خبراء نزع الالغام يكثفون عملهم في جنوب لبنان ليستعيد الاهالي حياتهم الطبيعية

> صور «الأيام» سيلفي غرو :

>
سكان الجنوب الأكثر عرضه للالغام
سكان الجنوب الأكثر عرضه للالغام
وسط ملاحقة الاهالي للاسراع في مهمتهم، ينكب خبراء نزع الالغام في جنوب لبنان على العمل يوما بعد يوم لازالة مئات الآلاف من القنابل العنقودية التي تسمم حياة سكان المنطقة وتحرم المزارعين من العمل في اراضيهم.

ويقول الكولونيل هندريك فان سلويج قائد الكتيبة البلجيكية التي تقوم بمهمة انسانية في اطار قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "نبدأ بما هو اشد ضرورة اي بالمناطق الماهولة تليها الحقول لنوفر للاهالي امكانات عيش طبيعي عبر زراعة ارضهم وقطف مواسمهم".

فخلال عدوانه الاخير على لبنان صيف العام 2006 القى الجيش الاسرائيلي اعدادا كبيرة من القنابل العنقودية على جنوب لبنان التي لم ينفجر قسم منها مما ادى الى ان جعل ربع الاراضي الزراعية في هذه المناطق الريفية اراضي غير صالحة حاليا للاستعمال.

وتؤكد داليا فران الناطقة باسم مركز التنسيق لنزع الالغام التابع للامم المتحدة (ماك) ان المنظمة الدولية تقدر عدد القنابل العنقودية التي لم تنفجر "بنحو مليون قنبلة عنقودية" موزعة على 855 موقعا في مناطق مختلفة من جنوب لبنان.

وتشير فران الى ان "اكثر من مئة الف" من الالغام والقنابل العنقودية تم حتى الان التخلص منها بواسطة 63 فريقا من المدنيين والعسكريين يعملون بالتعاون مع مركز التنسيق الدولي.

ومنذ توقف العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله اللبناني في 14 آب/اغسطس 2006، قتل 30 مواطنا واصيب 187 اخرون بجروح جراء انفجار القنابل العنقودية وذلك رغم حملات التوعية المتكررة للاهالي كما تؤكد الناطقة باسم ماك.

ففي 24 كانون الاول/ديسمبر الماضي مثلا فقد الصبي احمد ناجي (15 عاما) قدمه اليسرى خلال توجهه الى منزل عمه في احد الحقول.

ويجلس احمد على مقعد في منزل عائته في باتولية، ويقول "كانت القنبلة العنقودية تحت حجر دسته بقدمي فانفجرت". يبتسم بمرارة وهو يشير بيده الى ميدالية ذهبية سبق له ان نالها خلال مشاركته في احدى اهم هواياته: سباق الركض.

فقبل اسبوعين على الحادثة حضر احمد في المدرسة درس توعية ضد مخاطر القنابل العنقودية. ويقول "بعد هذا الدرس اصبحت اعي بشكل واضح المخاطر. لكني اعتقدت ان هذا الحقل قد تم تنظيفه".

وخلال ستة اشهر اعطيت الاولوية لتنظيف جوانب الطرقات الرئيسية في جنوب لبنان وطرقات المناطق الماهولة.

لكن كمائن القنابل العنقودية ما تزال منتشرة في الحقول الزراعية التي يعتاش منها عدد كبير من السكان والتي يشتد خطرها عند بدء كل موسم زراعي.

فمنذ ستة اشهر ينتظر علي ناصر وصول خبراء نزع الالغام. لكن الربيع يقترب ولميعد امامه خيار اخر سوى ان يتوجه كل صباح مع اولاده الى حقله لزرع شتول التبغ التي ستؤمن لعائلته قوتها على مدى عام كامل.

ويقول "كيف اطعم عائلتي. لا يمكنني الانتظار. علي ان ازرع شتول التبغ".. يرتفع مردود زراعته الى 10 ملايين ليرة لبنانية (6700 دولار) سنويا. لكن علي لم يقطف في العام الماضي سوى 200 كيلوغرام من اوراق التبغ فقد انطلق العدوان الاسرائيلي في شهر تموز/ يوليو، اي في عز موسم الحصاد.

ويقول الكولونيل فان سلويج محذرا "كلما مر الزمن كلما اصبح العمل اشد صعوبة". ويضيف "تختفي هذه القنابل عن النظر بعد ان تجرف الامطار التربة الحمراء فتغطي القنابل ثم ينمو فوقها العشب".

بعد عملية تنظيف سطح الارض تاتي المرحلة الادق وهي مرحلة التنظيف في العمق.

ويقول الضابط البلجيكي "نفتش كل سنتيمتر مربع على عمق نحو 20 سنتيمترا بواسطة كاشفات الالغام والمعادن"، متوقعا ان تنطيف المنطقة يتطلب "ما بين ستة اشهر وعامين".

ويضيف "رغم ذلك تبقى المخاطر لانه من المستحيل ان نتمكن من تنطيف المنطقة بشكل كامل اي بنسبة 100/100".

ويلفت الكولونيل فان سلويج الى ان تفكيك الالغام اسهل من نزع القنابل العنقودية "فالالغام تزرع عمدا في اماكن محددة اما القنابل العنقودية فتنتشر بطريقة عشوائية".

لكن الامم المتحدة لا تزال تطالب اسرائيل عبثا منذ بضعة اشهر بتحديد المواقع التي قصفتها بالقنابل العنقودية. وتقول داليا فران "لو وفرت لنا اسرائيل هذه المعلومات لسهلت عملنا بنسبة كبيرة". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى