبان.

وتجوب حاملة الطائرات "ستينيس" التي يبلغ عديد طاقمها مع السفن الضخمة المرافقة لها 6500 رجل، منذ 19 فبراير في بحر عمان على بعد نحو 220 كلم من الشواطئ الباكستانية.

اما مهمتها الرسمية فهي "تأمين المساندة لقوات البر العاملة في افغانستان والعراق".

وتؤكد قيادة المجموعة البحرية التي تشكل حاملة الطائرات "ستينيس" عمادها، باستمرار خطابا واحدا مضمونه ان مهمتها هي تعزيز "الامن والاستقرار" في المنطقة ابتداء من افغانستان والعراق، وليس ضرب ايران.

وقال قائد حاملة الطائرات نفسها برادلي جونسون لوكالة فرانس برس وهو يراقب اقلاع مقاتلة من طراز "اف/ايه-18 اف-سوبر هورنت" باتجاه الشمال الى باكستان وافغانستان "تلقينا تعليمات واضحة جدا هي الا نقوم بخطوة باتجاه ايران (...) من شأنها ان تقود الى تصـعـيد".

الا ان تطمينات قيادة المجموعة البحرية لا تكفي لاقناع من تساورهم شكوك في وجود "ستينيس" بالقرب من مياه الخليج حيث تتواجد اصلا حاملة الطائرات "ديوايت ايزنهاور".

فقد حذر وزير الدفاع الاميركي روبرتس غيتس الشهر الماضي من ان التعزيزات البحرية في منطقة الخليج هي رسالة لايران.

وما زالت ايران مصممة على عدم تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم بالرغم من المهلة التي حددها لها مجلس الامن والعقوبات التي فرضها عليها في ديسمبر الماضي.

وكان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني صرح السبت ان السماح لايران باقتناء السلاح النووي يشكل "خطأ فادحا"، مؤكدا ان "جميع الخيارات" ما زالت مطروحة للحؤول دون ذلك.

واذا شنت واشنطن ضربة عسكرية على ايران، فإن "ستينيس" ومجموعتها البحرية المؤلفة من اربع سفن حربية بينها مدمرتان، ستلعب دورا اساسيا نظرا لقوة النار الضاربة التي تتمتع بها وخصوصا صواريخ توماهوك.

و"ستينيس" وحدها تحمل 67 طائرة ومروحية بينها 44 مقاتلة من طراز "اف/ايه-18".

اما الاميرال كيفين كوين الذي يقود المجموعة البحرية بكاملها، فقد قال مبتسما ان "اجمل ما في عملي هو انه ليس علي ان اشرح ما يقوله وزير الدفاع".

واضاف لوكالة فرانس برس "ليس هناك اي كلمة في امر مهمتي تتعلق بإيران (..) مهمتي هنا هي مساندة جهود التحالف في افغانستان" الذي يقوده الحلف الاطلسي.

وبعد قيامها بعدد من الطلعات التدريبية، نفذت مقاتلات "اف/ايه-18" التابعة لـ"ستينيس" الجمعة اولى طلعاتها فوق افغانستان. وبلغ عدد هذه الطلعات سبعـاً قامـت بكل منها مجموعة من مقاتلتين.

الا ان الاميرال كوين يقر بان ارسال حاملة طائرات ثانية الى المنطقة يشكل رسالة من واشنطن الى دول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج النفطية الحليفة للولايات المتحدة.

وقال في هذا السياق "عندما ينشر بلد قوة بحرية بهذا المستوى، فهو يبرهن على مدى عزمه والتزامه واعتقد انه بالتالي يمكن الاعتماد على هذه القوة وعلى هذا البلد للمساهمة في ضمان هذا الاستقرار وهذا الامن". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى