بوش يحاول كسب القلوب والعقول في امريكا اللاتينية

> ساو باولو «الأيام» مات سبيتالنيك :

>
الرئيس الأمريكي جورج بوش
الرئيس الأمريكي جورج بوش
بدأ الرئيس الأمريكي جورج بوش حملة دبلوماسية أمس الجمعة لكسب قلوب وعقول المتشككين في امريكا اللاتينية ومواجهة تحد مناهض للولايات المتحدة بقيادة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز.

وفي المحطة الاولى من جولته الاقليمية التي تشمل خمس دول سعى بوش للتواصل مع اليسار المعتدل من خلال التركيز على اتفاق مزمع بشأن الايثانول مع الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وهو حليف ترى واشنطن انه منافس لشافيز.

ويسعى بوش للتغلب على شعور بتجاهل الولايات المتحدة لامريكا اللاتينية حيث اضرت المعارضة للحرب في العراق ايضا بموقف الادارة وهو ما اعطى شافيز فرصة للشكوى ضد ما يصفه بالامبريالية الامريكية.

وفي محاولة لمضايقة بوش سافر شافيز الى الارجنتين لالقاء خطاب امام تجمع يساري في استاد لكرة القدم يقع مباشرة عبر ريفر بلات من مونتيفيديو بأوروجواي التي من المقرر ان يصلها الرئيس الامريكي في زيارة رسمية أمس.

وشاب العنف المظاهرات التي نظمت أمس الأول في ساو باولو احتجاجا على وصول بوش .

وقبل اجتماعه مع الرئيس الارجنتيني نيستور كيرشنر وصف شافيز الرئيس الأمريكي بانه "رمز للهيمنة... يحاول خداع شعوبنا ليفرقنا".

وينفي البيت الابيض ان تكون جولة بوش مناهضة لشافيز لكنه يرى بوضوح ان "دبلوماسية الايثانول" والتعهدات بمساعدات امريكية جديدة وسيلتان لمنافسة استخدام فنزويلا للثروة النفطية لاستمالة جيل جديد من الزعماء اليساريين في امريكا اللاتينية.

ووصل الامر بشافيز الحليف المقرب للزعيم الشيوعي فيدل كاسترو والذي وصف بوش بالشيطان خلال كلمة في الامم المتحدة العام الماضي أن ارسل وقودا مدعما للامريكيين الفقراء.

وزار بوش مستودعا كبيرا لوقود الايثانول أمس الجمعة مؤكدا على رسالة مفادها ان تزايد استخدام الطاقة البديلة لا يمكن ان يكون مفيدا من الناحية الاقتصادية فحسب بل يمكن ان يقلص اعتماد المنطقة على منتجي نفط خارجيين مثل فنزويلا.

وتعرض بوش الذي تعهد بجعل امريكا اللاتينية على رأس اولوياته عندما تولى السلطة عام 2001 لانتقادات لانشغاله عنها بالحرب في العراق وهو صراع جعله شعبيته تتراجع بين جيران واشنطن الجنوبيين اكثر من تراجعها في الولايات المتحدة.

وفي محاولة للتغلب على تحدي شافيز سعى بوش لاعادة تصوير نفسه على انه مصلح اجتماعي ملتزم بالعمل على الحد من الفقر.

وقال بوش في حديث مع شبكة تلفزيون آر.سي.ان. في كولومبيا التي يصل اليها يوم غداً الأحد "زيارتي فرصة لابلاغ الناس..بأن الولايات المتحدة تهتم بشكل كبير بالاحوال الانسانية."

ووسط الشعور المناهض للولايات المتحدة بشكل متزايد فليس من المرجح ان يقتنع الكثير من مواطني امريكا اللاتينية بهذا الكلام. وحتى الان اكد بوش الذي كانت اخر زيارة له لامريكا اللاتينية عام 2005 على التجارة ومكافحة المخدرات والسيطرة على الهجرة.

ورغم ان معظم دول امريكا اللاتينية تتبع نموذجا امريكيا لديمقراطية السوق الحرة الا ان الشكوى تستمر ضد واشنطن لدعمها دكتاتورية عسكرية قمعية كانت مسيطرة ذات يوم.

وقبل وصول بوش يوم أمس الأول اطلقت الشرطة في ساو باولو الغاز المسيل للدموع وضربت بالهراوات بعض المتظاهرين خلال احتجاجات في الشوارع كانت سلمية في اغلبها وشارك فيها 6000 شخص. ووصف المتظاهرون بوش بانه داعية حرب وملوث لكوكب الارض.

وقال قائد الشرطة الكولومبية إن متمردي كولومبيا الماركسيين يخططون لهجمات وأعمال تخريبية خلال زيارة بوش في مطلع الأسبوع هناك.

ويختتم بوش جولته التي تستمر ستة ايام بزيارة حلفائه المحافظين في جواتيمالا والمكسيك. وفي المقابل يسافر شافيز جوا الى بوليفيا لزيارة مناطق غمرتها الفيضانات اليوم السبت.

وتنتج البرازيل والولايات المتحدة 70 في المئة من الانتاج العالمي للايثانول. وقال البيت الابيض ان الجانبين سيوقعان على اتفاق أمس الجمعة بشأن تبادل تكنولوجيا الايثانول والمساعدة في توسيع الانتاج في امريكا الوسطى والكاريبي.

ويأمل المسؤولون الامريكيون ان تحد "دبلوماسية الايثانول" من تأثير شافيز الذي يستخدم ثروة فنزويلا النفطية لكسب اتباع في دول مثل بوليفيا والاكوادور.

لكن هذا الأمر افسده شكاوى من البرازيل من التعريفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على انتاجها من الايثانول وهو امر يقول البيت الابيض انه من اختصاص الكونجرس. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى