تعاون فني بين مركز (العزاني) وشركة (أهازيج وأغاريد) .. رئيس جمعية طلاب البادري: قدمت الجمعية البلفقيه ونبيهة عزيم على خشبة المسرح لأول مرة

> «الأيام» مختار مقطري:

> كل شيء أسهم في ازدهار الحركة الفنية بعدن في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وكان للجمعيات الطلابية دور في ذلك الازدهار من خلال تنظيم الحفلات وتقديم المواهب الجديدة وممارسة الأنشطة الإبداعية المختلفة، وعصر أمس الأول السبت استضاف مركز (العزاني) للتوثيق الفني بمديرية المنصورة الأستاذ أمين درهم، رئيس مجلس إدارة شركة (تهامة) للمحاريث والهندسة وكان بمعيته الأستاذ محمد إبراهيم حيدرة، مدير قسم العلاقات العامة بالشركة، حيث كان في استقبالهما الأخوة ناصر، عادل ونبيل عزاني، أبناء المهندس الراحل الفقيد علي حيدرة العزاني، كما حضر اللقاء الأخ أحمد علي قاسم، مدير مكتب محافظ عدن، وفي اللقاء استمع الأستاذ أمين درهم لشرح واف عن مهام المركز ونشاطه الريادي والوطني في حفظ وتوثيق التراث الموسيقي اليمني وما يواجهه من مصاعب تقف دون تطوير المركز ورفده بالإمكانات والأجهزة التقنية في مجال هندسة الصوتيات، واطلع على قسم كبير من محتويات مكتبة المركز واستمع لبعض التسجيلات النادرة، معبراً عن سروره بالدور الكبير الذي يلعبه المركز في توثيق هذه الكنوز التراثية وحفظها من التلف والضياع رغم إمكاناته المتواضعة مما يستدعي اهتمام الجهات ذات العلاقة في مقدمتها وزارة الثقافة وأهمية تقديم الدعم السخي للمركز ليتكمن من تنفيذ أهدافه الكبيرة في مجال حفظ وتوثيق التراث اليمني في الموسيقى والغناء.

والاستاذ أمين درهم واحد من أصدقاء المبدعين وله اهتمام كبير بالتوثيق الفني، وقد ارتبط بالحركة الفنية ارتباطاً وجدانياً فاعلاً مذ كان طالباً في مدرسة (البادري) بكريتر، حيث قام مع بعض زملائه بتأسيس جمعية طلاب البادري عام 1951م، وكان رئيسها إلى جانب الأساتذة شمشير تاج محمد (الأمين العام) ومحمد شفي عبدالكريم وانتوني ديسا، وقد عملت الجمعية على تنظيم حفل غنائي شهري ومن ريعه كانت تسدد رسوم الدراسة نيابة عن الطلاب المعسرين، كما اشترت باصاً لنقل طالبات مدرسة البنات، واهتمت بإتاحة الفرصة للأصوات الجديدة - كما يقول الأستاذ أمين درهم، وفي هذه الحفلات غنى ولأول مرة على خشبة المسرح كل من أبوبكر سالم بلفقيه، نبيهة عزيم وفتحية الصغيرة وغيرهم. وفي العام 1960 انتقل الأستاذ أمين درهم للعيش في تعز وتعرف على الفنان الكبير علي الآنسي وتوطدت علاقاته بالفنانين، وكان للمقايل الفنية التي يقيمها في منزله دور كبير في الجمع بين الفنانين والتعاون الفني فيما بينهم، وشهد مقيله الفني ميلاد أغنية (أهلاً بمن) للشاعر علي صبره والفنان علي الآنسي، وفي العام 1961م جمع مقيله الفني كلا من فضل محمد اللحجي وأحمد يوسف الزبيدي وعلي الآنسى، وفيه استمع الآنسى من الزبيدي لأغنية (باسم هذا التراب) من تلحين حسن عطا، وباندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م غناها الآنسي فأسهمت في إذكاء مزيد من نار الثورة ورددتها كل الجماهير وكانت أشبه بالنشيد الوطني، وقد ظنها الكثيرون من تلحين علي الآنسي.

وفي العام 1962م زار عدن بمعية علي الآنسي وتوجها مباشرة إلى بيت الأستاذ حسن عزيم الذي كان مقراً لالتقاء معظم الفنانين اليمنيين بعدن، وفي منزل الأستاذ حسن عزيم استمع الفنان أبوبكر سالم بلفقيه من الفنان علي الآنسي لأغنية (يا ليل هل أشكو) التي سجلها بصوته فيما بعد، كما استمع علي الآنسى من محمد صالح همشري لأغنية (اشهدوا لي على الأخضر) التي سجلها بصوته فيما بعد. وفي العام 1966م قام الأستاذ أمين درهم بمعية كل من الأستاذة محمد جباري، إبراهيم الوجيه، د. سعيد شيباني، إبراهيم حيدرة عبده، محمد قائد عبده والفنان علي الآنسي بتأسيس شركة (أهازيج وأغاريد - صنعاء) للتسجيلات الفنية وكان هو رئيس مجلس إدارتها، وقامت الشركة بطباعة الاسطوانات للكثير من الفنانين في اليونان بعد تسجيل الأغاني في لبنان ومنهم أحمد قاسم، فرسان خليفة، علي الآنسي، فتحية الصغيرة، فائزة أحمد وشريفة ماهر. وفي اللقاء اتفق الأستاذ أمين درهم مع الهيئة الإدارية للمركز على إقامة تعاون فني بين المركز وشركة (أهازيج وأغاريد) حيث وعد بتقديم نسخ من تسجيلات الشركة لحفظها في مكتبة المركز والعمل على التعريف بالمركز للمهتمين والفنانين وبعض المنظمات الدولية المهتمة بالثقافة والتراث اليمني.كما اتفق الطرفان على تنظيم ندوة فنية قريباً يتحدث فيها الأستاذ أمين درهم عن ذكريات وعلاقته الوطيدة بالحركة الفنية والمستمرة إلى اليوم منذ تأسيس (جمعية طلاب البادري) عام 1956م وتنظيمها للحفلات الغنائية الشهيرة على مسرح (البادري) بكريتر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى