حول تدهور الأوضاع في بعض المدارس في اليمن ..مدرسة الصفاة كثافة طلابية ومبنى من سيئ إلى أسوأ

> «الأيام» قائد زيد ثابت:

>
مبنى مدرسة الصفأة
مبنى مدرسة الصفأة
مدرسة بثلاثة أسماء، وثلاث إشكاليات وبداخلها ثلاث فئات، والطالب لا يعرف ماذا يخبئ له القدر تحت سقف يوشك على الانهيار.. معاناة الزحام داخل الفصول، ومعلم لم يحظ باهتمام برغم ما يبذله، ومسؤول يعرف كل المعاناة التي تمر بها فصول المدرسة الضيقة وسقوفها المتصدعة وقرب زمان الكارثة! مع ذلك لم تحرك الجهات المعنية ساكناً، ولم يتحول التوجيه باعتماد مدرسة بصورة عاجلة لمنطقة الصفأة إلى حقيقة، الأمر الذي دعانا للحديث عن هذه المأساة على سطور «الأيام» ليعلن الحاضر الغائب ولترن أجراس الخطر قبل وقوعه.

مدرسة بثلاثة أسماء
يحمل مبنى مدرسة الصفأة بمديرية رصد يافع ثلاثة أسماء، الأول مدرسة الشهيد محمد سعيد للتعليم الأساسي، وهي مدرسة للبنين من الصف الأول حتى التاسع، ويبلغ عدد طلابها 610 طلاب ويدرسون في الفترة الصباحية، أما الثاني فهو مدرسة عائشة للبنات ويبلغ عدد طالباتها 581 طالبة وفي نفس المبنى يتم تعليم الفتيات من جميع قرى وعزل الصفأة، ولكن في فترة مسائية بإدارة مستقلة عن إدارة البنين.

وثانوية أبوبكر الصديق هي الاسم الثالث، وهذا الاسم استمر لمدة ثلاثة أعوام من 2000م وحتى 2003م وما زال الختم خير شاهد.

أسباب استبعاد التعليم الثانوي
< المواطن عبدالناصر حسين عبدالله يقول عن أسباب استبعاد التعليم الثانوي من الصفأة: «إن الكثافة الطلابية في الصفوف الأساسية وعدم توفر مبنى جديد يستوعب طلاب التعليم الثانوي أدى إلى استبعاد الطلاب، على الرغم من إصرار الأهالي والطلاب على البقاء بسبب طول المسافة التي يقطعونها يومياً إلى مركز المديرية رصد أو إلى ثانوية خالد بن الوليد الواقعة في إطار تجمع رخمة التعليمي، حيث تستمر الرحلة ما يزيد عن أربع ساعات ذهاباً وإياباً. عجزنا عن تثبيت تعليم ثانوي في الصفأة وخسرنا ما يزيد عن سبعة معلمين متخصصين تم نقلهم من مدرسة الصفأة إلى مدارس أخرى وهم من أبناء الصفأة».

أما عن الطالبات فقال عبد الناصر: لا يحظين بالتعليم بعد التعليم الأساسي للأسباب نفسها، التي تؤدي إلى عزوف الطالبات عن الدراسة بدون استثناء، وبالذات التعليم الثانوي.

وتعاني ثلاث إشكاليات
< سالم محمد عبدالله، مدير مدرسة الصفأة (بنين) يحدثنا عن الإشكاليات التي تعانيها المدرسة قائلاً: «إن المدرسة تعاني الكثير من الإشكاليات التي تواجه وتعيق سير العملية التعليمية وتنعكس سلباً على تدني مستوى التحصيل العلمي عند الطلاب. إن المبنى المدرسي أكبر معضلة نعاني منها منذ سنوات، وتزداد الحاجة إلى مبنى عاماً بعد عام نظراً لزيادة الكثافة الطلابية، كما أن بعض الفصول الدراسية مهددة سقوفها بالسقوط، وبعض الفصول انهارت سقوفها العام الماضي في موسم الأمطار، والحمد لله أن الحادث كان أثناء الليل ولم يكن أثناء الدوام.. لتبقى حياة الطلاب ومستوى التعليم والمبنى الجديد مشكلات بلا حل».

وأفاد أيضاً بأن «عدد الطلاب في الصف الخامس وحده (85) طالبا موزعين في شعبتين، وتضطر الإدارة في الكثير من الأيام إلى جمع الشعبتين في شعبة واحدة إذا تغيب عدد من المعلمين، وجمع الشعبتين في شعبة ليس فقط محصورا على طلاب الصف الخامس بل أيضاً طلاب الصف الثالث البالغ عددهم (81) طالبا، أما باقي الصفوف فقد اكتفت الإدارة بشعبة واحدة للصف الواحد على الرغم من حاجتهم لأكثر من ذلك لأن عددهم ليس بالقليل، ولكن قلة المعلمين وانعدام الفصول الدارسية وتهدم سقوف بعض الفصول تضطرنا لذلك».

طلاب الصف الثالث نصفهم على الكراسي والبقية يفترشون الأرض
طلاب الصف الثالث نصفهم على الكراسي والبقية يفترشون الأرض
وأضاف أن طلاب الصف الأول 67 طالباً يدرسون تحت سقف واحد مهدد بالسقوط ويدرسهم معلم واحد هو الأستاذ ناصر محمد جبران ويبلغ من العمر 61 عاماً وخدمته 33 عاماً ولم يحظ بأي تكريم.. كما أن عدد طلاب الصف الثاني 75 طالبا، ووصل عدد طلاب الصف السابع إلى 79 طالبا، وهذه الصفوف بحاجة إلى توزيع طلابها على شعبتين.

بعد 12 ساعة تتحول المدرسة إلى مسمى آخر
وقال سالم إن فكرة استبعاد ثلاثة فصول من البنين للدراسة في الفترة المسائية فكرة ضارة نافعة، فالمدرسة بعد الساعة 12 ظهراً تسمى مدرسة عائشة للبنات وكثافة عدد الفتيات وبالذات في الصفوف الأولى أكبر بكثير من البنين.

وقال المرشد الاجتماعي بالمدرسة الأستاذ عبده عقيل عثمان: «نظراً لضيق الفصول نضطر إلى إخراج الكراسي والطاولات من الفصول لكي تتسع لجميع الطلاب».

أخيراً
إن وضع مدرسة الصفأة مأساوي وفي حالة يرثى لها، والصورة شاهد على ذلك، ولهذا فهي بحاجة إلى ترميم فصولها وإعادة تأهيلها والإسراع في إيجاد مبنى جديد للتعليم الثانوي ومدرسة خاصة بالفتيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى