جابر .. والتراث الفني

> «الأيام» عبدالله باكدادة:

> الفنان جابر علي أحمد صاحب تجربة نادرة في حقل الغناء والفن في اليمن، هذه التجربة التي لم تجد حقها في الذيوع والانتشار والوصول إلى تداول العامة رغم أهميتها وتأثيرها الجلي على تجربة الفن اليمني المعاصر لما تتميز به من ثراء اللحون وجزالة الكلمات وحسن الاختيار، ولما استندت عليه من اطلاع واسع ودراية أكاديمية أهلت صاحبها أن يكون ممثلاً لليمن في المجمع العربي للموسيقى.

وأزعم أني اقتربت كثيرا من الفنان جابر علي أحمد ولم أستطع إخفاء إعجابي بثقافته الموسيقية العالية وتعابيره الدقيقة وطروحاته العلمية في مناقشة قضايا الفن في اليمن، ومادفعني لكتابة هذه المادة هنا زيارتي في الأسبوع الماضي لمركز التراث الموسيقي اليمني بصنعاء الذي خصصت مكاتبه في المركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة وتعيين وزير الثقافة للفنان جابر علي أحمد مديراً عاماً له، بالإضافة إلى ذلك فإن المركز ينفذ في الوقت الراهن مشروع اليونسكو للحفاظ على الغناء الصنعاني، والزائر للمكاتب يجد القائمين ينفذون عملهم بنظام دقيق ودراية واسعة واهتمام منقطع النظير وذلك من خلال جمع وتوثيق التراث الغنائي الصنعاني في اليمن.

الجدير بالذكر أن المركز تم تأهيله بأجهزة حديثة عالية الأداء والتقنية وبالرغم من الفترة الزمنية القصيرة على الافتتاح إلا أن إنجازاً رائعاً يلمسه المتابع وذلك في مجالي البحث والتوثيق لكنوز ودرر وروائع الفن اليمني الذي آن الأوان بالفعل للاهتمام بكل ألوانه لما له من أهمية على مستوى التراث الفني العربي والإنساني، هذا التراث الذي يتميز بالنبوغ والتنوع الناتج عن تنوع تضاريس اليمن وفلسفة تلازم الزمان والمكان وجماليات البحر والوادي والسفح والجبل والبحر الكامن في قلب الشرق وبخوره وخيالاته وامتداد نفح الجمال القادم عبر العصور من مكمن الأصالة إلى روح العصر، وذلك بالبحث الدؤوب عن رموز الفن اليمني والأعمال الحية التي لم تستطع تراكمات الزمن الغابرة أن تجثو عليها فكانت على شاشات الكمبيوتر بأصالة نتاجاتها كالذهب الذي استطاع سريعاً استعادة لمعانه بمجرد نفض الغبار عنه.

وبالفعل استطاع المركز وخلال فترة وجيزة خلق نسيج من العلاقات مع مراكز التوثيق الفني المترامية على استحياء في مناطق ومديريات محافظات اليمن التي معظمها قائم بجهود شخصية كان منها تلك الدعوة التي تلقيتها من الفنان جابر علي أحمد باعتباري رئيس مجلس الأمناء لمركز العزاني للتوثيق الفني، هذا المركز الذي تحرك مؤخراً لإبراز جزء مهم من غناء اليمن وقد وجد دعم محافظ عدن ووزارة الثقافة واهتماماً بالغاً من منظمة اليونسكو يتوقع له نهوضاً عالياً في الفترة القليلة القادمة.

وللمرة الثانية أستطيع القول إنني لم أستطع إخفاء إعجابي بالجهد العلمي والحرص الإنساني والعمل الدؤوب والثقافة الأكاديمية المتخصصة للفنان الرائع جابر علي أحمد، الذي يمكن القول وبكل ثقة إنه وضع في مكانه وإنه سيحقق إنجازات رائعة ومهمة لا محالة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى